عندما باع مرسى نفسه للشيطان

طارق الخولى
طارق الخولى
بقلم طارق الخولى

جماعة الإخوان كان لديها أجندة خاصة لتمكين أعضائها من مفاصل وأعمدة الدولة



الحكم عنوان الحقيقة، فعندما سمعت منطوق الحكم على محمد مرسى وأعضاء عشيرته، فى قضية التخابر مع قطر، انتابنى الذهول لمجرد تصور أن يبع رئيس جمهورية نفسه للشيطان، فيتخابر مع دولة أجنبية، لا تستهدف سوى تدمير مصر، وتحويل المنطقة لدويلات صغيرة، حتى تصبح هذه الإمارة قوى عظمى.

فكيف حكم هذا الصعلوك مصر الدولة العظيمة التى لها تراثها، وكل المقومات تفرض عليها أن تكون كبيرة، فعندما يحكمها ضعيف كالمعزول مرسى، يحاول أن يجعلها فى حجمه حتى يستطيع إدارتها، فيبيعها وأهلها بأبخس الأثمان إلى أحقر الدول مادامت تمتلك سطوة المال، فتصير مصر دولة فقيرة لشعب من التعساء الشحاذين، وتتحول من قائد للمنطقة إلى تابع لدويلة صغيرة تمول الجماعة بمليارات الدولارات.

فمصر كلها الآن فى مواجهة الإرهاب، فنحن نواجه مجموعة من البلطجية والجهلاء الذين يخادعون، ويكذبون، ويقتلون، ويبطشون باسم الدين، فيكبرون ويهللون، عند نشوة ارتكاب المعاصى، فيمنحون الإيمان لمن والاهم ويكفرون من اختلف معهم أو عاداهم.

لقد تعرض الكثير من البسطاء لعملية خداع، من قبل الإخوان ومرسى الذى تحدث أثناء دعايته الانتخابية عن أنه سيخضع للدستور والقانون، وفى حالة مخالفته لذلك فإن للشعب الحق فى أن يثور ضده، وعندما حنث مرسى فى يمينه، ووضع نفسه فوق القانون، فثار الشعب ضده، صنع لنفسه شعبا بديلا من جماعته، ليكون الحاكم بأمر الله.

فجماعة الإخوان لم يكن لديها أجندة وطنية لبناء دولة المؤسسات، وتطوير مصر اقتصاديا وسياسيا، وإنما كان لديها أجندة خاصة لتمكين الجماعة من مفاصل وأعمدة الدولة، بنشر عناصرها فى سلطات ومؤسسات الدولة المختلفة، واختيار القيادات التنفيذية والإدارية ليس لاعتبارات الكفاءة، وإنما لمدى الانتماء والولاء للجماعة. فإمكانية نجاح الإخوان فى تطوير مصر سياسيا واقتصاديا، كان محكوما عليها بالفشل لسببين: الأول أن الجماعة ليس لديها الكوادر القادرة على تولى المناصب الإدارية والتنفيذية فى الدولة، وأن كل ما يجيده تنظيم الإخوان هو السمع والطاعة فقط، أما السبب الثانى فهو أن الجماعة مستفيدة من الفقر والأمية المتفشيين فى مصر، لأن العوز والجهل اللذين تغلب عليهما المصريون بالوعى والإدراك كانا السبيل الوحيد لبقاء الإخوان فى سدة حكم مصر.

وبعد كل ما فعله الإخوان مازالوا يسعون للعودة إلى السلطة ولو على أنقاض مصر، يتمنون لو قامت حرب أهلية بين المصريين، على غرار سوريا، فمن يمعن قراءة التاريخ المصرى، سيجد مواقف رجال يجب أن نرفع لهم القبعة، بعد ما ذقناه على يد الإخوان.

فلابد أن نذكر موقف الملك فاروق عندما ترك حكم مصر ورحل، ليجنب مصر الاقتتال الداخلى، والصراع داخل صفوف الجيش المصرى، ونفس الشىء قام به اللواء محمد نجيب عندما آثر البقاء فى بيته، وتحمل ما تعرض له من ظلم، رغم ما كان يتمتع به من شعبية، تجنيبا لمصر من الوقوع فى براثن الحرب الأهلية، تلك هى مواقف الرجال الجدعان، فى مواجهة نطاعة الإخوان.

الحقيقة هى أن تلك النطاعة ليست السياسية فقط، وإنما البشرية أيضا، تتركز بشكل كبير فى مجموعة قليلة من رجالات تتحكم فى آلاف من المخدرين المنساقين الذين تعودوا على التلقين والسمع والطاعة، دون أن يتركوا لعقولهم الحق فى التفكير وتأمل الحقائق.

فمصر تعرضت لاحتلال غاشم من نظام لم يعرف لمصلحة البلاد طريقا، ولا يدرك معانى حب الوطن وأهله، فقد أنقذنا مصر من يد هؤلاء المحتلين، لنتحول جميعا الآن إلى جنود فى معركة اغتيال الإرهاب، وليبقى المصريون حائط السد المنيع، فى درء خونة الوطن، وعباد الجماعة.

فإن كانت الجماعة هى وطن الإخوان، فمصر هى درة قلب المصريين قبل أن تكون وطنهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

على الحجار يحيى حفلا غنائيا فى ساقية الصاوى.. 24 ديسمبر

مقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص فى تحطم طائرة فوق ملعب فى المكسيك

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان


محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

مصرع 6 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص داخل ترعة ومحافظ قنا يتابع الحادث

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

الصقر: لم يكن هناك تنسيق مع حسام حسن وضغطت على طولان لاستكمال المهمة

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات


حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

حلمى عبد الباقى بعد خضوعه للتحقيق: المستشار أوقف قرار إحالتى للتحقيق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى