تجديد الخطاب فى رمضان

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
فى كتابه «التجدد الحضارى» يذهب المستشار طارق البشرى إلى أن الحديث عن حركة التجديد فى الفكر الإسلامى الحديث ينظر لها بدءا من كتابات كل من، رفاعة الطهطاوى، والأفغانى إلى الطاهر بن عاشور، لكن لا يتم النظر إلى مناهج التدريس فى الأزهر وغيره ونظم الدراسة فى المعاهد الدينية، ومدى تطورها أو بقائها على حالها، وما جرى فيها من تطوير لهذه المؤسسات، وفى إنشاء معاهد جديدة للفكر الدينى، كما لم يتم الاهتمام بالتغيرات التى جرت على التشريعات ولا المبادئ التى استقرت أو بدأت تظهر فى أحكام المحاكم وعلى أقلام المفتين وغيرهم.

ويتابع المستشار البشرى بأن حركة الفكر الحديث تم حصرها فى أعلام مفردين من لطفى السيد إلى طه حسين، وشبلى شميل، وفرح أنطون وأضرابهم فى بلاد العرب، ويتم الغفلة عن مؤسسات وهيئات لها من الأثر الفكرى أضعاف ما لهؤلاء، لأن هذه التكوينات عرفت الممارسة للفكر وليس الدعوة له فقط.

وهذه نقطة مهمة طرحها طارق البشرى، تعنى أن المراهنة تكون على الأشخاص وعلى التطبيق للأفكار، لذا دعونا نتأمل مصطلح «تجديد الخطاب الدينى» هذا الذى شغل المجتمع المصرى كثيرا فى الفترة الماضية وما زال، وأقيمت من أجله المؤتمرات النظرية، وتم تأليف الكتابات الكثيرة التى تشرح وتنظم وتدين لكنها لا تقدم حلولا، لدرجة أنها لم تتفق حتى على مفهوم التجديد نفسه، ولم نعرف بعد كيفة الدخول الصحيح لهذه العملية التى نراها معقدة، وليس لها مستقبل واضح أمامنا.

لكن الصورة ليست قاتمة تماما، فلو استخدمنا مبدأ القياس، وهو من المبادئ الأساسية التى يعتمد عليها الفقه الإسلامى ويجلّها، يمكن لنا أن نطبق كلام المستشار البشرى على ما يفعله الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذى يظهر من خلال برنامجه «الإمام الطيب» ويعرض على القنوات التليفزيونية فى رمضان، لفهمنا كيف يكون التجديد، ويكفى أن نتوقف أمام خطابه المتعلق بمن يطلق عليهم «أهل الفترة» حتى نعرف أن الخطاب المنتشر فى المجتمع الإسلامى حوار متأخر جدا، وأننا نحمل فى داخلنا الأفضل لكننا لا نتعب أنفسنا ونخشى مواجهة المجتمع المحيط بنا، لكن الإمام الطيب فعلها وقال قولة الحق.

علينا أن نستغل شهر رمضان، لأنه موسم لطرح الكثير من الأفكار وفرصة طيبة لاختبار أشياء كثيرة، يتيح لنا الشهر الكريم مناقشتها ومعرفة جديتنا فى فهمها وقدرتنا على تطبيقها، ومن هذه القيم صلة الرحم والتواصل مع الأصدقاء، وبناء علاقات اجتماعية طيبة، كذلك الارتباط ببيوت الله والإنصات لتعاليمه ومبادئ دينه، كما يكون أيضا فى رمضان للقضايا الفكرية نصيب، يمكن التعرف عليها واختبارها بمدى التزام المادة الدينية التى تعرض فى رمضان، والقضايا الشائكة التى تثيرها أو تحاول أن تبحث لها عن حلول، ومن ذلك قضايا ما يسمى بتجديد الخطاب الدينى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تقرير يفضح تمويلات الإخوان المشبوهة خلف ستار الاقتصاد الحلال

كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

أمم أفريقيا تؤجل حسم رحيل أسامة فيصل عن البنك الأهلي في يناير

الإدارية العليا تفحص مستندات 32 طعنًا على انتخابات 19 دائرة ملغاة بمجلس النواب

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس


الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

وصول جثمان شقيقة عادل إمام لمسجد الشرطة ومحمد ورامى إمام أبرز الحضور


اجتماع مرتقب بين وكيل محمد صلاح وإدارة ليفربول

احمد العوضى يعلن ظهوره فى صاحبة السعادة مع إسعاد يونس قريباً

الزمالك: لن نمانع رحيل عدي الدباغ فى انتقالات يناير

الأهلى مع الجزيرة والزمالك مع الاتحاد اليوم فى دورى سوبر السلة رجال

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى