چيهان جمال تكتب: زيارة السيد المرحوم.. وهّديِتنى وردة "١ "

ورقة وقلم - صورة أرشيفية
ورقة وقلم - صورة أرشيفية
تمر السنوات وراء السنوات ولا زلت كما أنا!
رغم أن كثيرا.. كثيرا من الأشياء قد تغيرت وتبدلت فقد مات " رفيق " وماتت معه أوجاع كثيرة !
وها أنا ذَا كما أنا هائمة فى دروب السعى لطٓرق أبواب هدوئى الذى افتقدته معك سنوات وسنوات وكم تمنيت تحققه لكنه كان عصى التٓحقق مثلك فاستحالت خُطوات الهدوء أن تدق بابى يوما ما فى ظل وجودك بجانبى.
منذ أول أيام عِشرتى معك وأنا كنت أعلم أنها عِشرة صعبة بل وتكاد أن تكون مُستحيلة بحكم العقل والمنطق.. ولكنها ستمتد لأخر العُمر رغماً عنى وقهراً بحكم الموروث من عادات وتقاليد !
فالطلاق عيب كبير وذنب لا يُغتفر فى مجتمعات غارق معظمها فى براثن محكمة الغطاء على الكثير من الخطايا حتى لا تٓفوح رائحة الذنوب.
هذا الهدوء "يارفيق "الذى منحنى الله إياه وليس غيره الواحد الأحد صاحب الفضل عليٓ فى تحملى الحياة معك.
فظللت أحافظ على تلك النعمة التى حمانى الله بها نفسياً إلى حد كبير مهما أهلكتنى زوابع أيامك كى أظل على قيد الشاكرين رغم ما أرهق جٓسدى من عزف مُنفرد لأوجاع لايعلم ألامها إلا الله وحده كُلها بفعل عٓذابات تٓحملى لبرودة أيامك
وها أنا ذَا أُكمل أيامى دونك والا داعى أن تقلق مُطلقاً
لا أقصد أن تقلق عليٓ فأنت لاتقلق على أحد أقصد ألا أُقلق ثُباتك العميق فى قبرك بغيرتك التافهة من هواياتى الصغيرة
نعم....فا أنا لم أزل بتلك الهوايات كما كنت منذ عرفتنى ومنذ أيام صدمتى الأولى فيك !!
وكأنه لم يتغير شيئ فمازلت أُواريك جانباً بعيداً عن دقات قلبى البرئ وأعيش يومى بفطرتى التى جُبلت عليها وهى حُب كل ماهو حى..
فأنا غيرك لا أعرف الجمود
والحمد لله فقد استطعت أن أُكمل المسير وأغض الطرف عن كل سخافاتك بملئ حياتى بتلك الاهتمامات البسيطة
فمازلت كل يوم أسقى فيه الورود وتقتلنى الأمنيات النائمة فى مٓهد أحلامى ألاف المرات وهاهى أمنياتى كما هى مازالت تّغُط فى ثُبات عميق ولم تصحو سنواتى التى أرهقها عذابى معك بعد !
فيروزية الصباحات ولازلت أتغنى بذات الكلمات منذ أيام الصبا حتى بعدما تجاوزت الأربعين بقليل والا أعلم لمن أُغنيها !
وهٓديِتنى وردة..فِرچٓيتا لصحابى..
خٓبيتا بكتابى..زٓرعتا ع الِمخّدِه..
يا الله تُرى ماسر تعلقى بتلك الكلمات الذائبة فى عِشق فلان الذى لا أعرفه ولم أبحث إطلاقاً عنه !
حتى إنى لم أنتظره فى أحلامى كمثل من هن فى مثل عمرى وقتها
ولماذا لم أسمح للعمر أن يحيا بكل تفاصيله ورحابته وبرائة شقاوة أيامه أن يرسم على رواء صورة فارس الأحلام كبقية صديقاتى ؟!
ومن هذا المرحوم الذى حط على رأس سماوات حياتى فى لحظة سارقة لإختطاف الفرح من حياتى
فما رق له قلب والا راق له يوماً أن يرحم أجمل سنوات عمرى..
متغافلاً عن أبسط حقوقى الواجبة عليه
ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. الهدوء أو راحة البال برفع كاهل المسئوليات عن أكتافى غير عابئاً أن مساحة العُمر الصغير حينها لا تحتمل
هل لك أن تُخبرنى ولو فى المنام بمنتهى الصدق لماذا بخلت ؟!
أجبنى بصدق فقد علمت أن الموتى لايكذبون حين يأتون بأحلام الأحياء
لماذا بخلت يامن إفترضت أنه رفيق العُمر وأنا التى إهديتك كل يوم أجمل ماعندى أٓهديتك إنسانيتى وأنا أعلم أٓنك لاتستحق رغم أنى كُنت أتمنى أن تُقدر وتٓشعُر عٓلك تكتسب بعضاً منى فٓتُهدينى ولو زخات بخيلة تروق معها أوقاتى
هل تعلم أنى كنت سأتفوق جداً ولو بالقليل من عطاياك فى أن أروى أرض ظلت شديدة الجفاء بالعمق ناعمة كالحرير للناظرين
كما كانت حياتنا تماماً أمام عيون الحاسدين لى على خيباتى فيك والتى لم أُعلنها أمامهم أبدا !
يا الله..أخذتنى الذكريات كالعادة وها أنا انتهيت من كُل مسئولياتى الصباحية ( فسعاد ) إعتذرت من يومين عن المجئ لمساعدتى لظروف سفرها الطارئ لبلدتها الريفية
وها أنا ذَا قد فاتنى ميعاد قهوتى المقدس..
أسرعت إلى المطبخ لإعداد القهوة بيد ويدى الأخرى مشغولة بالكاسيت لأستمع إليها 'فيروز' فهى كالقهوة صباحية الطلّة هادئة الحضور
رنة الموبايل والتى تتغير بفعل فاعل ( عامر ) إبن ( سعاد ) حتى إنى لم أعد أنتبه لمن يتصل بى..لكنى أسمع من بٓعيد صوت جرس وكأن أحد يتصل بى
أخرج من المطبخ ممسكة بصديقى حلو الصُحبة فى يدى ' فنجان قهوتى '
أدخل مُسرعة: الليڤنج روم: وكعادتى أركن إلى أريكتى المُطلة على حديقة الورود والتى عوضتت حرمانى الدائم لبحر الإسكندرية مدينتى الجميلة
يسكت صوت جرس الموبايل قبل أن أمسك به
ثم يعاود رناته.. نفس الرقم
رقم غريب
أنا / ألو
صوت سيدة يهمس على الطرف الآخر
وبلكنة غير مصرية / صباح الخير
أنا / صباح الخير.. مين معايا يافندم
السيدة / أنا ( ميرال ) ممكن أكلم مدام سوزى
أنا سوزى
يتبع
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بوتين: روسيا تفضل وقف القتال فى أوكرانيا وقمة آلاسكا جاءت فى وقتها

الحماية المدنية تسيطر على مخزن مواسير بلاستيك ببولاق أبو العلا.. صور

عرس تراثى على رمال الساحل الشمالى.. العلمين تحتضن سباق الهجن بمشاركة 1500 جمل.. فعاليات متنوعة تشمل "سمر بدوى" حول نيران الصحراء ليلًا.. والمشاركون: السباق أكثر من مجرد منافسة ولقاء للأصالة والهوية.. صور

الداخلية تضبط 2 تيك توكرز تقدمان محتوى رقص بحوزتهما أقراص مخدرة.. فيديو

الحماية المدنية تواصل أعمال مكافحة حريق مخزن فى بولاق أبو العلا.. صور


الطقس غدا.. استمرار انخفاض درجات الحرارة وظهور السحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة

محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثير حريق بحى بولاق على العقار

حقائق من دفتر تاريخ مواجهات الزمالك والمقاولون قبل لقاء الليلة.. الأبيض يتسلح بـ52 انتصارا و126 هدفا.. فوز ذئاب الجبل شعار المواجهة الأخيرة.. فيريرا يبحث عن الفوز الثانى مع أبناء ميت عقبة.. ومكى في مهمة صعبة

الدفع بـ 6 سيارات إطفاء وخزانات مياه لإخماد حريق مخزن مواسير ببولاق أبو العلا

فصل التيار الكهربى والغاز عن موقع حريق مخزن مواسير بولاق أبو العلا


حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

الرئيس السيسى يوجه بزيادة الإنفاق على برنامجى "تكافل وكرامة" وقطاعي الصحة والتعليم

مؤشرات الأداء المالى لعام 2024ـ2025: تحقيق أعلى فائض أولى بنحو 629 مليار جنيه

رئيس الوزراء يكلف المحافظين بالبدء فى تشكيل لجان حصر وحدات الإيجار القديم

جون إدوارد يرفض الجلوس على دكة الزمالك ويختار متابعة المباريات من المدرجات

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

غلق شارع 26 يوليو لتنفيذ مونوريل وادى النيل -6 أكتوبر.. اعرف تحويلات المرور

مواد المرحلة التمهيدية "أولى ثانوى" بالبكالوريا للعام الدراسى 2026

الأهلي يقدم شكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف خلال ساعات بسبب طرد هاني

طبيب الأهلى يكشف موعد مشاركة إمام عاشور في المباريات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى