حنان شومان تكتب: خطيئة وزيرة التضامن.. اكتفت بتخصيص جائزة لعدم التدخين بالمسلسلات.. والأعمال الدرامية تأثيرها أكبر من مجرد غياب "سيجارة".. وأصوات تنتقدها: الفقراء اللى مش لاقيين ياكلوا أولى بيها

غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى
غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى
أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى عن جائزة قدرها مليون جنيه بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، سيتم منحها للمسلسل الرمضانى الذى يخلو من التدخين والمخدرات، ويعطى صورة سلبية لهذه الآفة.

هذا الإعلان لاقى هجوما من كثيرين، وربما قليل من الموافقة من آخرين، وككثير من القرارات التى نسمعها من المسئولين، فهو قرار له وجهان، طالما صرنا نناقش أمورنا بأى نوع من التعقل الذى أتمنى أن أتصف به هذه المرة.

وزارة التضامن الاجتماعى هى وزارة الفقراء فى المقام الأول، فلنتفق أولاً على هذه الصفة، ولنتفق أيضاً أن إحدى آفات مصر الكثيرة الآن هى تعاطى المخدرات من كافة أطياف الشعب كبيرهم وصغيرهم، نساؤهم ورجالهم، فقراؤهم وأغنياؤهم، إذا فآفة تعاطى المخدرات بما لها من آثار سلبية كارثية، يجب أن تكون من ضمن اهتمام وزارة التضامن الاجتماعى والشباب والرياضة أيضا، وهما صاحبا المبادرة، وأيضا ليس هناك أحد يستطيع إنكار تأثير الدراما التليفزيونية على الشعوب، وخاصة تلك التى تتميز بكثير من الأمية والبطالة وهى مواصفات تنطبق على مجتمعنا، وبهذا المنطق فالسيدة وزيرة التضامن الاجتماعى على حق فى مبادرتها بل قد يرى البعض أنها تستحق الثناء.

لكن ليست تلك هى الصورة الكاملة لأن السيدة وزيرة التضامن اكتفت بأن أعلنت أن مجرد عدم وجود تدخين أو مخدرات فى العمل الدرامى سيكون ميزة، وتلك خطيئة، فالأعمال الدرامية وتأثيرها أكبر من مجرد غياب السيجارة، سواء خالية أو محشوة بمخدرات، فمثلا مسلسل تحت السيطرة كان مسلسل كله دخان وتعاطى، لكنه كان رسالة إيجابية، ورغم هذا فقد رآه البعض يدفع للتعاطى، وهل لو كان هناك مسلسل يحكى مجرد قصة حب رومانسية ولا مجال لوجود دخان أزرق أو أبيض فى العمل سيكون كفيلا بأن يحظى بالمليون جنيه؟!

تأثير الدراما والسينما والفن عموما تأثير تراكمى، أى يحتاج للزمان والكم، فماذا سيفعل مسلسل واحد حتى لو على مستوى "تحت السيطرة" أمام عشرات من المسلسلات فى نفس الموسم تمتلئ بالدخان الأزرق أو الأبيض، وهنا قد يخرج صوت مدافعا عن المبادرة والجائزة، ويقول لابد من أن نبدأ بدلاً من أن نقول لا أمل، فحتى لو كان مسلسلا واحدا، فهو بداية مبشرة، ولهذا الصوت أو غيره أقول يجب أن نبدأ "نعم"، ولكن أين وكيف تكون نقطة البداية، ذلك هو الخلاف والاختلاف، حسنًا فعلت وزيرة التضامن بحملة محمد رمضان ضد المخدرات، ولكن هل المليون جنيه لمنتج مسلسل تليفزيونى كفيلة أن تجعلنا نتقدم خطوة.. لا أعتقد.

كان الأوجب على وزيرة التضامن مع وزير الشباب أن يرتبا مباشرة بعد رمضان مؤتمرا تحت رعاية رئيس الدولة يتم دعوة كل محطات التليفزيون ومنتجى الدراما له، ومعهم علماء اجتماع وغيرهم ويتم صياغة ورقة عمل فى هذا الإطار، ويتم إعلان القوائم السوداء والبيضاء للمسلسلات، وهكذا هناك عشرات من الأفكار الأكثر والأعمق أثرًا فى حل المشكلة التى بالتأكيد لن تحلها مليون جنيه.

وهناك بعض الأصوات التى خرجت تقول إن وزارة التضامن وزارة المعاشات، وأن المليون جنيه أولى بها أصحاب المعاشات "اللى مش لاقيين ياكلوا"، وقد يكون هناك آلاف الأصوات التى تقول إن البند الفلانى أولى، ولكنى أقول أن كل البنود التابعة لهذه الوزارة أولويات، ولكن ليس بمنطق أن فلان أولى من فلان، أو أن أصحاب المعاشات أولى من الغارمات اللاتى من الممكن أن مليون جنيه تفك كرب العديدات منهن، فأيضًا حرب الدولة ضد آفة الإدمان لها أولوية ولكن كيف يمكن أن تبدأ ومن أى نقطة حتى نصل لنتيجة ذاك هو الاختلاف.

وبالتأكيد أن المليون جنيه ليست بداية طيبة أو غير طيبة، بل بداية فقط تصنع عنوان خبر دونما مضمون، وهو خبر بالتأكيد يثير عوام الشعب الذى يقرأ فى نفس الصفحات المكتوب فيها الخبر، عناوين أخبار أخرى تتحدث عن أجور النجوم التى يعطيها لهم المنتجون، فتثير حفيظتهم، ولسان حالهم يقول "هى ناقصة.. حكومة تعطى الأغنياء لتزيدهم، وتمنع الحسنة عن الفقراء"، فهل هذا ما تريد وزيرة التضامن الاجتماعى لكى نتضامن ونقف فى وجه الإدمان أو غيره من الآفات التى تأكل فى جسم مصر.. فكروا تصحوا ويصح معكم المجتمع يا حكومة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زلزال بقوة 5.7 درجة يدمر 140 منزلا فى جزيرة سومطرة الإندونيسية

يارا تامر زوجة مسلم بعد جدل انفصالهما: ربنا يبعد عننا العين والناس الحقودة

مصرع 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

اختلسوا 2.5 مليون جنيه.. إحالة 12 موظفًا بالبريد للمحاكمة التأديبية

مقاطع مفبركة.. جارديان تكشف تضليل ترامب لإحراج رئيس جنوب أفريقيا


الزمالك أمام الأهلي فى نهائى الكؤوس الأفريقية لليد

الأهلي يقرر تعديل عقود كوكا وعبد الله بعد التألق مع الفريق الأول

"من الرأس للذيل".. دليلك الشامل لقطعيات اللحوم فى عيد الأضحى.. وطرق استثمار الأضحية بأفضل الطرق الصحية والاقتصادية.. واحرص على تناول وجبات معتدلة ولا تتخط الـ100 جرام من اللحم

أحمد حسن يمثل منتخب مصر في قرعة كأس العرب بقطر الأحد المقبل

كومو ضد الإنتر.. قمة البحث عن تعثر نابولى لتحقيق حلم الدورى الإيطالى


موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى ذهاب نهائى دورى أبطال أفريقيا

بيراميدز بين إنجازين "التأهل لنهائي أفريقيا وحصد اللقب التاريخي من صنداونز"

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

سيراميكا يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لحرس الحدود في الدورى

البيت الأبيض فخ الرؤساء.. مواقف صعبة لقادة العالم أمام ترامب فى قلب مقر الرئاسة الأمريكى.. مواجهة زيلينسكى مع ترامب ونائبه تحولت إلى مواجهة بالمكتب البيضاوى.. CNN: دونالد نصب كمينًا لرئيس جنوب أفريقيا رامافوزا

5 مدربين تألقوا بشكل ملحوظ في دورى المحترفين .. تعرف عليهم

نجم أمريكا السابق: الأهلي جاهز لتحدى مونديال الأندية والجالية العربية على الموعد.. فيديو

لو مسافر فى العيد.. اليوم آخر فرصة لحجز تذاكر القطارات

ضبط عامل وربة منزل بحوزتهما مخدرات وسلاح نارى بكفر الشيخ

الطبيعة تكشر عن أنيابها بالزلازل والفيضانات.. المركز الأوروبى يحذر من وقوع تسونامى بعد زلزال كريت.. وفيضانات تاريخية فى أستراليا.. وأخرى أدت لمصرع 3 أشخاص فى فرنسا.. وإجلاء الآلاف فى الأرجنتين جراء العواصف

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى