"الخرس الزوجى" فيروس العصر.. تسبب فى 9 آلاف حالة طلاق وخلع خلال 2015 أغلبها بعد مدة زواج تراوحت بين 3 و12 شهرا.. تسوية منازعات محاكم الأسرة:3500 دعوى انفصال بسبب التكنولوجيا الحديثة فى العام الماضى

عزيزى الزوج، ربما سمعت من زوجتك يوما شكوى عن إحساسها بأنها تكلم نفسها طول الوقت أو أن ليس بينكما حوار..وربما اندلعت بينكما مشاجرة عنوانها الإهمال ومضمونها تساؤلات من قبيل "أين ذهب الحب والكلام المعسول الذى كان فى فترة الخطوبة؟ ولماذا تلاشت ساعات الحديث ليلا ؟".

وتستطيع أيها الرجل أن تشخص حالتك بأنك مصاب بالخرس الزوجى، وعليك أن تحذر فزوجتك قد تبادر مرة واثنين لبدء الكلام معك ولكن إن لم تجد منك تجاوبا فقد تكون على شفا هاوية وتنفجر لأن هذا المرض قاتل للحياة الزوجية ويؤدى للطلاق.

المشكلة يتضح حجمها بلغة الأرقام، حيث رصد مكتب تسوية المنازعات بمحاكم الأسرة فى 2015 أن فيرس "الخرس الزوجى" تسبب فى 9 آلاف حالة طلاق للضرر وبالخلع وهذا الانفصال يدخل ضمن مصطلح الانفصال المبكر، حيث تراوحت مدد الحياة الزوجية بين المنفصلين بين 3 و12 شهرا باستثناء حالات تراوحت فيها مدد الارتباط الزوجى بين 10 و40 عاما وتسبب الأزواج فى الطلاق أو الخلع بنسبة 70% مقابل 30% للزوجات.

فيما بلغت عدد دعاوى الانفصال بسبب آثار التكنولوجيا الحديثة المدمرة على الزوج والزوجة إلى 3500 دعوى خلال العام السابق 2015.

وتمثلت أسباب الطلاق من وجهة نظر الزوجات فى شعورهن بالعيش بمفردهن والملل والصمت وانتهاء الحب بينهن وأزواجهن والإفراط فى التواصل مع الأزواج من خلال الوسائل الحديثة، فيما شملت أسباب الأزواج للانفصال عن زوجاتهم فقدان السيدات لرونقهن وانشغالهن بالأطفال وعدم التجديد بخلاف ضغوط الحياة اليومية من نفقة وغيرها.

وفى السياق ذاته، استمع"اليوم السابع" لتجارب رجال ونساء فقدوا حياتهم الزوجية أو يحاولن إنهائها فى أروقة محاكم الأسرة.

مؤمن لمحكمة الأسرة :مراتى خنقتنى ..والزوجة ترد :أيام الخطوبة كانت وهم ودلوقتى مش طايق يقعد معايا

الزوج: "انتى السبب فى فشل حياتنا.. قرفتينى وسودتى حياتى وفى الآخر عايزه تخلعينى ..الزوجة : دائما بتحجج بالشغل وأنى بنكد عليك وانى السبب فى عدم قدرتك على الجلوس معايا فى مكان واحد.. فعلا أنت أكبر غلطه عملتها فى حياتى".

هذه الكلمات قالها "مؤمن .ح" و"هالة " بعد أن توجها إلى مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بروض الفرج بعد زواج دام 12 شهرا وذلك فى إطار دعوى الخلع رقم 2565 لسنة 2016.

قالت هالة:" للأسف بعد قصه حب أربع سنين فى الجامعة نعيش الآن بعد زواج دام سنة فقط أكبر قصة فشل فى الحياة.. بسأل نفسى هو الحب راح فين مش بعرف أجاوب كل حاجه تغيرت بعد مرور أول شهر زواج واكتشفت إن كل اللى عشته أنا وهو أيام الخطوبة كان وهم ، حياتى عبارة عن نكد وتوتر اكتشفت إنى مغفلة كبيرة انى أتجوزت بسبب صمته - تحس إن القطة أكلت لسانه وقته الفراغ بيقضيه لعب على الموبيل ويستخسر كلمه فيا".

ورد "مؤمن": كنت بأحبها جدا لكن يعلم ربنا انى دلوقتى بلعن الساعة اللى وافقت فيها عليها، الستات دول حاجه فظيعة كل شوية يطلعك مائة حاجة عشان يتخانقوا بينسوا إزاى الرجالة مستحملين الغلب عشان يريحوهم".

سيدة تخلع زوجها :مش بيقولى بحبك هعيش معاه ليه ؟

وجد نفسه أمام كابوس الخلع بعد إعلان زوجته صراحة على الملأ رفضها الاستمرار معه تحت سقف بيت واحد، فهى لا تشعر بأنوثتها فلجأت «ريم. م» لمحكمة الأسرة ب«مصر الجديدة» وخلعت زوجها «مصطفى. ع» لعدم قوله «بحبك».

وقالت الزوجة، فى دعواها: "تزوجته من سنة وكان زواجا تقليديا، حاولت التحمل والعيش، لكنه جاف فى التعامل لا يعاملنى بـ«حنية»، مللت العيش معه فأنا لا أشعر أنى متزوجة، أسمع صديقاتى يتحدثن عما فيه من «دلع» وأنا لا فأشعر بالحسرة والقهر".

وتابعت «ريم» فى دعواها: «زوجى لا يتذكرنى إلا وقت العلاقة الحميمية، فأنا لى حقوق مثله يجب أن يراعيها.. دا عمره ما قال لى كلمة بحبك»، أشعر أننى أعيش بمفردى فى المنزل.

تامر يتهم زوجته بأنها "مسترجلة"، ويقول :"دفعتنى لتركها والبحث عن أخرى لأجد الألفة والراحة وما افتقده بمنزلى".

وقف تامر.ف يرد على دعوى الخلع رقم 2987 لسنة 2016 أمام أسرة مدينة نصر واتهامات زوجته بإصابته بداء الخرس الزوجى ،قائلا:"كانت بتعتنى بنفسها قبل الزواج لكن دلوقتى بحس أنى متجوز راجل عشان كدا مش قادر أعيش وأتكلم معها".

وتابع فى رده على اتهامات زوجته" علياء.راشد" :"لم أتصور أن حياتى ستنتهى بهذا الشكل بعد قصة حبى لها وخداعى فيها بعد أن أصابتنى بالإحباط ودفعتنى لتركها والبحث عن أخرى لأجد الألفة والراحة وما افتقده بمنزلى" .

مسنة تخلعه بعد 50 سنة:تعبت من الوحدة

عاشت "نجوى" طوال خمسين عام بصحبة زوجها "بيومى ر" فى معاناة من معاملته لها وكأنها غير موجودة فى حياته فهى فقط لإعداد الطعام والتنظيف ووقت احتياجاته الغريزية ولتربية أولاده.

قررت بعد زواج أولادهم الثلاثة أن تطلق رغم كم الاعتراضات منهم لكنها قررت أن عليها ألا تتحمل القهر والظلم فزوجها رغم خروجه على المعاش وتلاشى حجته بالانشغال فى العمل ما زال يتركها تشعر بالوحدة وتقضى أيامها وليالها تحدث نفسها.

أقامت الزوجة دعوى خلع حملت رقم 6789 لسنة 2016 أمام محكمة الأسرة بزنانيرى وقررت الهروب من تلك الحياة المملة والروتينية التى قضتها لا تشعر بآدميتها بسبب تعامل زوجها وكأنها جماد بالمنزل.

ما هو الخرس الزوجى وما أسبابه وكيف نعالجه؟

الدكتور كريم فاروق، مستشار العلاقات الزوجية والأسرية والمحلل النفسى، يقول إن الخرس الزوجى يطلق عليه الصمت بين الأزواج وانقطاع الحوار بين الزوجين حتى إذا كان هناك حوارا وكأنه لم يتم.

وأوضح أن أسباب الخرس الزوجى تتلخص فى ثلاثة أسباب أولها عدم استمتاع الطرفين بالعلاقة الحميمية، والسبب الثانى هو أن لغة الحوار بين الطرفين سلبية ومحبطة وتفشى استخدام وسائل الاتصالات فى الحياة الزوجية التى تسبب وحده لكلا الزوجين وغيش كل منهم بعيد عن الأخر - ، والسبب الثالث ألا يزيد على ثلاث دقائق حتى لا يلجأ الزوجين مع الوقت للصمت "ولكن ما نراه فى أغلب البيوت المصرية يتحول إلى حرب بين الطرفين".

أشار مستشار العلاقات الزوجية، إلى أنه لعلاج مشكلة الخرس الزوجى يجب على الزوجة امتصاص غضب الزوج والتجاوز عن الهفوات، كما أن الخرس الزوجى يمكن أن يكون مشكلة نفسية فهناك زوجات يتخوفن من الحديث منعا من الوقوع فى الخطأ لأنهم نشأن فى قهر وغياب للحوار حتى يؤدى بهن الحال إلى الشعور بالخوف ويظن الزوج أنها راضية لأنها لم تعترض أو تناقش.

وشدد على ضرورة مراعاة الأزواج زوجاتهم والإنصات إليهن برفق لأن هناك كثير من الأزواج يهمشون زوجاتهم ولا ينصتون إليهن وقد يكون قاهرا لها.

وأكد المحلل النفسى أنه يجب على الزوج عدم الإقلال من شأن زوجته فالرجل الشرقى، لديه فكرة مسبقة أن زوجته لن تقدم له حلا لأى مشكلة وبالتالى يلجأ إلى الصمت، بعكس الزوجة التى تلجأ عند أى مشكلة إلى الحوار للتعاطف معها، حيث أن المرأة بحاجة للاحتواء .

وقدم مستشار العلاقات الزوجية، روشتة علاجية إلى الزوجات اللاتى يعانين من مشكلة الصمت الزوجى بأن تثبت الزوجة لزوجها أنها واثقة من نفسها وتشعره بالتغيير فى حياتها وأن تنشغل بين أصدقائها وأهلها لتقنعه أن سعادتها تستطيع أن تستحضرها بدونه، لتلفت انتباهه ويبدأ التجديد والحوار بينهما وأن يرشدا استخدام التكنولوجيا فى حياتهم الزوجية حتى لا يصابوا بحالة انفصال قد لا يتمكنا من التغلب عليها.

موضوعات متعلقة ..

منظمات حقوقية تقدم مقترحا لـ"النواب" لتعديل بعض قوانين الأحوال الشخصية