عفواً.. ألا يوجد بينكم رجل رشيد؟!

مروة جاد الله
مروة جاد الله
مروة جاد الله
أكتب هذا المقال بعد ساعات من إلقاء القبض على اثنين من العاملين فى الصحافة داخل مقر نقابة الصحفيين. والحقيقة لن أتناول تفاصيل الحدث والتى قد تتضح خلال ساعات مقبلة تفصل بين توقيت كتابة المقال ونشره، ولكنى فقط أوجه بعض الأسئلة إلى طرفى الأزمة، بناء على البيانات الرسمية الصادرة عن الطرفين منذ عدة ساعات.

أبدأ بالمسؤولين عن الأمن، لماذا عندما وصلت إليكم معلومات بتواجد المطلوبين داخل النقابة، وبعد تأكد «الداخلية» كما جاء فى نص بيانها أن هناك «محاولة للزج بالنقابة فى مواجهة مع أجهزة الأمن، واستغلال ذلك لافتعال أزمة يشارك فيها عدد من العناصر الإثارية، لإحداث حالة من الفوضى»، لماذا لم يتم اللجوء إلى وسائل أخرى للخروج من هذه الأزمة بسلام؟! لماذا لم يتم التواصل مع نقيب الصحفيين؟! وفى حالة فشل النقيب، لا قدر الله، فى إقناع هؤلاء بالخروج من مقر النقابة كان من الممكن أن ينتقل مسؤولو الأمن إلى خطوة تصعيدية بعقد مؤتمر صحفى للمتحدث الإعلامى باسم وزارة الداخلية مثلا لعرض الوقائع على الرأى العام، وانتظار ما قد تسفر عنه ردود الأفعال، وبالتأكيد ساعتها كان الموقف سيتغير تماما، خاصة مع الأخذ فى الاعتبار حالة التوتر السائدة بالفعل ما بين عدد من الصحفيين ووزارة الداخلية منذ الأسبوع الماضى تحديدا؟! ألا يوجد بين مسؤولى الأمن فى مصر من يوجه المشورة السياسية للتعامل مع الملفات الشائكة؟! ألا يوجد صوت عاقل حكيم يتم اللجوء إليه فى أوقات الأزمات؟! لماذا لم تتم دراسة عواقب إجراء إلقاء القبض على نقابيين داخل نقابتهم، وتحديدا هذه النقابة، والتى شهدت توترا ملحوظا فى علاقتها بالأمن منذ عدة أيام؟!

وإن كانت «الداخلية» تعلم كما جاء فى نص بيانها الرسمى رغبة عناصر بعينها فى تصعيد الأزمة، لماذا إذن الإصرار على تمهيد الطريق للتصعيد بدلا من تفويت الفرصة والخروج من الأزمة سالمين، حفاظا على أمن وسلامة المجتمع المصرى، الذى تهدده العديد من الأطراف داخليا وخارجيا؟! لماذا لم يدرك متخذو هذا القرار أنه سيتم استغلاله سياسيا داخليا وخارجيا؟!! ثم ما مدى خطورة هذين المطلوبين من الأساس كى يتم التسرع فى إلقاء القبض عليهما داخل مقر النقابة فى يوم احتفال العالم كله بعيد العمال، وعشية احتفال المصريين بأعياد شم النسيم؟!

أما الطرف الآخر وهو نقابة الصحفيين، أسأل مجلس النقابة الحالى وعلى رأسه النقيب، وهو أستاذ وصديق شخصى أكن له كل الاحترام، لماذا لا يفصح بعض أعضاء مجلس النقابة عن توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، والتى تظهر جلية من آن لآخر، وتحملهم لمسؤولية جر النقابة لمعركة مع بعض مؤسسات الدولة، وعلى رأسها مؤسسة الأمن علانية، وفى الخفاء شخص الرئيس؟! كيف من الممكن أن يتغاضى أعضاء النقابة عن وجود حالة واضحة من التربص من تيارات بعينها داخل النقابة، واستغلال أى خطأ أو تجاوز لمهاجمة الدولة ورئيسها؟! وأكبر دليل على ما أقوله، بغض النظر عن مواقف كثيرة سابقة تؤكد هذا، ما جاء فى نص أول عبارة فيما سمى البيان الأول للصحفيين المعتصمين بالنقابة، والذى تم إرساله للإعلام بعد الواقعة، وبدأ بجملة: «جريمة اقتحام النقابة مسؤولية السيسى»، وأضاف فى الفقرة الثانية: «ويُحمل الصحفيون الرئيس عبدالفتاح السيسى المسؤولية عن هذه الجريمة غير المسبوقة، وهو ما يعد اعتداء غاشما على حرية الصحافة لوقفها عن القيام بدورها فى فضح جرائم النظام، من قتل واعتقال وتعذيب الآلاف من المصريين، وصولا إلى التفريط فى التراب الوطنى ببيع جزيرتى تيران وصنافير»، ويضيف نص البيان: «إن جريمة اليوم التى ارتكبها السيسى ووزير داخليته تتوج ما أكدته تقارير المنظمات المعنية بحرية التعبير والصحافة، بشأن التدهور غير المسبوق لأوضاع الصحافة المصرية فى عهد السيسى. وعلما بأن مصر أصبحت ثانى دولة فى حبس الصحفيين على مستوى العالم فى عام 2015».

قراءة سريعة فى هذا البيان تؤكد أن هناك أطرافا تستغل أى حدث لمهاجمة الرئيس السيسى والترويج الواضح لما تردده منظمات خارجية وداخلية من أكاذيب، وعلى رأسها تصنيف مصر كثانى دولة فى حبس الصحفيين فى العالم!!! هذا العالم الذى لا يضم تركيا بتجاوزاتها، ولا إسرائيل بجرائمها فى حق الصحفيين، ولا إيران بكل تأكيد، أو الصين مثلا، أو غيرها من بلدان يئن فيها الصحفيون من بطش الأنظمة! كيف سمح الصحفيون لهؤلاء بتحويل نقابتهم إلى منبر سياسى يحاول تصفية حسابات أطراف أخرى مع النظام الحالى؟! بكل أسف طرفا هذه الأزمة فى حاجة ماسة للمصارحة والمساءلة، قبل أن يدفع المجتمع المصرى الثمن غاليًا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

نتنياهو: ما حدث في بيت حانون شيء صعب على إسرائيل

فلومينينسى ضد تشيلسى.. البلوز يتقدم 1-0 فى شوط نارى بنصف نهائى المونديال

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة


بالدموع والحزن.. ميت غمر تودع المهندس محمد طلعت ضحية سنترال رمسيس (فيديو)

بطل من الحماية المدنية.. يصر على عدم النزول من السلم حتى إخماد حريق سنترال رمسيس

إصابة 3 أشخاص فى مشاجرة بالأسلحة النارية بقنا

‌مصر تطلق أول برنامج لمكافحة نواقل الأوبئة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

دي بول يقترب من مجاورة ميسي فى انتر ميامي


محمد شحاتة ينتظم فى تدريبات الزمالك عقب الانتهاء من أجازة الزواج

فيفا يعلن عقوبات لاعبي ريال مدريد وباريس سان جيرمان فى كأس العالم للأندية

الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن غلق باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ بعد غد.. 311 مرشحا تقدموا بأوراقهم على مقاعد الفردى حتى الآن.. القائمة المبدئية للمرشحين الجمعة.. والفصل فى الطعون من 14 وحتي 16 يوليو.. فيديو

تنفيذا لتوجيهات الرئيس.. وزارة النقل تغلق الدائري الإقليمى فى الإتجاه القادم من تقاطعه مع الأسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس لمدة أسبوع.. إجراء تحويلات مرورية.. ولجنة استشارية تؤكد سلامة تصميم وتنفيذ الطريق

الانتقال الجماعى شعار الميركاتو الصيفى فى الدورى المصرى.. ثنائى فاركو الأحدث

فات الميعاد الحلقة 19.. هل يكتشف أحمد صفوت كذبة أسماء أبو اليزيد؟

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

وزارة الرياضة تعلن موافقة مجلس النواب على تعديلات قانون الرياضة

شاهد محمد سيحا حارس الأهلي "يستجم" على الشاطئ رفقة أسرته

طارق مصطفى يعطل صفقة أحمد ربيع بسبب الزناري.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى