صالح المسعودى يكتب: كيف تُرضى الناس؟

نقاش - أرشيفية
نقاش - أرشيفية
إنه لأمر فى غاية الصعوبة بل هو من ضمن المستحيلات المعروفة التى تحكى فى الأساطير القديمة والتى منها ( الغول )، فإذا أردت أن ترضى الناس فما عليك سوى أن تعطيهم مالك بل وتصعر خدك لهم وهيهات ثم هيهات إن هم رضوا عنك فقد تناسيت يا عزيزى أنهم لم رضوا على خالقهم ورازقهم فبحثوا عن إله يمجدونه غير ربهم واتخذوا له أنداد وشركاء فى ملكه

بل أنهم لم يرضوا على أنبيائهم الذين أرسلهم ربهم لهداية الناس وتوجيههم إلى سبل الخير والرشاد فما كان من الناس إلا أنهم كذبوا الرسل فقتلوهم وطردوهم، فكن على يقين أنه مهما صنعت لن ترضى جميع الناس، ولن تسلم من القيل والقال وتذكر دائما قول أحدهم ( والله لو صاحب الإنسان جبريل لم يسلم المرء من قال ومن قيل

بالتأكيد كل ما سبق ليس نظرة متشائمة ولا دعوة لمقاطعة المجتمع فهناك الخير الكثير فى الناس، وهناك من يستحق الإرضاء ولكن ما قصدت قوله هو عدم التركيز على إرضاء الجميع فهذا لن يحدث، فقد مر بتلك المرحلة من هو أفضل منا وهم الأنبياء والصالحون لكنهم لم يستطيعوا ذلك

ثم هلم معى لأبرهن لك من خلال قراءة آيات الله _ سبحانه _ فلن تجد أية فى كتاب الله تذكر (أكثر الناس) إلا ووجدت بعدها قول الله جل وعلى ( لا يشكرون _ لا يفقهون _ لا يؤمنون )، وكان الرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إن صح عنه يقول ( اللهم اجعلنى من القليل ) مصداقا لقول الله عز وجل ( وقليل من عبادى الشكور )

فإذا احتكم إليك الناس فاستبعد تماما أن ترضى الجميع لأن الحق لا يرضى جميع الأطراف وإلا كان من الأولى أن يرضوا عن ربهم ونبيهم، وإذا تناقشت فى أمر فلا تتوقع موافقة جميع الحضور على رأيك حتى لو كان رأيك هو الصواب فاختلاف وجهات النظر أمر وارد وكل ما عليك ساعتها أن تحترم أراء الآخرين حتى لو خالفوك التوجه والرؤى

اجعل نصب عينيك دائما إرضاء الله ( عز وجل ) وهنا أتذكر حديث هام لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إن صح عنه ( من أرضى الله وأسخط الناس رضى الله عليه وأرضى من سخطوا فى رضاه، ومن أسخط الله وأرضى الناس سخط الله عليه، واسخط من رضوا فى سخطه، وأوكله الله إلى الناس ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، ومفاد الحديث وتفسيره المبسط انك إن أرضيت الله فى قولك وعملك وتصرفك أرضى الله عنك الناس وتقبلوا صنيعك.

قد لا أكون مصلحاً اجتماعياً، ولكنى أبحث دائما عما يصلح مجتمعى، فقد حدث خلل قيمى فى الفترة السابقة فرغم أن الثورة كان لابد منها، وأنها أظهرت جمال المعدن المصرى الأصيل إلا أنها أظهرت أيضاً أسوأ ما فينا لأننا لم نتعود على الاختلاف ولم نجرب المناقشة المثمرة التى تجعلنا نخرج من أى نقاش بنتائج مثمرة تجعلنا نوحد الهدف نحو جمع الشمل وبناء الوطن بدلاً من التشتت والبحث عن أخطاء الآخرين وتصيد الأخطاء للغير.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لقاء الخميسي تحتفل بالعرض الخاص للفيلم العالمي المدبلج للمصرية Grand Prix of Europe

أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جمهوريًا بتعيينات في المحاكم الابتدائية.. بالأسماء

اعترافات صادمة لقاتلة أسرة دلجا بدير مواس: وضعت لهم السم والسبب ضرتي

ريبيرو يستبعد 9 لاعبين من قائمة الأهلى لمواجهة غزل المحلة بالدوري


زوجة الأب سممت الجميع.. الداخلية تكشف سبب وفاة أسرة دلجا بديرمواس

جيش الاحتلال: نتنياهو وكاتس وزامير أشرفوا على هجوم صنعاء من مقر سلاح الجو

إيرادات فيلم الشاطر تقترب من الـ 90 مليون جنيه في شباك التذاكر المصرية

تنسيق المرحلة الثالثة .. إتاحة تسجيل الرغبات الثلاثاء 26 أغسطس

والد طالبة تعديل الرغبات يتنازل عن المحضر ضد المتسببة.. ويؤكد: كان يهمنى مستقبل بنتى


وفاة مساعد مخرج مسلسل "إميلي في باريس" أثناء التصوير في فينيسيا

الأرصاد تزف بشرى للمواطنين وتكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة

المنتخب يدرس استبعاد ثنائى الأهلي إمام عاشور ومروان عطية من معسكر سبتمبر

تزايد عدم الرضا عن ترامب فى الولاية الثانية.. استطلاع: 56% يعترضون على أدائه

غدًا.. بدء تصويت المصريين بالخارج في جولة الإعادة بانتخابات مجلس الشيوخ

العثور على جثة طافية جديدة ليرتفع عدد ضحايا غرق شاطئ أبو تلات لـ7 وفيات

أحمد حمدي سليم 100% وجاهز للمشاركة مع الزمالك منذ بداية الموسم

زوجان يتخليان عن ابنهما في المطار لانتهاء صلاحية جواز سفره.. والشرطة تتدخل

إصابة شخصين إثر حادث انقلاب سيارة فى الصف

زلزال بقوة 4.1 درجة بمقياس ريختر يضرب ولاية "جوهر" الماليزية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى