تعديل قانون التظاهر

سعيد الشحات
سعيد الشحات
بقلم - سعيد الشحات
وأخيرا قررت الحكومة تعديل قانون التظاهر، ومع أخبار التعديل يرتفع سقف التوقعات، وهناك حديث عن إلغاء عقوبة الحبس فى حال التظاهر بدون تصريح، والاكتفاء بعقوبات مخففة، إذا لم تنطو المظاهرات على أعمال شغب أو عنف.

اللافت فى هذه المسألة هو أن التعديلات التى يدور الحديث بشأنها الآن بشكل مفاجئ ودون مقدمات، بح صوت الكثير من المطالبة بها منذ أن كان الحديث مجرد مشروع يتم النقاش بشأنه، قبل أن تقره الحكومة والرئيس المؤقت عدلى منصور، وحين تصور البعض أن مجلس النواب بعد تشكيله، أمامه فرصة لإصلاح ما أقدمت عليه الحكومة، وذلك بعدم الموافقة عليه وقت تقديمه ضمن حزمة القوانين التى صدرت من الرئيسين منصور والسيسى فى غياب المجلس، غير أن الموافقة تمت عليه، كما أن الحكومة قطعت الطريق وقتها أمام الجميع بالقول، إنه لن يتم أى تعديل على القانون وستتم الموافقة عليه كما هو.

القصة على هذا النحو، تعنى أننا كنا أمام طرفين، واحد يطالب بالتعديل، والثانى يرفض بإصرار، فماذا حدث أدى إلى هذا التغير، وجعل الحكومة ومعارضى القانون فى خندق واحد؟

فى متن القصة هناك تداول بأن للعامل الخارجى دورا لا يستهان به، حيث أوصت دول غربية صديقة بضرورة تعزيز حقوق الإنسان، وأن الاقتصاد لم يعد ينفصل عن السياسية فى هذا المجال، وأن الكثير من المسؤولين الغربيين الذين زاروا مصر فى الفترات الأخيرة أكدوا على هذه المعانى، (راجع جريدة الشروق فى عددها الصادر أمس السبت)، ومن اللافت فى ذلك، قول إن مؤسسات التصنيف الائتمانى الدولية توسعت الآن فى المعايير التى يتم على أساسها التصنيف الائتمانى للدول لتشمل أوضاع حقوق الإنسان.

لم تعلن الحكومة الأسباب التى أدت إلى إقدامها المفاجئ على هذه الخطوة، وبالتالى سنجد الفرصة مواتية للحديث عن العامل الخارجى بتأثيره القوى، وبين حديث الداخل وحديث الخارج فى القضية، نجد أنفسنا أمام حالة تفرض نفسها منذ سنوات طويلة، وهى «تجاهل الداخل فى مقابل الاستماع إلى الخارج»، صحيح أنه لا أحد فى هذا العالم يعيش فى جزيرة منعزلة، وأن العلاقات بين الدول يحكمها معايير أصبح من الخطر الكبير فيها تجاهل حالة حقوق الإنسان، غير أن الالتفات إلى الأصوات الوطنية فى الداخل والاهتمام بما تذكره من وجهات نظر معارضة يقوى صورتنا وموقفنا الخارجى، ويعزز من مكانتنا أمام العالم.

ولو أخذنا قضية تعديل قانون التظاهر التى نحن بصددها، سنجد فيها أن الأحزاب الرئيسية لم توافق عليه منذ البداية، وتقدمت بمقترحات لتعديله، كما أن المجلس القومى لحقوق الإنسان وضع ملاحظات عليه، ووضع صيغا محددة لتعديله ورأت الأحزاب أنها جيدة وتعبر عن طموحها، لكن الحكومة تعاملت مع كل هذه التطورات بـ«ودن من طيب وودن من عجين» فلم تأخذ بأى مقترحات، لا من المجلس القومى لحقوق الإنسان، ولا من الأحزاب.

ولم يقتصر الأمر من الحكومة على الرفض، بل تم تصوير الذين يلحون على تعديل القانون، ويحذرون من مخاطر الإبقاء عليه، وكأنهم شياطين لا يريدون الخير لمصر، ويقدمون أعظم خدمة لجماعة الإخوان وكل قوى الإرهاب، وبالتالى فهم خارج الصف الوطنى، ومضى ذلك ضمن خطاب «التخوين» الذى لجأ إليه البعض، ظنا أنه يقدم خدمة للمرحلة، غير أن هذه الأحداث تثبت فساد هذا الخطاب، والدليل ما يحدث الآن من كلام حول تعديل قانون التظاهر.

فى تقديرى أن أهم قيمة فى مسألة تعديل القانون، أنه ينصف الذين طالبوا بتعديله من قبل، ويؤكد أنهم يبتغون المصلحة الوطنية، والمؤكد أن الحكومة كانت ستربح الكثير لو أخذت بوجهة نظرهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مالى تعلن إحباط محاولة لزعزعة استقرار البلاد خُطط لها بدعم من دولة أجنبية

بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

الشيبي رجل مباراة بيراميدز والإسماعيلي بدروي Nile

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور


إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

الرئيس السيسى يصدّق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

ليلى علوى تطمئن الجمهور على حالتها بعد الحادث: أنا بخير وقدر ولطف


شاهد استعدادات الزمالك لمواجهة المقاولون ..فيديو

مواجهات متكافئة تاريخيا بين سيراميكا وزد قبل لقاء اليوم في الدورى

ريال مدريد يقدم ماستانتونو لوسائل الإعلام.. صور

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

ترتيب الدورى المصرى قبل انطلاق الجولة الثانية.. المصرى في الصدارة

مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة

بعد انتهاء تصويره.. كواليس جديدة من فيلم السادة الأفاضل

اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى