عندما اختفت «الشهامة» من المصريين

عبدالفتاح عبدالمنعم
عبدالفتاح عبدالمنعم
بقلم - عبدالفتاح عبدالمنعم
ربما ستختلف معى فيما سأطرحه اليوم، ربما سأكون صادما فى رؤيتى الجديدة للشخصية المصرية الآن وما حدث لها من انقلاب خطير، ولكن ما سأكتبه هى الحقيقية المرة خاصة بعد الجريمة الكبرى التى ارتكبها بعض الهمج ضد «سيدة المنيا» التى أبكتنا جميعنا عندما ارتكب هؤلاء الهمج جريمتهم البشعة، والمتمثلة فى تجريد هذه السيدة المسنة من ملابسها انتقاما من ابنها، وهى الجريمة التى حاول بعض شياطين الفتنة الطائفية شيطنتها وإلباسها ثوب جنائية مكتملة الأركان وأن بعض المرضى النفسيين من المتطرفين حاولوا استغلالها لحرق مصر، إذن ما حدث ضد سيدة المنيا هى جريمة جنائية وأن استغلال الدين فى مثل هذه الجرائم هى عادة مصرية، لكى يتخفى الجانى فى ثياب الدين وهو ما حدث أثناء الاعتداء على سيدة المنيا وتجريدها من ملابسها، وهى الجريمة التى فضحتنا أمام العالم كله خاصه أن مرتكبيها استخدموا الدين ستارا لهم لارتكاب جريمتهم، وحاولوا بث الفتن بين المسلمين والأقباط فى المنيا للتغطية على جريمتهم البشعة، والحقيقة أن الشخصية المصرية حدث لها انقلاب خطير منذ يناير 2011، انقلاب يؤكد أننا لم نكن أبدا شعبا طيبا أو شعبا شهما أو غيره من عبارات المديح المجانى التى يوزعها البعض على شعب مصر عندما يظهر فى إحدى البرامج الفضائية.

والحقيقة أننى قد تطرقت أكثر من مرة إلى هذا الانقلاب الخطير فى شخصية المصرى، الذى خرج ولم يعد منذ 25 يناير 2011 وأن هذا الشعب قد تم اللعب فى جيناته الوراثية وتحول إلى شعب دموى، وهذا التحول بدأ عندما ارتضى المصريون حرق بعضهم البعض باسم تغيير النظام، لقد تحولت شخصية المصرى 180 درجة، وهناك مشاهد كثيرة تؤكد صدق كلامى آخرها جريمة تجريد سيدة عجوز من ملابسها فى المنيا وقبلها حوادث كثيرة، منها ما حدث فى محافظة أسوان منذ عدة أشهر من صراع دموى بين قبيلة الدابودية وقبيلة بنى هلال، وقتها قتل العشرات من القبيلتين ومنذ هذه الجريمة وأنا أشعر أن هناك تحولا خطيرا فى أطيب المحافظات فى مصر، وهى أسوان، حيث كنا جميعنا نرى أن كل العمليات الإرهابية ربما تحدث فى محافظات الصعيد، ولكن أن تحدث فى أسوان فهذا مستحيل، والحقيقية الصادمة أننا جميعنا بعد 28 يناير 2011 اختفى الكبير فى كل شىء واختفت التقاليد خاصة بعد ظهور الشياطين من الشباب، الذين اعتقدوا أنهم صنعوا ثورة وهم واهمون، لأننا بعد يناير 2011 أخرجنا أسوأ ما فينا، وتغيرت جينات المصرى فلم يعد هذا الطيب الذى لديه كبير يمكن الرجوع إليه فى كل شىء كما هى التقاليد المصرية الراسخة فى التربة المصرية، التى أنبتت كل شىء بداية من تديننا حتى مأكلنا ومشربنا. وأخيرا.. فإنه لم يعد لدى شك أن هناك قوى أجنبية يسعدها هذا التحول الدموى فى شخصية المواطن المصرى الذى أخرج أسوأ ما فيه بعد هوجة يناير الذى لم يعد يخدم إلا أعداء الوطن، وأعتقد أن المصرى طوال تاريخه لا تتحول شخصيته إلا فى حالة الفوضى، وهناك أمثلة عديدة فى التاريخ القديم والحديث عن تمرد هذا الشعب الذى بعد كل هوجة يخرج أسوأ ما فيه، هل فهمنا الآن لماذا لم يشعر أى همجى من الذين اعتدوا على السيدة العجوز بالمنيا بتأنيب الضمير ولم تظهر النخوة المصرية القديمة فى أبناء الصعيد الذين كنا نعتقد أنهم لا يمكن بأى حال من الأحوال التعرض لستات مصر؟، نعم لقد اختفت الشهامة والنخوة من المجرمين الذين اعتدوا على السيدة العجوز، لقد وجدنا منهم من يقوم بدخول المنازل وحرقها والاعتداء على سيدة عجوز وخلع ملابسها وجرها عارية فأين النخوة والرجولة والشهامة التى تغنى بها مقدمو البرامج مع بعض ضيوفهم؟ لقد خرجت كل القيم النبيلة من داخلنا واختفت فى ظروف غامضة ويبدو لى أنها لن تعود خاصة وإننى آرى التدهور فى كل شىء ليس فقط فى أحوالنا الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية بل والأخلاقية والدينية أيضًا، وأن كل هذا التدهور يدفعنا إلى التطرف الذى سيحرق مصر.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حرائق تلتهم غابات الجبل الأخضر وتقترب من المناطق السكنية شرق ليبيا (فيديو)

البنك الأهلي يفتح ملف الصفقات استعداداً للموسم الجديد

المتهمون بسرقة أسلاك كهربائية: بنسرقها من مواقع تحت الإنشاء

بيسيرو: الزمالك هرم مصر الرابع.. والأهلى سيفوز على بورتو فى مونديال الأندية

اعترافات المتهم بالاعتداء على زوجته فى منشأة القناطر


المتهمان بسرقة متعلقات المواطنين: بنخطفها من الشوارع بدراجة نارية

تجديد حبس خادمة 15 يوما بتهمة سرقة عملات أجنبية من داخل شقة فى قصر النيل

مصرع شابين غرقًا حاولا إنقاذ طفل بترعة فى جهينة بسوهاج

قضية أحمد فاتح تُشعل الجدل.. حقيقة أول رجل عربى يلد طفلة

تجديد حبس مقاول بتهمة حيازة سلاح نارى بدون ترخيص


موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا

«النواب» يناقش تعديل قانونى مجلس النواب وتقسيم الدوائر.. تخصيص 102 مقعدا لكل من دائرتىّ جنوب ووسط الدلتا وشمال ووسط وجنوب الصعيد.. 40 مقعدا لدائرتى شرق وغرب الدلتا وزيادة التأمين لـ30 ألف جنيه للمرشح الفردى

بيراميدز يخطف تعادلا مثيرا أمام صن داونز فى ذهاب نهائى أبطال أفريقيا.. صور

صن داونز يسيطر ويحافظ على تقدمه أمام بيراميدز بعد 75 دقيقة فى نهائى أفريقيا

انتشار شوادر بيع التوم بقرى مركز طنطا فى الغربية.. التجميع من الأراضى الزراعية والفرز والتوزيع للأسواق المحلية وتجهيز كميات لتصديرة للخارج.. التجار: موسم الخير ويوفر العديد من فرص العمل لأهالى القرية.. صور

الحكم على المتهمين بـ"خلية داعش العمرانية الثانية” 28 مايو

تأجيل محاكمة 35 متهما بـ"الاتجار فى العملة" لـ23 يونيو لمرافعة الدفاع

تأجيل محاكمة 57 متهما بقضية اللجان النوعية للإخوان لجلسة 25 يونيو المقبل

انقطاع واسع للكهرباء جنوب شرق فرنسا تزامنا مع حفل ختام مهرجان كان

إحالة عامل للجنايات بتهمة مضايقة سيدة أثناء التقاط صورة معها بوسط القاهرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى