كلنا خاطئون.. والجارديان أيضا

وائل السمرى
وائل السمرى
كتب وائل السمرى

اعتراف الجريدة درس فى عدم التقديس


هنا فى هذا المكان أشرت مرارا وتكرارا إلى ما يرتكبه بعض الصحف الغربية من «جرائم مهنية» لا ننتبه لها، وهنا أيضا أشرت إلى صحيفة الجارديان «تحديدا» التى يعتبرها البعض عجلا مقدسا، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ناسين المصطلحات البراقة مثل الحياد والموضوعية والشفافية والنزاهة لا تتعدى كونها مثلا عليا يطمح البعض لجعلها أمرا واقعا، دون أن يضمنوا تحقيقها بالفعل، بينما يتغنى بها البعض الآخر وهم الأكثرية دون حتى وجود نية لتطبيقها أو حتى الاقتراب منها.

فى هذا المكان أشرت مرارا وتكرارا إلى فبركات الكثير من الصحف ووكالات الأنباء العالمية، وكان آخرها ما ذكرته حول تناول جريدة الجارديان لواقعة سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس، وقبلها ما أشرت إليه من فبركات وكالة رويترز التى يعتبرها البعض «قدس أقداس المهنية» وأكدت عبر تحليل مضمونى لتناولها قضية مقتل الباحث الإيطالى «جوليو ريجينى» مقدار الأكاذيب التى ترددها هذه الوكالة ومدى تهافت أدلتها ومدى تفاهة التصريحات التى تتعامل معها، باعتبارها اليقين بعينه، وهو الأمر الذى تنبهت إليه وزارة الداخلية بعدها، وأصدرت العديد من البيانات والتصريحات التى تدين هذه الوكالة، حتى وصل الأمر إلى مقاضاة الوكالة الأشهر فى العالم.

الآن تعتذر الجارديان عن فبركة مراسلها السابق فى مصر للعديد من التقارير الصحفية، وسواء كانت هذه التقارير تخص مصر أم لا تخصها، لكننا هنا لدينا دليل مادى على أن مراسلها فى مصر لم يكن على درجة كافية من الأمانة، وأنه لم يكن كذلك، على درجة كافية من المهنية، وبالمناسبة، فإننى هنا لا أتعامل مع الصحفى باعتباره نبيا معصوما، ولا أتعامل معه أيضا باعتباره ملاكا منزها عن الخطأ، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لكن التوبة لا تصح إلا إذا كفر التائب عن ذنبه وصحح أوضاعه وراجع مواقفه، وهو ما نتمنى من «الجارديان» أن تفعله إن أرادت المحافظة على ما تبقى لها من بريق فى الشرق الأوسط.

يبقى أن نقول إن اعتذار الجادريان هذا يحمل فى جزء كبير منه، مناورة ذكية من أجل الإيهام بالمهنية، وهذا بالمناسبة أمر غير مكروه، فمن حق أى جريدة أن تناور من أجل إنقاذ سمعتها إذا ما تورطت فى بعض الأكاذيب، ومن حق أى مؤسسة أن تتبنى خطابا تصحيحيا فى الوقت الذى تراه مناسبا، وهو ما يستدعى بالضرورة ما تفعله وسائل الإعلام المصرى التى تردد الأكاذيب بعد الأكاذيب، دون أن تكلف نفسها عناء المراجعة أو تتحلى بشجاعة الاعتذار، ناسين أن تراكم الأكاذيب يوما بعد يوم يهدم جسر المصداقية المفترض بين القارئ أو المشاهد من جهة ووسيلة الإعلام من جهة أخرى، وهو ما ينعكس بالسلب أيضا على الحالة الوطنية عامة، إذ يفقد المواطن مصدرا مهما من وسائل معلوماته، ويفقد الدولة وسيلة «محترمة» من وسائل الإدارة السياسية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وفاة بهاء الخطيب.. رحيل يفتح أبواب الحزن على "درويش وسمير وأحمد عصام"

4 مواجهات قوية اليوم فى الجولة الرابعة لمسابقة دوري نايل

حمادة صدقى نجم الأهلى الأسبق يحتفل بعيد ميلاده الـ"64" اليوم

موعد مباراة الأهلى مع غزل المحلة اليوم فى الدوري المصري والقناة الناقلة

نيكولاس كيج يقترب من المشاركة في True Detective بدلاً من ماثيو ماكونهي


وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل

الآن.. بدء تصويت المصريين فى الخارج بأستراليا

فرقة عبد الحليم نويرة تحيى حفلا غنائيا فى الأوبرا 11 سبتمبر المقبل

نجم يظهر فى السماء يعلن بداية العد التنازلي لصيف 2025.. تفاصيل

إعادة تقييم مسلسل Dexter وإلغاء الحلقة التمهيدية.. اعرف الحكاية


وكالة الأونروا: غزة تعيش الجحيم بكل أنواعه

ريال مدريد يصعق أوفييدو بثلاثية فى الدورى الإسبانى.. فيديو

حفل أنغام على مسرح ألبرت هول فى لندن مهدد بالإلغاء بسبب مرضها

إنبى يتعادل مع الجونة سلبيا فى دوري نايل

أحمد جمال عن نجاح حفل ختام القلعة: كاملة العدد وبستناها من السنة للسنة

3 اتهامات تواجه عصابة الثقب الأسود بالجيزة.. اعرف التفاصيل

دينا فؤاد تبرز إطلالتها الساحرة بالأبيض في شوارع كان الفرنسية.. صور

مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي يعلن جدول الندوات والمحاور الفكرية في دورته 32

الحكومة: إطلاق حملة توعية للتأكيد على الحق فى اختيار مكان شراء الزي المدرسي

حصاد الوزارات.. وزارة التربية والتعليم: تسليم الكتب للطلاب دون قيود أو شروط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى