الصحفيون ليسوا فى حرب.. والأزمة يجب أن تنتهى فوراً

كرم جبر
كرم جبر
كرم جبر
المصلحة تحتم أن نعبر الأزمة بسرعة، كرامة الصحافة جزء من الكرامة الوطنية، ولكن لا جدوى للتصعيد والتهديد بتسويد الصفحات، أو وضع شارة سوداء أو حتى التوقف عن الصدور، فالخاسر فى هذه الأحوال هم الصحافة والصحفيون، وإذا لم نعترف أن الرأى العام غاضب منا، نكون كمن يضع رأسه فى الرمال، فالمشاكل لا تدار بالشعارات وتأجيج الغضب، وإنما بالهدوء والعقلانية والوقوف عند محطة الوفاق وليس الشجار.

أولا: اتسم بيان اجتماع الجمعية العمومية بالانفعال الزائد، واستخدم القوة الحماسية المفرطة، فى وقت يجب السعى فيه إلى لم الشمل ورأب الصدع، وحينما أصرت القرارات على عزل وزير الداخلية واعتذار الرئاسة، وضعت العقدة فى المنشار، لأن الدولة إذا استجابت لذلك- وهو أمر مستحيل- تضع رقبتها تحت مقصلة مطالب لا تنتهى من هذا النوع لفئات أخرى كثيرة، وترسخ سياسة لى الذراع لتحقيق المطالب، وكان على مجلس نقابة الصحفيين أن يدرك أنه يدس أنفه فى عمل من أعمال السيادة الذى تمارسه الدولة ولا يمكن إجبارها عليه، والحل هو عدم التلويح بمثل هذه القرارات المتشددة للخروج من المأزق.

ثانيا: أسفت أشد الأسف عندما تحدث بعض أعضاء المجلس عن القوائم السوداء.. تانى.. ألم نشبع سوادا وإقصاء وعزلا وتصفية حسابات، حتى يجيئ المجلس الموقر ويلوح بأسوأ أسلحة التصفية فى التاريخ، والتقطت بعض مواقع التواصل الاجتماعى الإشارة، وبدأت فى أدراج خصومها، لدرجة أن بعضها وضع اسم استاذنا الكبير مكرم محمد أحمد، الذى يجب أن نصنع له تمثالا من الوفاء والثناء، لجهوده فى خدمة الصحافة وإعلاء رايتها والدفاع عن حريتها، وأن نضع اسمه فى أكثر القوائم إشراقا وبياضا.
ثالثا: أين العقلاء والحكماء والكتاب والأسماء المحترمة، الذين كانوا يزينون النقابة وينقلون للأجيال الجديدة خبراتهم وتجاربهم، ولماذا هجروا النقابة وقاطعوها وأداروا ظهورهم لها، وهل أصبح مفتاح العمل النقابى الآن هو إهمال العقول والخبرات، وأن تتبنى توجهات فصيل يعبر عن اتجاه سياسى واحد، ففقدت ميزات التنوع والتعدد والرأى والرأى الآخر، فكان طبيعيا أن تصدر قرارات اجتماع الجمعية العمومية مصبوغة بشعارات سياسية زاعقة، تغلق الأبواب التى تؤدى إلى الخروج من الأزمة.

رابعا: يخطئ مجلس النقابة إذا تصور أن «جموع» الصحفيين يوافقون على القرارات المتشددة التى أصدرها، ولم تتبع الإطار القانونى السليم الذى يترتب عليه أن تكون ملزمة للجميع، فالقانون يحدد شروط الانعقاد ابتداء من الإعلان فى صحيفتين يوميتين، حتى صدور القرارات بالأغلبية المطلقة، والتسجيل فى كشوف الحضور وهو ما لم يحدث، وبالتالى من يعترض على هذه القرارات ليس خارجا عن الإجماع، ولا يجب أبدا التسليم للتفسيرات التى تصحح الخطأ بالدفاع عن الخطأ، لأن الجماعة الصحفية هى الأشد حرصا على الالتزام بالقانون والدفاع عن سيادته.

خامسا: نقابة الصحفيين ليست نقابة الميادين، بل الرأى الحر والفكر المستنير وقبول الآخر، وهى جزء أصيل من مؤسسات الدولة، ولا تخوض معاركها إلا للدفاع عن الوطن، وتتصدى لكل صور التدخل فى شؤون البلاد، وعلينا أن نعترف صراحة أن الأزمة الأخيرة، ساهمت فى استغلال بعض الجهات الأجنبية للأزمة، لتنفث سمومها وأحقادها، وتصعد الهجوم الممنهج الذى تتعرض له البلاد فى الآونة الأخيرة، وأعطيناهم بأيدينا سلاحا للبكاء الكاذب على أوضاع الحرية والديمقراطية فى البلاد.

الأزمة يجب أن تنتهى فى أقرب وقت، على قاعدة لا منتصر ولا مهزوم، فنحن لسنا فى حرب مع الأعداء، ولا منازلة لاستعراض القوة، وعلى الجماعة الصحفية أن تتسلح بالوعى والاستنارة، وأن تتخلى عن الشعارات الحماسية وخطب الميادين، وأن تتمسك بمواقعها الاستراتيجية فى مقدمة الصفوف، يدعمها رأى عام يساند قضيتها ولا تستفزه مطالبها.

أما إدارة وزارة الداخلية للأزمة وما شابها من انتقادات، فاتركوا أمرها للقيادة السياسية، التى نثق فى عدالتها وحرصها على ترسيخ احترام الدستور، وإعلاء شأن دولة القانون.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس اليوم.. ارتفاع طفيف ومؤقت بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

هل تتعرض البلاد لموجات شديدة الحرارة الأيام المقبلة؟.. الأرصاد ترد وتزف بشرى للمواطنين.. مدير الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد لـ"اليوم السابع": لا موجات طويلة المدى حتى نهاية أغسطس.. ونصائح هامة للمواطنين

رحيل صادم للممثل الشاب بهاء الخطيب..سقط أثناء لعبه كرة القدم وذبحة صدرية أودت بحياته..تشيع جثمان الراحل في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة..نجوم الفن ينعونه ويشيدون بموهبته وأخلاقه وحبه وتشجيعه لأصدقاءه

مانشستر يونايتد يبحث عن الفوز الأول أمام فولهام لتعويض كبوة أرسنال

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة


يوفنتوس يستضيف بارما بحثا عن انطلاقة قوية بالدوري الإيطالي

وسام أبو علي يسجل ظهوره الأول في الدوري الأمريكي ويربك معلق المباراة بهدف.. فيديو

السيناريست جامايكا يعلن وفاة الممثل الشاب بهاء الخطيب

موقف عبد القادر من المشاركة فى التدريبات الجماعية مع الأهلى

"زيزو طار من الصدارة".. اعرف ترتيب هدافى الدوري قبل إنطلاق الجولة الرابعة


انتهاء امتحانات الثانوية العامة 2025 للدور الثانى لطلبة النظام الجديد.. وزارة التعليم ترصد مخالفات وتتخذ إجراءات ضد الطلاب.. وتؤكد: تصحيح كراسات الإجابة أولا بأول لإعلان نتيجة الدور الثانى للثانوية خلال أيام

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟

الصفحة الرسمية لمنتخب مصر: "استاد القاهرة هيتلون بعلم مصر 5 سبتمبر أمام إثيوبيا"

مكتب التنسيق: إتاحة الفرصة للطالبة عائشة أحمد بإعادة ترتيب الرغبات مرة أخرى

وزير الاتصالات: اختيار مصر لاستضافة معرض عالم الذكاء الاصطناعى يؤكد دورها الريادى

البرازيلى خوان ألفينا لاعب الزمالك وزوجته فى زيارة للأهرامات.. صور

القطار السريع يحقق المعادلة الصعبة.. ساعتان من العين السخنة للإسكندرية بسرعة 250 كم وتجربة استثنائية للسفر.. وعربات بطابقين في القطار الإقليمي لأول مرة في البلاد.. وجرار البضائع يصل مصر قريبا.. صور

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم

انتهاء تصوير فيلم إن غاب القط بطولة آسر ياسين وطرحه فى دور العرض قريبا

بدء عزاء يحيى عزمى بمسجد الشرطة بحضور أشرف زكى وإيهاب فهمى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى