"النخوة ماتت".. أسباب غياب الشهامة عن الشارع المصرى.. علماء النفس: العنف والانفلات الأمنى بعد الثورة سبب تراجع القيم.. والحقد الطبقى زرع الكراهية ضد الدولة.. ومواطنون: فلوس الفنانين أصابتنا بالإحباط

مشاجرة – أرشيفية
مشاجرة – أرشيفية
كتب كريم صبحى
"ياعم أنا مالى".. "ابعد عن الشر وغنيله".. "خليها تولع"، مصطلحات وعبارات أصبحت تتردد فى الشارع المصرى عند مشاهدة أى أخطاء أو وقوع جريمة فى "عز الظهر"، أو عند تعرض فتاة للمعاكسة والتحرش أو حتى عند نشوب مشاجرة لفظية.

قديما كانت الشهامة والجدعنة وابن البلد، صفات أصيلة فى المواطن المصرى، يشتهر بها عن باقى الشعوب، يتدخل لإنهاء مشاكل بين الناس لمجرد فعل الخير، يقف لمنع أى شاب من معاكسة فتاة، يترك مكانه فى المواصلات لأى قعيد أو عجوز أو سيدة ليجلس مكانه، ولكن تبدلت الأحوال وتغيرت الشخصية المصرية إلى التبلد، الأمر الذى تجسد فى مشهد تعرية سيدة المنيا المسنة، فالجرم الذى ارتكبه أهالى المنطقة باكتفائهم بالفرجة فقط، وعدم التدخل لإنقاذها، يفوق جرم المتهمين بسحلها، وظاهرة العنف الدموى وارتكاب أشياء جديدة على تركيبة المجتمع المصرى، كواقعة ذبح الكلاب وسحل اللصوص وتعليقهم أمام الجميع وتمزيق جسدهم وكأن مشهد الدم أصبح شيئا عادى فى المجتمع.

وأصبح الشاب يشاهد الفتيات يتم التحرش بهن والمشاجرات بين المواطنين، فيرد بكلمة واحدة "وأنا مالى" ويكتفى بإخراج هاتفه للتصوير والفرجة.

علماء النفس والاجتماع يجيبون عن أسئلة طرحها "اليوم السابع" عن أسباب تغيير سلوك المصريين، حيث قال الدكتور محمود بطامى، أستاذ علم النفس والاجتماع، إن التغيير الذى طرأ على سلوك بعض من الشعب المصرى سببه طبيعة المرحلة التى تمر بها مصر، وذلك عقب قيام ثورة 25 يناير، وما أعقبها من مشاهد وأحداث عنف وصور دموية لم يعتاد ولم يشاهدها من قبل المواطن المصرى، وهو ما أدخل الخوف فى قلبه، وجعله يتراجع عن التدخل لفض أى مشاجرة أو خلاف بين المواطنين فى الشارع خوفا من تعرضه لإيذاء بدنى بسبب انتشار البلطجية والانفلات الأمنى.
وأضاف بطامى، لـ"اليوم السابع"، أن الأحداث التى أعقبت ثورة 25 يناير من انفلات أمنى وانتشار للأسلحة البيضاء والنارية وعمليات نهب وسرقة للمحلات جعلت سلوكه "سلبى" تجاه الأحداث اليومية التى يشاهدها.

فيما أرجع الدكتور مصطفى رجب، مقرر لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة، اختفاء صفات الجدعنة والشهامة والمروءة، التى كان يتميز بها الشاب المصرى، إلى الفكر الدينى الذى ازدهر فى عصر السادات، متابعا: "فقديما فى الخمسينيات والستينيات كان يقال للشاب "عيب ومش عيب"، أما فى هذه الأيام فيقال له "حرام ومش حرام"، حيث سيطر رجال الدين على عقول الشباب وتحكموا فى سلوكهم.

وأضاف رجب أن الحقد الطبقى أحد أسباب سلبية سلوك المواطن تجاه المجتمع، فهو يكره كل شىء تفعله الدولة نتيجة مشاهدته لكم البذخ والترف الذى يعيشه بعض أفراد المجتمع، بينما هو لا يجد ما يكفى حياته اليومية وهذا ينعكس على سلوكه، إذا شاهد مشاجرة.

وأشار مقرر لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أنه فى الزمن القديم كانت الفجوة بين الفقير والغنى صغيرة ولا يشعر بها المواطن، فضلا على أن الأغنياء كانوا لهم دور فى المجتمع المدنى من بناء مستشفيات ومدارس والعطف على الفقراء، موضحا أن الأمر تغير الآن بعد اتهام عدد من رجال الأعمال بالفساد والاستيلاء على ملايين الجنيهات من أموال الشعب، ما جعل سلوك المواطن سلبيا تجاه أى شىء يمكن أن يفيد المجتمع اعتقادا أنه لا يجنى شيئا من وراء ذلك.

وفسر الدكتور إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، ظاهرة اختفاء الشهامة والجدعنة، إلى ظهور العشوائيات التى أخرجت جيلا من الشباب والأطفال انتهجوا سلوك الفوضى، بالإضافة إلى التعليم ووسائل الاتصالات الحديثة من الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعى.

وأضاف استشارى الطب النفسى، أن ظهور التيار الدينى من السلفيين والإخوان شكل سلوك شريحة كبيرة من الشباب تأثروا بهم، ما أدى إلى وجود انقسامات داخل المجتمع وانتشار التدين الظاهرى، والبعد عن الشهامة والمروءة.

وكشف أن ثورة 25 يناير كانت لها أثر كبير فى تغيير سلوك المواطن المصرى وانحطاط الأخلاق بسبب الأحداث والمشاهد المؤسفة التى أعقبت قيام الثورة من إهانة رموز الدولة والفوضى والغوغائية والنهب والسرقة والعنف الدموى الذى أعقب الثورة.

وأضاف أن انتشار العشوائيات والمخدرات والبلطجة أنتجت شخص "سيكوباتى" سلوكه سلبى تجاه المجتمع، فضلا عن أن مصر مسجلة أعلى نسبة مشاهدة للمواقع الإباحية وحالات التحرش غيرت من شخصية المواطن المصرى وكل هذه وسائل استخدمتها دول أجنبية فى تغيير الشخصية المصرية.

وفى السياق ذاته، استطلع "اليوم السابع"، آراء عدد من المواطنين، والذين أكد بعضهم أن انتشار البلطجة والعنف والانفلات الأمنى الذى أعقب قيام ثورة 25 يناير، جعل المواطن يخشى أن يتدخل لفض أى مشاجرة فى الشارع، وإصابته باللامبالاة عند رؤيته فتاة يتم التحرش بها خوفا من تعرضه لأذى.

وأرجع بعض المواطنين تغير سلوك المواطن المصرى وتحوله إلى الشخص السلبى تجاه المجتمع إلى عدم شعوره بأنه لا يأخذ حقوقه فى بلده، وأن هناك أشخاصا تتقاضى الملايين مثل الفنانين ولاعبى الكرة، بينما هو لا يستطيع أن يكفى حياته اليومية ويؤمن مستقبل أولاده، ما يجعله ناقما على المجتمع، ويمتنع عن فعل أى شىء إيجابى للدولة.


التحرش بالمانيكان.. من المجنى عليه؟.. رئيس قسم المعاملة الجنائية بالقومى للبحوث: المتحرش وفاضحه على "فيس بوك" مجرمان.. وطبيب نفسى: "هوس جنسى والكبت السبب"


فى يومهم العالمى.. بالأرقام.. 1023حالة عنف وانتهاك ضد الأطفال فى مصر

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مادورو: فنزويلا طورت نظام دفاعها الوطنى رداً على الضغوط الأمريكية

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

لأول مرة.. هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا في قفص واحد.. اليوم

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

ذكرى ميلاد علوية جميل.. رائدة المسرح التى اختتمت حياتها بعزلة


سيدة مُسنة تحاصرها مياه الفيضانات فى أسفى بالمغرب.. فيديو

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

الحضرى: دفعنا فاتورة عدم التنسيق.. والأفضل كان مشاركة المنتخب مع حسام حسن

الإدارية العليا تنظر 31 طعنًا على نتائج 19 دائرة ملغاة فى انتخابات النواب.. غدا

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال


عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

عصام إمام لـ اليوم السابع باكيا: موعد جنازة شقيقتى لم تحدد وادعوا لها

كواليس إحالة المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما إلى الجنايات

هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب.. صور

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى