الإرهابيون يتجولون فى مطارات تركيا وبريطانيا تعلق رحلاتها لمصر!

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم : كريم عبد السلام
إلى الذين ينكرون وجود مؤامرة لتركيع واحتواء مصر بعد 30 يونيو، أدعوهم إلى تأمل الوقائع والمواقف بعد أحداث إطلاق الرصاص والتفجيرات المتتالية فى مطار أتاتورك بإسطنبول، ووضعها فى مقارنة إحصائية بسيطة مع التعسف والتعنت تجاه مطار شرم الشيخ بعد حادث الطائرة الروسية التى تحطمت بعد 20 دقيقة من إقلاعها فى أجواء سيناء فى أكتوبر الماضى ولم تنته التحقيقات بشأنها حتى اليوم.

مطار أتاتورك هو المطار الأكبر فى إسطنبول عاصمة السياحة التركية ويستقبل سنويا من 25 إلى 30 مليون سائح، كما يعتبر من أكثر المطارات فى العالم شهرة وازدحاما، وعندما يتعرض مطار بهذه الأهمية إلى اختراق أمنى فاضح يصل إلى إطلاق مسلح النار من سلاح آلى على الركاب، ثم تَسَلُّل انتحاريين إلى داخل المطار وفجرا نفسيهما داخله، ليقتلا 50 مسافرا ويصيبان أكثر من 140 آخرين، نكون أمام فوضى أمنية شاملة بهذا المطار، تؤدى على الفور إلى إغلاقه ومنع الرحلات منه وإليه حتى إصلاح الخلل الأمنى الشامل.

لم يكن حادث مطار أتاتورك الذى يقع فى الجانب الأوروبى من إسطنبول الحادث الكارثى الأول الذى تتعرض له مطارات عاصمة السياحة التركية، فقد تعرض مطار «صبيحة جوتشن» فى الجانب الآسيوى من إسطنبول منذ أشهر قليلة إلى حادث إرهابى كبير، بنفس أسلوب عملية أتاتورك، إطلاق نار يعقبه تفجير، وأدى إلى مقتل سيدة وإصابة أخرى وإلحاق أضرار جسيمة بخمس طائرات، وعجزت السلطات التركية وأمن المطار عن تحديد طبيعة الانفجار حتى الآن، هل هو بصاروخ أطلق على المطار أم أن مقاتلى حزب العمال الكردستانى وصلوا إلى المناطق الحيوية فى إسطنبول أم ماذا؟.

فى الحادث الأول، أعلنت وزارة النقل وأجهزة الأمن التركية المختلفة، إجراء عمليات تفريغ للكاميرات واستجواب للعاملين بالمطار فى سرية تامة، مع التنبيه على وسائل الإعلام بإطفاء النور على الحادث والتعتيم على أى معلومات بشأنه، وساعد على ذلك الصمت الدولى واعتبار ما حدث شأنًا داخليًّا تركيًّا، رغم تضرر شركات طيران أجنبية من الحادث.

وفى الحادث الثانى، لم تمر سوى 12 ساعة وأعلنت كل اتحادات وشركات الطيران الغربية استئناف رحلاتها إلى مطار أتاتورك بإسطنبول، متحملة المخاطرة الكبيرة للسفر عبر هذا المطار بعد اختراقه أمنيا على أوسع نطاق، ورغم تتابع موجات الإرهاب التى تضرب تركيا كلها سواء عبر عناصر تنظيم داعش أو أعضاء حزب العمال الكردستانى أو من خلال الذئاب المنفردة الذين يجوبون الأراضى التركية كمعبر فى اتجاه دول أوروبا والعالم.

فى المقابل تعرضت طائرة روسية للسقوط فى أجواء سيناء منذ 31 أكتوبر الماضى، وبعد سقوطها بلحظات كانت وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية تتحدث عن حادث إرهابى وعن مسؤولية جماعة أنصار بيت المقدس عن العالم، ولم تمر ساعات إلا وبدأت إجراءات تعليق الرحلات البريطانية والأمريكية والكندية من وإلى مطار شرم الشيخ، وأصبحت موجة الإعلام الغربى كلها مضبوطة على ضرورة مقاطعة مطارات مصر وليس مطار شرم الشيخ فقط حتى إصلاح الخلل الأمنى الرهيب، بينما توافدت بعثات التفتيش من كل الجهات الدولية المعنية بصناعة الطيران ومنحت المطارات المصرية أعلى التقييمات فيما يخص الأمان والسلامة ومع ذلك تواصلت الهجمة الغربية المكشوفة ووصلت إلى التفاهم البريطانى الروسى بمنع السياحة عن مصر!

لنا أن نتساءل ببراءة: لماذا لم يحدث مع تركيا عشر الحملة الدولية المسعورة التى تعرضنا لها، ولماذا لم تهرع الصحف الأمريكية والبريطانية إلى تلفيق القصص والأكاذيب حول الوضع المشتعل أصلا فى تركيا، مثلما حدث معنا؟ ولماذا لم تسارع الجهات الدولية المعنية بإجراءات السلامة فى المطارات بإعادة تقييم الأوضاع بجميع المطارات التركية أو تتدخل أجهزة الأمن بالمطارات الكبرى بالعالم التى تستقبل رحلات من تركيا بمراجعة إجراءات الأمن للركاب وطائرات الشحن؟

ومع ذلك نحن قادرون بعون الله على مواجهة المخططات الغربية كما واجهناها فى السابق، نعم قادرون بالاتحاد والوعى أن نواجه المؤامرات والحصار وأن نبنى اقتصادنا وبلدنا بالعمل والابتكار وبذل الجهد، فالعالم ليس الغرب وحده بمؤامراته ومخططاته، لكن العالم أيضًا لا يعترف ولا يحترم إلا بالعاملين المجتهدين والمبتكرين الذين يسعون للإضافة للحضارة الإنسانية، ونحن نملك التاريخ والمقومات التى يمكن بها أن ننتصر فى معركة التنمية والمواجهة الاقتصادية واستعادة المكانة بالمنطقة والعالم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أمن الجيزة يضبط 9 أشخاص لاتهامهم بالتنقيب عن الآثار فى الصف

حادث مرورى بالإسكندرية.. 10 مصابين فى انقلاب أتوبيس بالموقف الجديد

القطاع الخاص يقود التنمية.. 3.5 تريليون جنيه تعيد رسم ملامح مصر الجديدة.. القطاعات الخدمية تحظى بنصيب الأسد من خطة التنمية الاقتصادية متوسطة المدى.. والمواطن الرابح الأكبر بمعيشة ميسورة ووظائف وخدمات أفضل

3 سبتمبر.. اعتماد وإعلان نتيجة الدور الثانى للثانوية الأزهرية 2025

مودرن سبورت يستعيد جهود إيبا أمام حرس الحدود بالدورى


جماهير جريمسبى تاون تغزو الملعب احتفالا بإقصاء مانشستر يونايتد.. فيديو

بنفيكا ضد فنربخشة.. مورينيو يودع دورى أبطال أوروبا من التمهيدى "فيديو"

جريمبسي يقصى مانشستر يونايتد من كأس الرابطة 12-11 بركلات الترجيح.. فيديو

يونيفيل تجديد أم انسحاب.. تحذير أممي من فراغ أمني بالحدود اللبنانية الإسرائيلية

نادى الحزم يعيد عمر السومة إلى الدورى السعودى من جديد


إحالة متهم بتزوير تأشيرات السفر للشباب فى الجيزة إلى المحاكمة

شقيق عروس حلوان يكشف تفاصيل مثيرة في وفاتها: حقنوها بمواد فاسدة وقلبها توقف ورفضوا نقلها للمستشفى

حامد حمدان يعتذر لبتروجت بعد تعثر انتقاله للزمالك

الجزيري يتدرب منفردا فى الزمالك بعد أزمته مع فيريرا

ريال بيتيس يجدد عقد إيسكو حتى 2028 رغم إصابته الطويلة

إعادة تشغيل شواطئ الإسكندرية بعد غلقها يوما واحدا بسبب "ملتم أغسطس".. تغيير لون الرايات للصفراء واستمرار الحمراء بقطاع غرب.. والمحافظة للمواطنين: راقبوا الرايات وتجنبوا نزول البحر بعد 7 مساء.. فيديو

اللجنة المصرية بغزة توصل مساعدات التحالف الوطنى لدعم فلسطين (فيديو)

كل ما يجب معرفته عن مسلسل وتر حساس 2 قبل عرضه على on

آخر تطورات حالة بروس ويليس الصحية.. فقد القدرة على الكلام ونسى طبيعة عمله

اتحاد الكرة يخطر الأندية بتحمل تكاليف الحكام في دوريات المظاليم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى