دولة الإخوان الاقتصادية

محمد مختار جمعة
محمد مختار جمعة
بقلم محمد مختار جمعة
إذا كانت جماعة الإخوان الإرهابية قد سقطت سقوطًا ذريعًا مدويًا سياسيًّا ومجتمعيًّا وأفلست فكريًّا، فإن هناك جانبًا مهمًّا تستميت قيادات الجماعة وعناصرها فى الحفاظ عليه، وهو البناء الاقتصادى والمالى للجماعة، وهو ما يمكن أن يطلق عليه دولة الإخوان الاقتصادية، وهى التى لا تقل خطرًا عن الجانب السياسى، لأنها هى الرابط الذى يربط أعضاء وعناصر الجماعة الإرهابية برباط نفعى وثيق من خلال شراء أصحاب النفوس الضعيفة، والتركيز على المهمشين أو المحرومين أو الأكثر احتياجًا وحتى تجاوزهم إلى غيرهم من طالبى وراغبى الثراء بأى وسيلة حتى لو كانت غير مشروعة أو مدمرة، إضافة إلى خطورة توظيف هذا المال فى العمليات الإرهابية. وقد قامت جماعة الإخوان بعمليات سطو واسعة النطاق على كثير من الجمعيات، وتوظيفها لخدمة أغراضها، مع ما تتلقاه من أموال تحت مسمى التبرعات وتوظيفها لصالح الجماعة.

ولهم منظومة اقتصادية أشبه ما تكون بالفكر الصهيونى، بحيث إذا تاجر أحدهم فى سلعة حيوية ألزم أعضاء الجماعة بالشراء منه، فأحدهم مثلاً فى تجارة الحديد والأسمنت، والآخر فى تجارة الأخشاب، وثالث فى الأدوات الصحية، ورابع فى الملابس، وخامس فى الأدوات المكتبية والهدايا، فهم لا يؤمنون بالتكامل المجتمعى الشامل، إنما يقسمون المجتمع إلى قسمين، الأول: وهو الأولى بالرعاية والعناية والاهتمام وهم عناصر الجماعة، والآخر: عامة الناس، وهم فى نظرهم ما بين فاسق، أو كافر، أو منافق أو عميل أو رقيق الإيمان، أو غير ملتزم، أو غير تابع لهم، أو ناقص الأهلية الشرعية، لأنهم يزعمون أنهم جماعة الله المختارة، وأنهم الفرقة الناجية، وغيرهم فى الإحدى وسبعين فرقة الأخرى.

وعلى الجملة فإن غير المنتمين للجماعة فى نظرهم وتصنيفهم أناس من الدرجة الثانية، إذ يصنفون كل من لم ينضم للجماعة على أنه إما ناقص الدين أو فاقده، ويربون عناصرهم على ذلك. وقد عمدوا إلى مجالات حيوية مثل شركات الصرافة، والخدمات الطبية، والمدارس الخاصة، مع إنشاء مجموعة من الشركات باسم بعض قيادات الجماعة لتكون غطاء لتلقى الأموال الخارجية أو استثمارها أو غسل أموال التبرعات، حيث كانوا يجمعون أموالاً تحت مسمى المساعدات لصالح القدس، أو الشيشان، أوالبوسنة، والهرسك، أو الصومال، ثم توظف لصالح الجماعة وعناصرها.

ولا يسعنى فى مثل هذا المقال أن أخوض فى تفاصيل محددة، إنما كان يعنينى أن ألفت النظر إلى مخاطر دولة الإخوان الإرهابية الاقتصادية التى صارت تستخدم فى تمويل العمليات الإرهابية ودعم العناصر المتطرفة، مما يتطلب النظر وبجدية، والتعامل بحسم مع هذا المال المشبوه، حتى لا يوظف فى الإضرار بالمصلحة الوطنية، أو أذى المواطنين، أو الإساءة إلى صورة الإسلام والمسلمين، وعلى الجملة فإن هذا الاقتصاد الموازى أو تلك الدولة الاقتصادية للإخوان تعد خطرًا على الأمن القومى، بل على أمن وسلام الإنسانية، لأن تلك الجماعة كالحرباء لا تعرف دينًا، ولا وطنية، ولا وفاء لأحد، فصديق اليوم لديها عدوّ الغد، لا يربطها بأحد سوى ما تحققه من خلاله من مصالح عاجلة، وإلا فله منها الويل والثبور وعظائم الأمور.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواقف تاريخية انتصر فيها الأهلي للمبادئ.. وسام أبو علي أحدث الحالات

الهلال يتفق على تمديد عقد بونو حتى 2028 بعد تألقه اللافت

موجة شديدة الحرارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الجمعة 18 يوليو 2025

البيت الأبيض: القصور الوريدى حالة شائعة لمن تخطت أعمارهم السبعين

آمال ماهر تكشف تفاصيل أغانى ألبومها "حاجة غير" قبل طرحه الأحد المقبل


نقيب الإعلاميين ينعى الإعلامي أشرف منير صبري

غزل المحلة يضم رزق باشا لمدة 3 سنوات

البيت الأبيض عن بيان طبى: ترامب يعانى من تورم فى الكاحلين وقصور وريدى مزمن

منتخب مصر للشباب يهزم الكويت 3-2 استعدادا للمونديال تحت أنظار ريبيرو.. فيديو

جمال عبد الناصر يعتذر عن نشره شائعة وفاة الفنانة زيزى مصطفى والدة منة شلبى


محافظ القاهرة يعلن بدء تسكين مكتبات سور الأزبكية الجديد.. صور

وزير الخارجية: نرفض أى محاولات يائسة للمساس بالعلاقات المصرية - السعودية

الجودو يحقق برونزيتان في البطولة الأفريقية بأنجولا

أوباميانج لاعب حر فى السوق.. القادسية يعلن رحيل الفهد الجابونى

القبض على المتهمين بالتشاجر بسبب القمامة فى الدقهلية.. فيديو

غرق 3 شقيقات فى البدارى بأسيوط وقوات الحماية المدنية تواصل البحث عنهن.. فيديو وصور

الكرملين: روسيا وأوكرانيا سيعقدان جولة ثالثة من المفاوضات

نيكولاس كيج يكشف سر فشل علاقته مع سارة جيسيكا باركر

الزمالك يراقب موهبة مغربية جديدة لضمه في الميركاتو الصيفي

الرئيس السيسى: الرئيس النيجيرى السابق "محمدو بوهاري" كرّس حياته فى خدمة بلاده

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى