هل اعتذر بلير فعلا عن حرب العراق؟

عادل السنهورى
عادل السنهورى
بقلم - عادل السنهورى
سواء اعتذر تونى بلير، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، عن جريمة غزو وتدمير العراق عام 2003 أو لم يعتذر، فالتاريخ سطر بحروف من دم أن هناك جريمة مدبرة كاملة الأركان بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتدمير وطن واحتلاله وتشريد شعب وقتل أكثر من مليون عراقى وإعدام رئيس دولة، فى أكبر كذبة عرفها التاريخ.

الكذبة عرفها العالم فى وقتها ولم ينتظر تقارير دولية أو غيرها لكشف حقيقة الأسلحة النووية والكيماوية التى حشدت الولايات المتحدة معظم دول العالم لتدمير واحتلال واحدة من أقدم دول الحضارة الإنسانية. فبعد الاحتلال لم تظهر أسلحة الدمار الشامل ومرت السنوات ولم يظهر أى أثر لها. والجميع كان متأكدا من الكذبة والأكذوبة. فلم تكن هناك أسلحة ولا يحزنون وصمت العالم على الجريمة وعلى قتل الشعب العراقى وتدمير الدولة. فرنسا وحدها فى عهد جاك شيراك وقفت موقف الدول المحترمة التى عارضت لأسباب كثيرة حرب تدمير العراق.

منذ أبريل 2003 لحظة سقوط عاصمة الرشيد، وحتى ديسمبر 2011 وهو الموعد الذى أعلنت فيه واشنطن إعلان العمليات العسكرية والحرب رسميا فى العراق وانزال العلم الأميركى من فوق بغداد. لم يصدر تقرير واحد عن حقيقة الحرب ودوافعها حتى صدر تقرير السير شيلكوت رئيس لجنة التحقيق البريطانية عن حرب العراق التى تشكلت منذ سبع سنوات تقريبا.

مع صدور التقرير يوم الأربعاء الماضى ظن الاصدقاء فى عالمنا العربى أنه تقرير ادانه لرئيس الوزراء البريطانى وقت تدمير العراق تونى بلير، وتناول غالبية كتابنا التقرير من زاوية «التحليل بالتمنى» كما لو أن تقرير السير شيلكوت أدان بلير وبالتالى يجب محاسبته على الجريمة. وهو ما لم يحدث فى التقرير الكبير والضخم الذى ضم أكثر من مليون ونصف المليون كلمة.

هل هذه مفاجأة.. أم أنها الحقيقة التى لم نرد أن نراها ونعرفها.. مثلما تعاملنا مع اعتذار بلير على أنه اعتذار عن الحرب وجريمتها وليس عن تفاصيل وأخطاء تتعلق بالحرب والنتائج التى ترتبت عليها مثل قرار بول بريمر الحاكم المدنى الأمريكى للعراق بحل الجيش العراقى، أقوى جيش فى المنطقة فى ذلك الوقت.

لا تقرير السير شيلكوت أدان بلير ولا بلير اعتذر عن أصل الجريمة وهى غزو وتدمير العراق، فلم يرد فى التقرير أية إدانة ضد رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ولم يرَ التقرير قرار الحرب بأنه غير شرعى أو قانونى. ولم يطالب شيلكوت بمحاسبة بلير ولا حتى بالتحقيق معه ومحاكمته. ويبدو أن الترجمة العربية تغافلت عن أشياء كثيرة فى التقرير. فلم ترد كلمة واحدة عن كذب بلير على مجلس العموم البريطانى. التقرير على عكس أمنياتنا العربية برأ بلير من تهمة الكذب وقال بالنص «إن رئيس الوزراء نقل ما جاءه من تقارير للمخابرات البريطانية عن أسلحة الدمار الشامل فى العراق».

تونى بلير أيضا لم يقدم اعتذارا علنيا وواضحا عن قرار الحرب والتدمير ولم يبدى ندمه وأسفه حتى على نتائج الحرب التى أفرزت الخراب والتدمير والتشريد والإرهاب فى المنطقة وكانت مقدمة حقيقية لظهور تنظيمات الإرهاب التى تعانى منها أوروبا.

أعود للبداية وأقول إنه سواء أدان التقرير بلير أو لم يدنه وسواء اعتذر رئيس الوزراء البريطانى أو لم يعتذر فالجريمة مازالت حيه لم تمت وقتل مليون شخص وإعدام رئيس دولة هى كلها جرائم لا تسقط بالتقادم والتاريخ شاهد عليها. وكلما ظهرت الحقائق حول الحرب كلما دفعتنا دفعا إلى الإحساس بالذنب ووجع الضمير كعرب فى أننا سمحنا ووافقنا ليس فقط على إزاحة صدام بل على إعدام وطن بأكمله.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم.. طلاب القسم العلمى بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة البلاغة

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

المرور يبدأ غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

اليوم.. نظر محاكمة المتهمين بقتل طالب فى مشاجرة فى منطقة الزيتون

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور


معلومات عن محاكمة المتهمين بقضية خلية المطرية.. بعد نظر أولى الجلسات

وزارة الصحة توجه نصائح هامة لتجنب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة

استكمال عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور

بعد هجوم بيت حانون.. "القسام": سندك هيبة جيشكم وجنائزكم ستصبح حدثا مستمرا

زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى


رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

ياسين مرعى صفقة الأهلى الثامنة فى الميركاتو الصيفى

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

حريق بسنترال رمسيس يؤثر على خدمات الاتصالات والإنترنت.. وزير الاتصالات يتابع استعادة الخدمات تدريجيًا خلال ساعات.. شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. ونتابع الأمر مع المصرية للاتصالات

تعرّف على سبب تأخّر وصول آدم كايد بعد التوقيع الإلكترونى للزمالك

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى