طفلة بالإعدادى تسمم أسرتها لأجل عشيقها الستينى.. علم النفس يرجع الجريمة للخلل فى علاقتها بوالدها والتفكك الأسرى..وطبيب يرجح إصابتها باضطراب سوء السلوك..وعلم الاجتماع:الخوف من عقاب المجتمع الدافع للقتل

الطفلة وعشيقها الستينى
الطفلة وعشيقها الستينى
كتبت سارة درويش
بينما اشتهر شهر رمضان بأنه فرصة لاستعادة "لمة العيلة" وزيادة الترابط بين أفراد الأسرة الذين تجمعهم مائدة إفطار واحدة على عكس باقى شهور وأيام السنة، أسفرت هذه "اللمة" على مائدة واحدة فى الإسماعيلية عن جريمة مفزعة تدق ناقوس الخطر بشأن ما وصلت إليه الأسر المصرية من ضياع وتفكك، حيث استغلت طفلة فى الصف الأول الإعدادى هذه الفرصة واجتماع جميع أفراد الأسرة على مائدة واحدة، ودست السم لهم لتتخلص من جميع أفراد أسرتها الأربعة بتحريض من عشيقها البالغ من العمر 62 عامًا، وهو ما أسفر عن مقتل والدها.

ودائمًا ما يكون السؤال الأول الذى يخطر ببالنا حين نسمع أو نعايش جريمة كهذه هو ما وراء هذه الجريمة، وماذا يمكن أن يدفع طفلة فى مقتبل العمر إلى التورط بداية فى مثل هذه العلاقة ثم التورط فى هذه الجريمة.

وفى محاولة لتحليل الأسباب النفسية وراء هذه الجريمة يقول الدكتور "إبراهيم مجدى حسين" استشارى الطب النفسى لـ"اليوم السابع": لأننا لا نملك المعلومات الكاملة عن الطفلة فإن كل ما نملكه هو التخمينات، ولكن من الواضح أن هناك خلل فى العلاقة بينها وبين والدها، فالرجل الذى تورطت معه سنه كبير ليس شابًا ليغريها وإنما عجوز فى سن والدها وهو ما يكشف عن افتقادها لعلاقة قوية مع والدها.

وما حكته الطفلة عن تخطيطها للجريمة ودس السم فى اللحم الذى تعده والدتها للإفطار يدل على أنها تعانى تبلد فى المشاعر، وينم أيضًا عن عنف شديد داخلها.

ويضيف: على الرغم من أن شخصيتها لم تتكون بعد، إلا أن هذه الجريمة البشعة دليل على أنها تعانى من اضطراب نفسى يسمى "اضطراب سوء السلوك" وهو اضطراب شائع بين الأطفال، وله مؤشرات كثيرة مثل سرقة الأهل أو الكذب المتكرر أو الهرب من المدرسة أو طلب الكثير من المال، وسب الأهل.

وكلها مؤشرات لا ينتبه الأهل إلى أنها علامات على اضطراب سوء السلوك ولا يتخيلوا أنها من الممكن أن تؤدى لجريمة بشعة كهذه، وتتعامل غالبية الأسر مع هذه المؤشرات باعتبارها تنم عن سوء خلق الطفل ولا يفكرون فى أنه أمر يحتاج علاج دوائى وسلوكى.

ويرى استشارى الطب النفسى ان الأسرة تعد شريكًا فى هذه الجريمة، فمن الواضح أنها أسرة مفككة وغالبًا علاقة الأب والأم لم تكن علاقة سوية أو لم تكن علاقة صحية.

ويتفق معه الدكتور "مينا جورج" رئيس قسم التأهيل النفسى بالعباسية الذى يقول لـ"اليوم السابع": من الواضح أن البنت لديها مشكلة مع الأب فهى مفتقدة لاهتمامه أو عطفه وحنانه، وهو ما جعلها تقع بسهولة ضحية للعجوز المراهق الذى استغل طفولتها واحتياجها للاهتمام، وتمسكها الشديد به لدرجة ارتكاب هذه الجريمة كى لا تفقده فهو إما مؤشر على أنها ترى أنها وجدت لديه ما لم تجده لدى والدها وإما أنه كان يبتزها ويهددها بالفضيحة كى يدفعها لارتكاب هذه الجريمة.

وفى هذه الحالة لم تكن البنت لترتكب هذه الجريمة لو كان الأب محتضن لها لأنها كانت ستلجأ إليه هذا إن تورطت من الأساس فى العلاقة مع وجود علاقة قوية به.

يضيف: "هذه الجريمة باختصار تدق جرس إنذار يقول: هذا ما يحدث لو لم نكن أسرة جيدة ومترابطة، فبعيدًا عن الأب لو كانت علاقتها بالأم أو أحد الإخوات جيدة لما كانت سممتهم.

وتابع: يحدث أحيانًا أيضًا أن تتورط الفتيات فى مثل هذه العلاقات نتيجة تعرضها للتحرش الجنسى أو الاعتداء من قبل الأب أو أحد أفراد الأسرة فى الماضى.

أما الدكتور عبدالحميد زيد رئيس قسم الاجتماع بجامعة الفيوم فيرى أن هناك عدة أسباب رئيسية وراء هذه الجريمة البشعة، أولها الخلل فى بناء الأسرة مما يجعلها لا تقوم بدورها على أكمل وجه، فهناك قصور فى الأسرة التى سمحت بتردد هذا الشخص عليهم وغياب الانضباط فى الأسرة بدليل قدرة البنت على إقامة علاقة جنسية مع هذا الرجل.

ويضيف: الإطار القيمى للأسرة أيضًا غير منضبط وهو ما سبب وقوع الطفلة فى الخطيئة الأولى التى كانت سببًا فى الجريمة التالية لها، فخوفها وخوف الرجل أيضًا من انكشاف العلاقة غير الشرعية بينهما شكل ضغطًا عليهما ودفعهما إلى التخطيط للجريمة وتنفيذها خوفًا من افتضاح الأمر الذى قد يكلف الفتاة والرجل حياتهما بسبب العقاب المجتمعى.

ويرى أستاذ علم الاجتماع أيضًا أن البيئة المحيطة بالفتاة والرجل تؤثر بشكل كبير عليهما، بالإضافة إلى الدور السلبى لانفتاح الإعلام الذى يقدم نماذج كثيرة من السلوك المشين التى لا تتطابق مع القيم المصرية وتضعها فى إطار النماذج التى يتمناها الشباب.


موضوعات متعلقة..


ضبط تلميذة دست السم لأسرتها من أجل عشيقها المسن بالإسماعيلية
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لماذا رفض عمر الشريف الجلوس فى فندق أثناء تصوير "الأراجوز"؟

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة..استشهاد 16 مواطنا جراء مجزرة للاحتلال فى دير البلح.. انهيار نفق فى لوس أنجلوس يحاصر 15 عاملا.. إغلاق مؤقت للأكروبوليس باليونان بسبب موجة حر شديدة تضرب أوروبا

رئيس مجلس الدولة الصينى: الرئيس السيسي صديق عزيز لبكين ويحظى دائماً بترحيب بالغ

موعد جلسة الاستماع لمسئولى الزمالك فى شكوى النادى ضد زيزو

ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا


تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس

الوداد يقرر الرد بالمثل على الأهلى والزمالك بالتعاقد مع رضا سليم ومصدق

10 أعوام على رحيل سامى العدل.. حقق حلمه واكتشف العديد من النجوم

شاهد جميع أهداف محمد صلاح مع ليفربول قبل انطلاق الموسم الجديد

أكرم القصاص يكتب: الرئيس والحكومة وإدارة الأزمات.. عقل الإدارة و«الجيل الرابع»


الزمالك يربط بقاء دونجا بتخفيض راتبه مع اقتراب نهاية عقده

انهيار نفق فى لوس أنجلوس يحاصر 15 عاملاً

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

غلق باب الترشح لمجلس الشيوخ اليوم.. وإعلان القائمة المبدئية للمرشحين غدًا

الأهلي يتربع على عرش أفريقيا في تصنيف أندية العالم.. ومركز مفاجئ للزمالك

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل أغنية جنات الجديدة.. كلمات سيد حسن وألحان محمود أنور

تشييع جنازة المطرب الشعبى محمد عواد اليوم من المسجد الكبير بالقنطرة شرق

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى