د. يسرا محمد سلامة تكتب: مأساتنا مع منظومة التعليم

امتحانات الثانوية - أرشيفية
امتحانات الثانوية - أرشيفية
يتحدث الناس الآن عن ظاهرة تسريب الامتحانات والغش التى تنتشر بشكل غريب فى مجتمعنا مع بدء موسم الامتحانات، ولم يلتفت الجميع إلى السبب الأساسى وراء انتشار هذه الظاهرة، التى تفشت سريعًا وأصبحت علامة بارزة للمستوى الذى وصلت إليه أخلاقنا من انحطاط وتردٍ.

المشكلة الرئيسة فى هذه الظاهرة تكمن فى التعليم نفسه، فمأساة الغش موجودة منذ زمن بعيد – رغم اختلاف الأداة التى يتم بها الغش – لكن ما جَدَّ على الغش تسريب الامتحان من مصدره، وتلهف الطلبة غير العادى فى الحصول على نسخة من تلك الامتحانات المُسربة، مع علمهم بأنَّ هذه الطريقة غير قانونية، فلماذا يُخاطرون بمستقبلهم بأكمله إلى هذه الدرجة ؟!، الإجابة تتواجد دائمًا فى كلمة واحدة "التعليم".

منظومة التعليم فى حد ذاتها كارثة لا يمكن التعامل معها للأسف، سنوات طويلة تعاقبت على العقم التعليمى، يتغير المسئولون المنوطون بالهيكل التنظيمى للوزارة، لكن لا تتغير أبدًا لا المفاهيم ولا النُظم؛ لأنَّ طريقة التفكير هى الأهم، هى السبيل الأوحد للتغيير الحقيقى.

ظاهرة التسريب نتاج أصيل وطبيعى لما وصل إليه حال التعليم فى بلدنا، فالتعليم "التيك أواى" سِمة هذا العصر؛ لأنَّ التلاميذ – خاصة فى الشهادات العامة – لا يذهبون إلى المدرسة إلا فيما نَدر، يكتفون فقط بالدروس الخصوصية التى يأخذونها فى جميع المواد مهما كلفت هذه الدروس أسرهم، أما المدارس الحكومية – فحدث ولا حرج – فصل به 80 "راس" كما يَصفهم معلميهم، لا يمكن أنْ يُشجع أى مدرس كى يُعطى كامل طاقته فى الشرح، فى حصة دراسية لا تتجاوز نصف ساعة، فتكون المُحصلة "زيرو" بالطبع.

تُحارب الحكومة الآن الصفحات الاليكترونية التى تقوم بتسريب تلك الامتحانات، رُغم أنه من المفترض البحث أولاً عن الأسباب التى أدت إلى وقوعها بتلك الطريقة المقززة، فهى تُسئ لوزارة التعليم لا لأحدٍ آخر، فصفة التربية التى التصقت بإسمها باتت لا محل لها من الإعراب.

لو كان تعليمنا قادر على تحقيق أمنية الطلاب فى مستقبل علمى مُشرق لهم، لما استسهلوا سلك هذا الدرب، ولما خاطروا بمقدراتهم هم وأهليهم، فالطالب كما نعلم جميعًا وظيفته الوحيدة المذاكرة ولا شىء غيرها، لكن فى زمننا هذا من الواضح أنَّ للطالب وظائف أخرى تمنعه من المذاكرة فيلجأ إلى الغش والتسريب، حتى يخرج سالمًا غانمًا من معترك الامتحانات غير عابئ بما سيترتب عليه مستقبله، فما بُنى على باطل فهو باطل.

أفيقوا يرحمكم الله قبل فوات الأوان، فأنتم تهدمون جيلاً بأكمله بما تفعلونه بهم.



Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

السيناريست جامايكا يعلن وفاة الممثل الشاب بهاء الخطيب

مصر تدافع عن حقوقها وفق القوانين الدولية لاتفاقيات فيينا .. تفاصيل

فرنسا تستدعى السفيرة الإيطالية بعد تصريحات نائب رئيس الحكومة الإيطالية ضد ماكرون

إعلام فلسطيني: سماع دوي انفجارات ضخمة جراء تفجير روبوتات مفخخة في مدينة غزة

"زيزو طار من الصدارة".. اعرف ترتيب هدافى الدوري قبل إنطلاق الجولة الرابعة


نيجيريا ترحل 102 أجنبيا متورطا متورطين بجرائم إلكترونية

محمود سعد يكشف آخر التطورات الصحية لأنغام: الأطباء ينصحونها بالمشى فى غرفتها

موعد مباراة مصر القادمة أمام تركيا فى بطولة العالم للكرة الطائرة للشباب

مدة خسوف القمر المرتقب فى 7 سبتمبر المقبل.. رئيس معهد الفلك يكشف التفاصيل

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟


مكتب التنسيق: إتاحة الفرصة للطالبة عائشة أحمد بإعادة ترتيب الرغبات مرة أخرى

القطار السريع يحقق المعادلة الصعبة.. ساعتان من العين السخنة للإسكندرية بسرعة 250 كم وتجربة استثنائية للسفر.. وعربات بطابقين في القطار الإقليمي لأول مرة في البلاد.. وجرار البضائع يصل مصر قريبا.. صور

ملخص وأهداف مباراة النصر ضد الأهلى فى نهائى كأس السوبر السعودى

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم

الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة خلال آخر أسبوع فى أغسطس

أهلى جدة بطلا لكأس السوبر السعودى على حساب النصر بركلات الترجيح

بعد حالات غرق شاطئ "أبو تلات" احذروا شواطئ غرب الإسكندرية.. "ملتم" أغسطس يسبب تيارات شديدة ودوامات.. الهانوفيل فى المقدمة بسبب "المقبرة".. و"أبوتلات" فى المرتبة الثانية بسبب تيارات مصب النيل

ريبيرو يستقر على إعادة محمد الشناوي لحراسة مرمى الأهلي أمام غزل المحلة

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

مصدر ينفي شائعات استعداد أنجلينا جولي لنشر مذكرات تكشف أسرار حياتها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى