أسطورة يناير يا قاتل يا مقتول!!

تامر عبدالمنعم
تامر عبدالمنعم
تامر عبدالمنعم
بعد أن تعرضت مصر إلى هزة عنيفة، وموجة ثورية شديدة، بعد عقود طويلة من الاستقرار والسكون، طرأ على المجتمع المصرى تغيرات عديدة تحت مسمى الحرية والديمقراطية، وما إلى ذلك من كلمات رنانة لا يدرك معانيها وخطورتها إلا القليلون، وقد كشفت هذه التغيرات عن حقد دفين يحمله قطاع ليس بهين ضد كل ما هو شرطى، وربما أكبر دليل على ذلك اقتحام أقسام الشرطة، وتحرير المساجين والمجرمين والمسجلين، ثم اقتحام مبنى أمن الدولة، وسرقة محتوياته، بالإضافة إلى حرق كم لا بأس به من سيارات الشرطة، واختلاق مشكلات عديدة مع رجال مؤسسة الشرطة، على غرار حادثة سيدة المطار الشهيرة، وغيرها من الحوادث بالنوادى ومباريات كرة القدم، وصولا إلى أزمة نقابة الصحفيين، مؤخرًا أضف إلى ذلك أحداث محمد محمود الشهيرة التى حتى وقتنا هذا لا أستطيع استيعاب الغرض منها، ولماذا أُطلق على من ماتوا فيها شهداء، فى حين أنهم كانوا يهاجمون مبنى وزارة الداخلية!! ولا أريد أن يفوتك عزيزى القارئ مرحلة اللجان الشعبية التى انتشرت بربوع الوطن بعد اختفاء الأمن فى 28 يناير 2011، والتى كشفت عن غريزة ضابط الشرطة المدفونة عند الأغلبية من أبناء الشعب المصرى.

الشرطة فى الماضى القريب كانوا يطلق عليها البسطاء لفظ «الحكومة»، وهى بالنسبة للمواطن البسيط تمثل السُلطة المنوطة بتحقيق العدالة والقانون، وبالمناسبة هذا الأمر لا يقتصر فقط على مصر والمصريين، وإنما هو أمر مسلم به فى جميع دول العالم المتقدمة منها والنامية، وقد خرجت بعض المفردات وتم الترويج لها مؤخرًا، مثل وصف كل المؤيدين سواء للشرطة، أو للجيش، بلاحسى البيادة وعبيد السلطة الخ.. وواكب هذه الأمور «غسيل مخ» من قِبل الإعلام والسادة الإعلاميين، الشىء الذى ساعد على الترويج للفكرة وتثبيتها فى العقل الجمعى للبسطاء، الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من الشعب المصرى، «انفرطت السبحة» كما يقولون بأسلوب أولاد البلد بمصر، وأصبح من الصعب «لملمتها» وإعادتها إلى ما كانت عليه، وأصبحت الحالات الفردية هى المرجعية لكل من يريد تشويه وهدم منظومة الشرطة، مثل مشاجرة أمين شرطة مع مواطن، أو قتل آخر لبائع شاى، أو اعتصام عشرة أمناء وعند طلب ظهورهم على شاشات الفضائيات يمنعون «بالطبع» بِحُكم القانون، فيصبحون ضحايا الاستبداد! وهكذا.. وفى رأيى أن الشرطة - بمفهومها كما نوهت عاليه أنها تعنى عند المواطن رمز السلطة - ليست هى المقصودة كشرطة، بل المقصود هو الدولة المصرية، ومنظومته المتمثّلة فى النظام «تذكر شعار يناير: الشعب يريد إسقاط النظام!!»، فى حين أنه من المفترض أن الشعب أراد تغيير النظام وهو ما حدث فقط لأن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية أدركت خطورة الإسقاط الذى كان الهدف، وبالتالى حمت مصر والمصريين».

مما لا شك فيه أننا حضرنا - نحن المعاصرين للأحداث - كتابة سطور من تاريخ مصر ستقرأه الأجيال المتعاقبة بلا شك، وستبحث فيه مثلما الحال مع جيلى الذى حضر السبعينات والستينات والخمسينات، وما قبلها من تاريخ بلدنا فقط على الورق، لذلك علينا أن نساعد «القادمون» بتأريخ ما تمليه علينا ضمائرنا من وجهات نظر مُطعمة بأحداث ودلائل وبراهين وأسانيد حتى لا نسقط فى فخ الإخوان الذين حين حكمونا أرادوا أن يؤرخوا فقط لمعتقداتهم ورموزهم، ومحوا كل ما قبلهم، وأرادوا أن يبلوروا فكرة مصر 25 - نسبة إلى يناير 2011 -، وبالطبع وجد الإخوان من يساندهم ولا يزال فى بلورة جزئية يناير من الينارجية والنشطاء والحقوقيين، الذين تآمروا وقبضوا ويعلمون أن نهايتهم مرهونة بكشف المستور وسقوط أسطورتهم 25 يناير، لذلك فإن الاستقرار وهيبة - الحكومة - «الشرطة يعنى كما اتفقنا»، هى هدف يجب إسقاطه، فإما أن يسقط أو يسقط هؤلاء «يا قاتل يا مقتول».. انتهى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

متى يتم طرد المستأجر .. شروط قانونية يجب توافرها

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد

انطلاق خامس أيام الترشح لمجلس الشيوخ.. اعرف المستندات المطلوبة


المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق

بالأرقام.. حصاد ماريسكا مع تشيلسى بعد التأهل لنهائى كأس العالم للأندية

الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

سجل سلبي يطارد مبابي أمام باريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية


322 مليون دولار عالميا لفيلم Jurassic World: Rebirth

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مبابي ضد باريس سان جيرمان في قمة تصفية الحسابات بمونديال الأندية

تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 9-7-2025 والقنوات الناقلة

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

أحمد نادر جلال: السقا أبهرنى فى الكوميدى فى "أحمد وأحمد"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى