للإعلانات مثل حظ المسلسلين

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم : وائل السمرى
كيف تدمر صناعة الدراما فى ثلاثين يوما؟
منذ زمن بعيد لا أتابع المسلسلات الرمضانية إلا فيما ندر، لكننى فى الحقيقة لا أستطيع أن أقاوم سحر الفنان النادر «يحيى الفخرانى»، ولهذا كلما عرضت فضائية مسلسلا يقوم الفخرانى ببطولته أحرص على متابعته حرصا شديدا، فمن الممكن أن تعتبر أننى أتعامل مع مسلسلات «الفخرانى» كاستثناء دائم، لعلمى أننى سأحصل على وجبة متكاملة من المتعة الفنية التى يبثها هذا الفنان القدير، لكن برغم هذا وجدتنى هذا العام أنصرف شيئا فشيئا عن متابعة فنانى المفضل، لشعورى أن ثمة إهانة بالغة يتم توجيهها لى كـ«مشاهد» ولفريق أى عمل فنى يشارك فى «رمضان» والسبب الرئيسى هو «الإعلانات» التى قال بعض الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى، إنها المسلسل الرئيسى فى رمضان، أما المسلسلات الحقيقية فليست أكثر من «فواصل».

حقا، ليست المسسلات سوى فواصل قصيرة محشورة فى يوم حشر الإعلانات الذى يبدأ بعد أذان المغرب مباشرة، وما يحدث مع مسلسل الفخرانى يحدث مع بقية المسسلات فى كل الفضائيات، ولقد دفعنى الملل إلى الإمساك بالساعة كل يوم لأحسب مدة عرض المسلسل ومدة عرض الفواصل الإعلانية، وكانت النتيجة الأبشع أنه فى إحدى المرات وصلت عدد دقائق الإعلانات إلى حوالى 15 دقيقة، بينما لم تتعد مدة عرض المسلسل الدقائق الست، أى بحسبة بسيطة تستطيع أن تجزم بأن للإعلانات مثل حظ المسلسلين وأكثر، وكفى بهذا مللا.

ضع فى حسبانك هنا أننى لا أفترض أن يتحول صناع الإعلام إلى ملائكة تقدم الخدمات الدرامية إلى مستحقيها دون مقابل، فأنا أدرك تماما أهمية الإعلانات للصناعة الدرامية، كما أدرك أيضا أنه بدون «إعلانات» لا وجود للصناعة، لكنى فى ذات الوقت أدرك أيضا أن الشىء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، وأن ما تمارسه الفضائيات الإعلام لا يمت إلى سوق الصناعة الاحترافية بصلة، لأن الصراع الأساسى فى هذه المهنة هو صراع على المشاهد، والغرض الأول لأى فضائية هو أن يظل المشاهد جالسا أمام شاشة القناة، لا أن يكره الشاشة والقناة على حد سواء.

يحدث هذا الأمر الآن فى ظل منافسة شرسة يشهدها الإعلام التقليدى فى الفضائيات والتليفزيونات مع الإعلام الجديد المتمثل فى مواقع عرض الفيديوهات على مواقع الإنترنت، وقد بدأ الكثير من المشاهدين فى الانصراف عن متابعة الفضائيات بدافع الملل من الإعلانات ومتابعة ما يريدونه عبر مواقع نشر الفيديوهات وأشهرها اليوتيوب، خاصة أنها تمنح الواحد حرية اختيار المادة المعروضة فى الوقت المناسب، أى أن فضائياتنا الآن تنسحب من سوق العرض بيدها لتمنح نفسها لوسيلة أخرى من وسائل العرض يشارك فيها مواقع الفيديو المنتجين وأصحاب حقوق العرض فى الأرباح، وبدلا من أن يتم استثمار أموال المسسلات فى صناعة دراما جديدة نسمح للآخرين بالاستحواذ على نصيب الأسد من عدد المشاهدات، وأخشى إن استمر الوضع على ما هو عليه أن يأتى اليوم الذى تتحول فيه الفضائيات إلى «أرض خراب» فيهجرها المتابعون ويهرب المعلنون، ونتحول جميعنا إلى عبيد للإنترنت الذى يحصل على نصيب الأسد دون مجهود يذكر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 9-7-2025 والقنوات الناقلة

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

المسارات البديلة بعد غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

رجلان غيرا نظرة توم هانكس للحياة.. اعرف القصة بمناسبة عيد ميلاده


تعرف على موعد انطلاق استعدادات الأهلي للموسم الجديد ومعسكر تونس

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

أحمد نادر جلال: السقا أبهرنى فى الكوميدى فى "أحمد وأحمد"


الإنتاج يتعاقد مع ثنائى الترسانة لتدعيم صفوفه فى الميركاتو الصيفى

نتنياهو: سنهزم حماس ونقضي على قدراتها

غزل المحلة يوافق على بيع "بن حمودة" خلال فترة الانتقالات الصيفية

البنك الأهلي يغلق ملف رحيل أسامة فيصل بعد توقف مفاوضات الأهلي

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

مجهول انتحل شخصية وزير خارجية أمريكا وتواصل مع مسئولين برسائل نصية وصوتية

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

إحالة أوراق المتهم بقتل والدته حرقا بسبب تعاطى المخدرات فى الشرقية للمفتى

مبابي يسحب شكواه بالإبتزاز وسوء المعاملة ضد باريس سان جيرمان

خطوات اختيار الرموز الانتخابية للمرشحين فى انتخابات مجلس الشيوخ .. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى