البرامج السيئة تطارد الرديئة

أكرم القصاص
أكرم القصاص

التسويق إعلانات «تشتم أكتر تنجح أكتر»


من أكبر المفارقات التى نراها فى رمضان أن أكثر البرامج والإعلانات التى تثير الجدل، وترتكب أخطاء ومخالفات وتتعرض للهجوم النقدى والفيسبوكى هذه البرامج والإعلانات، تحقق مشاهدة أعلى من غيرها بل وتحقق أرباحا. وهو ما ينسف نظريات الجمهور أو القدرة على المنع والمنح فيما يتعلق بالمشاهدة، كما أن هذا لا يعنى أن مثل هذه البرامج ناجحة أو هادفة أو مسلية، لكن يعنى أن منتج هذه السلعة يسوقها بشكل جديد، بل وأحيانا يكون الهجوم ناتجا عن مشاهة أو المشاهدة الإضافية ناتجة عن الهجوم.

مثلا برنامج الأكشن وبرامج المقالب التى تقوم أغلبها على اتفاقات بين الضيوف والبرنامج بمقابل مادى محترم، وعندما يقبض النجم مبلغا معتبرا فهو على استعداد لتمثيل دور ميت، وليس مجرد واحد أو واحدة من المغفلين. ومن خلال متابعة معارك وتواريخ برنامج رامز واضح فيها الاتفاقات، وهو بالمناسبة يتكلف، وسجل رامز نجاحا فى برنامجه السنوى أضعاف ما حققه من التمثيل، لكن اللافت للنظر أنه بقدر ما تعرض برنامج رامز على مدى سنوات لهجوم وانتقاد، كلما ارتفعت نسبة المشاهدة. ومثل بقية الإعلانات الصادمة والمستفزة التى تحمل إيحاءات أو ادعاءات فهى أيضا تواجه هجوما، ومقابل الهجوم تحقق هذه الإعلانات الهدف منها هو الانتشار والمشاهدة.

والهدف فى كل الأحوال هو تسويق المنتج، سواء كان هذا المنتج برنامجا لرامز أو مشروبا فاشلا ولبنا راكدا، وهذا لا يتوقف فقط عند هذه المنتجات، لكنه يمتد لغيرها فهذه هى قواعد التسويق السائدة التى تبيع الوهم عموما وبشكل كبير. ثم إن الهجوم على برنامج رامز وتفاهته وضحالته لم تمنع من نسب مشاهدة مرتفعة، وأيضا ظهور عشرات البرامج تحاول تقليده وتسير على منواله، ونرى برامج المقالب فى الغابات والأحراش والشوارع، إلى آخره، وهى برامج ثقيلة الظل، ومع هذا تقلد رامز. وقد لا يعنى تسويق هذه البرامج والسلع أنها ناجحة، ولكن أن الجمهور ليس شيئا مصمتا يمكن رؤيته وفرض وجهة نظر عليه فهو يلعن بعض البرامج ويشاهدها، أو يهاجم وينتقد الكثير من الإعلانات ويسجل لها نسب مشاهدة، وهو ما يعيدنا إلى النقطة الأولى وهى أن البرامج والإعلانات وربما المسلسلات التى يتسع الجدل حولها، تحقق نجاحا بينما البرامج والمسلسلات التى لا تثير جدلاً، قد توصم بأنها فاشلة وبلا قيمة، وتثبت التجربة يوما بعد آخر أن الدعاية الجيدة والتسويق يمكن أن يبيعوا سلعا راكدة، أو أن الصدمة من شأنها تروج السلعة من دون الحاجة لحملات إعلانية. وإذا كانت العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة فإن البرامج الزاعقة والمثيرة للجدل تطرد الجيد من المشاهدة لتحل مكانه، وتحصل على نسبة مشاهدة وأرباح، تزيد بزيادة الشتائم والهجوم. وهى صيغة يمكن تطبيقها فى السياسة والإعلام، حيث يتم تسويق الكثير من السلع الراكدة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كيف تعرف إذا كان الشخص مات منتحرا أم مقتولا؟ الطب الشرعى يكشف لغز القضايا

راحة فاخرة وسرعة.. مواعيد قطارات تالجو اليوم الأربعاء 16-7-2025

شرط واحد لفوز القائمة أو المترشح الفردى الوحيد فى دائرة بانتخابات الشيوخ

نتيجة الثانوية العامة 2025 على اليوم السابع بعد اعتمادها رسميًا

الزمالك يرد على إمكانية التقدم بعرض لضم أحمد عبد القادر من الأهلي


موعد إجازة المولد النبوى 2025 للموظفين والقطاع الخاص

البنك الأهلى يهزم نجمة سيناء بسداسية وديا فى فترة الإعداد

قتلوها لأنها محجبة؟.. تفاصيل مروعة فى مقتل رحمة الجزائرية بألمانيا

حيثيات القضاء الإداري برفض طعن مرشح لمجلس الشيوخ تخلف عن أداء الخدمة العسكرية

صناع وأبطال الشاطر لأمير كرارة يحتفلون بالعرض الخاص للفيلم (صور)


ارتفاع فى درجات الحرارة غدا وأمطار رعدية محتملة على بعض المناطق

والد حفيدة أم كلثوم: بنتى أخدت قرار الاعتزال عن اقتناع ومايهمناش رأى حد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى