حكاية أردوغان والتونسى والداعشى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
فى مطار أتاتورك بإسطنبول كان التونسى فتحى بيوض ذاهبا للقاء ابنه المنتمى لداعش وإنقاذه، لكنه مات فى تفجير يرجح أن داعش نفذه، الثلاثاء الماضى، وقتل فيه أكثر من خمسين وأصيب مئات، لم ينقذ الأب ابنه ومات بتفجير نفذه تنظيم ينتمى إليه الابن.

ترك العميد طبيب فتحى بيوض وهو طبيب بالجيش التونسى بلاده وتوجه إلى تركيا ليلتقى ابنه الداعشى، الابن من بين آلاف التونسيين تركوا تونس قبل أشهر إلى تركيا برفقة صديقته ومنها إلى سوريا وانضما إلى داعش، وحاربا فى صفوف التنظيم، قبل أن يعبرا من جديد لتركيا، حيث تم القبض عليهما فى مركز حدودى تركى. الأب سافر للقاء ابنه فى تركيا، فى محاولة لإنقاذ ابنه من الاعتقال بتركيا، أو إنقاذه من داعش، لكن الرجل راح ضحية تفجير إرهابى بالمطار.

الابن الشاب من عائلة ميسورة يدرس فى كلية الطب، واحد من بين آلاف التونسيين انضموا إلى تنظيمات إرهابية تقاتل فى سوريا. يساهمون ضمن حرب بالوكالة تشارك فيها كثير من الأجهزة والأطراف المحلية والدولية وصناعة فوضى باسم جهاد خائب. الأب التونسى كان يراهن على أن ينقذ ابنه من السجن ومن داعش، لكنه كان على موعد مع داعش وتفجير قتله مع آخرين. ربما كان الأب يفكر فى السبب الذى قاد ابنه الذى علمه جيدا وأنفق عليه جيدا، إلى داعش، كيف اختطف الإرهابيون عقله. وحولوه لماكينة قتل مثل آلاف الشباب التونسى والعربى بل والأوروبى، وقبل أن يستوعب الأب الفكرة راح ضمن واقع يزدحم بالمفارقات. المفارقات لا تتوقف.. تركيا التى استهدفها داعش، كانت محطة دخول وخروج أعضاء تنظيم داعش والنصرة والمسلحين. وإشارات لما يشبه اتفاق عدم الاعتداء بين القوات التركية والميليشيات فى سوريا، هناك اتهامات روسية لبلال ابن أردوغان بمشاركة داعش سرقة وتهريب النفط من سوريا والعراق. وتقارير وصور لإرهابيين يتلقون العلاج فى مستشفيات تركية. نظريا تركيا عضو فى تحالف يفترض أنه يحارب داعش، فعليا التصادم التركى الروسى وقع عندما أعلنت روسيا قصف داعش. اليوم تركيا تحاول ترضية روسيا عن إسقاط الطائرة الروسية قبل أشهر، وتواجه عشر تفجيرات فى شهور كان أشدها فى المطار.

المفارقة التركية تتوازى مع مفارقة الطبيب التونسى فتحى بيوض الذى ساقته الأقدار إلى حتفه فى التفجير الانتحارى لتنظيم داعش. وبدلا من أن ينقذ ابنه راح هو نفسه ضحية داعش، وتركيا تواجه إرهابا نما وترعرع على أراضيها، مثل كل من فكر فى ركوب النمر، ولا تتوقف مفارقات الصراع والسياسة بالشرق الأوسط.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الوصل الإماراتى يتراجع عن ضم وسام أبو على

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الأخير

عمرو حسام يدخل دائرة اهتمامات وادى دجلة لتدعيم حراسة المرمى

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول


الطقس اليوم الخميس 10-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

زوجة تطالب إلزام زوجها سداد مصروفات لطفلها بـ 260 ألف جنيه متجمد شهرين.. تفاصيل

أوكرانيا تثير توترا فى واشنطن.. ترامب يعكس قرارات "الدفاع" بوقف شحنات أسلحة لكييف.. "AP": دونالد محبط من مسئولى البنتاجون ويدرس إرسال "باترويت" لزيلينسكى.. و"وول ستريت": التحركات تكشف تدهور العلاقة مع بوتين

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا


موعد بداية استعدادات الأهلي للموسم الجديد وعودة ريبيرو من أسبانيا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

غزل المحلة يعلن ثانى الصفقات "أحمد عتمان" قادما من بلدية المحلة

أخبار الرياضة المصرية اليوم الأربعاء 9 – 7 – 2025

النيابة العامة تتحفظ على أجهزة المراقبة الآلية ووحدات التخزين بسنترال رمسيس

أرملة شهيد الواحات: مكالمة السيدة الأولى جبرت بخاطرى

عقد قران المخرج مراد مصطفى والمنتجة سوسن يوسف.. صور

وزارة الكهرباء: لا توجد إصابات فى حريق محطة محولات العاشر من رمضان

وزير الكهرباء يصل العاشر من رمضان لمتابعة آثار حريق محطة المحولات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى