فرج فودة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
مرت ذكرى اغتيال المفكر فرج فودة، التى تمت فى 8 يونيو 1992 أمام مكتبه فى مصر الجديدة، وجاء ذلك الاغتيال من قبل قوى الظلام التى أرقتها أفكار «فودة» التى كان يطالب فيها بفصل الدين عن الدولة، وبعد شهور قليلة من المناظرة الشهيرة التى تمت فى معرض الكتاب، بين فرج فودة ومحمد أحمد خلف الله فى مقابل محمد الغزالى ومأمون الهضيبى ومحمد عمارة، التى جاءت تحت عنوان «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية».

تم القتل بعد نشر جريدة النور الإسلامية فتوى دينية تبيح دمه، كما اعترف القاتل عبدالشافى رمضان بأنه تلقى أوامر بقتل فودة من المحامى صفوت عبدالغنى، القيادى بالجماعة الإسلامية، حدث هذا على الرغم من كون فرج فودة أنهى كلامه داعيًا الله بأن يهتدى الجميع بهدى الإسلام، وأن يضعوه فى مكانه العزيز، بعيدًا عن الاختلاف والمطامع، لكن أعداء الحياة والفكر كان لهم رأى آخر.

قال فرج فودة فى المناظرة، إن هناك نقاطًا تؤكد فشل ما سماه الدولة الدينية، فهناك فارق بين الإسلام الدين فى أعلى عليين، وبين الدولة، فهى كيان سياسى واقتصادى واجتماعى، كما أن مَن ينادون بالدولة الدينية لا يقدمون برنامجًا سياسيًا للحكم، مؤكدًا أن الحل هو فصل الدين عن الدولة تمامًا.

قتلوه لأنه «يفكر» بغير ما يدعون، ولأن أفكاره مغايرة كما ظهرت فى كتبه «الحقيقة الغائبة، الملعوب، زواج المتعة، نكون أو لا نكون، حوارات حول الشريعة، الوفد والمستقبل، حتى لا يكون كلام فى الهواء، «الطائفية إلى أين؟»، حوار حول العلمانية، قبل السقوط».. إن أعمال فرج فودة تندرج فى إطار فك الارتباط بين السياسة الديمقراطية والتوظيف السلطوى لرجال الدين والدين نفسه، وكتابه «الحقيقة الغائبة» ليس كتابا فى التاريخ، وإنما رؤية فكرية وسياسية تستند إلى وقائع وحقائق التاريخ الإسلامى، وبمثابة رد على أولئك المتزمتين المتعصبين والمتشددين دينيًّا، الذين يهربون من التوثيق والتأصيل ويحيكون المخططات الإرهابية القمعية.

أما كتاب «قبل السقوط» فيناقش الدعوة إلى العلمانية، طارحًا المبررات التى يقدمها العلمانيون، ومؤكدًا أن العلمانية ليست كفرا وإلحادا، كما يزعم خصومها، بل هى دعوة لممارسة القوانين الوضعية العصرية لإدارة المجتمعات المدنية ونشر المحبة والتسامح والتكافل الاجتماعى باتجاه إنشاء وتأسيس الدولة المعاصرة القادرة على التخطيط العلمى الممنهج فى خدمة آمال وطموحات الجماهير الشعبية إلى حياة أفضل وأرقى، لا دولة التعصب الأعمى والفكر المنغلق والجاهلية الجديدة والتصفيات الجسدية.

وكان فرج فودة يرى أن حل «إرهاب الجماعات الإسلامية» يكمن فى ثلاثة سبل، هى اتساع ساحة الديمقراطية حتى للتيارات الإسلامية، وأن يسود القانون، وأن يكون للإعلام خط ثابت مدافع عن أسس الدولة المدنية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إقامة خاصة لكل منتخب فى أمم إفريقيا بالمغرب لأول مرة

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

تاجر فواكه مسلم أشاد به ترامب.. من هو أحمد الأحمد الذي تصدي لهجوم سيدني؟

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

تأجيل محاكمة هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا فى نشر فيديوهات خادشة


الزمالك: لن نمانع رحيل عدي الدباغ فى انتقالات يناير

التشكيل المتوقع لمنتخب مصر أمام نيجيريا.. الشناوي في حراسة المرمى

الأمازون على شفا كارثة.. حرارة وجفاف غير مسبوقين منذ 10 ملايين عام

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى


4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل

الطقس اليوم.. أجواء باردة وأمطار وشبورة والصغرى بالقاهرة 13 درجة

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

تحريات لكشف غموض العثور على جثة سيدة في الجيزة

سباق الملاجئ النووية يتصاعد بين الدول الأوروبية.. خطة ألمانية سرية تشعل القارة.. استعدادات غير مسبوقة لسيناريو حرب عالمية ثالثة.. عودة ذعر الحرب الباردة بنسخة 2025.. وسويسرا تملك أكبر شبكة ملاجئ نووية فى العالم

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

مصرع طفلة عقب وصلة تعذيب على يد والدها بكفر الشيخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى