رواية أورشليم

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
«عندما أخبر ثيودور والده بعزمه الزواج من ميليا، إحدى مرضاه العقليين، كان رد فعل توماس، بعد صمت طويل: تلك المرأة ستدمر سمعتك».. وقد حدث.

بالتأكيد سوف يتوقف قارئ رواية «أورشليم» للروائى البرتغالى «جونسالو إم.تافاريس» التى ترجمها للعربية أحمد صلاح الدين ومحمد عامر الصادرة عن دار مصر العربية كثيرا أمام عنوان الرواية، فى محاولة لإدراك علاقة بين ما يحدث للشخصيات التى تشكل بتصرفاتها أحداث النص الروائى وبين الاسم التوراتى لمدينة القدس الذى تحمل الرواية اسمه، ويظل القارئ فى حيرة من أمره حتى يجد جملتين مهمتين قصد إليهما «تافاريس» الأولى الجملة التوراتية «إن نسيتك يا أورشليم تنسى يمينى» والثانية «إن نسيتك يا جورج روزنبرج تنسى يمينى».

و«جورج روزنبرج» لمن لم يقرأ الرواية هى مصحة نفسية لها علاقة قوية بمعظم شخصيات الرواية، وعلى رأسهم «ميليا وأرنست» اللذان حدثت بينهما علاقة كان نتيجتها ابنهما «كاس» الذى لم يره «أرنست» ولا مرة فى حياته حتى مقتل الطفل وهو فى الثانية عشرة من عمره، المهم أنه بعد فترة قضاها كل منهما فى هذه المصحة خرجا منها محملان بعقد نفسية واضطرابات عقلية أكثر من تلك التى دخلا بها، كما أن هذه المصحة بإدارتها التى يمكن وصفها بالعنيفة والنفعية قد تركت ظلالها فى داخلهما بشكل كبير فلم يستطيعا أن يتحررا من أثرها أبدا، ليس هما فقط فحتى الطبيب النفسى باسبيك ثيودور ظل أيضا طوال حياته يعانى من هذا المكان، على الرغم من كونه لم يدخله مريضا أبدا ولم يعمل به، لكن المصحة رسمت خطوط مستقبله ومأساته.

من يقرأ رواية «أورشليم» يتأكد بما لا يدع مالا للشك أن الفن الروائى يتطور بشكل مذهل فى الخارج، ويأخذ شكلا من الجدية التى تكشف أن الأمر الكتابى يتجاوز الحدوتة لكنه فى الوقت نفسه لا ينساها، كما أن التشويق عامل أساسى للتواصل مع القارئ، لكن الاختلاف فى أن كل ذلك يتم وسط تقنيات فنية مختلفة، كما أن الرواية لها إطار «كونى» كبير من خلال أسئلتها الفلسفية، فالدكتور «ثيودور» حصل على لقب رجل العام بعد أن نشر بحثا استغرق وقتا طويلا من حياته، بحث فيه عن «العلاقة بين التاريخ والوحشية ورصد مسار الرعب قرنا بعد قرن وتوقع المستقبل الدامى للإنسان على ظهر هذه الأرض»، وذلك توصل من خلاله إلى أن العالم يحب الوحشية.

وتوقفت الرواية بحرفية عند الحالة النفسية للعالم وكشفت ما به من اضطراب، كما أنها تعاملت مع الإنسان على أساس أنه يعيش فى حركة دائرية، خاصة أن المؤلف لم يغفل دور القدر فى صناعة حياة الشخصيات، ولم ينس أيضا تأثيرات البيئة التى يعيشون فيها، لكن الأهم أنه ينبهنا للخطر المسيطر فى داخلنا، وهو رغبتنا فى ارتكاب الأفعال الوحشية بالآخرين.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نفاد تذاكر حفل "وردة وبليغ" في دار الأوبرا المصرية قبل أيام من انطلاقه

تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز.. رمضان وإبراهيم وماييلى بالهجوم

اليوم.. رئيس الوزراء يحضر احتفالية مرفق الإسعاف المصرى

صفحات الغش الإلكترونى تنشر أسئلة امتحان التاريخ للصف الأول الثانوى بالقاهرة

الزمالك يواجه بتروجت الليلة بالجولة الثامنة من الدوري المصري


البنك الأهلى يلتقى المصرى فى صراع المركز الرابع بالدورى اليوم

تريزيجيه يبحث عن النهاية السعيدة مع الريان في نهائي كأس أمير قطر اليوم

وجبات الحج المثالية.. كيف تحافظ على طاقتك وصحتك أثناء أداء المناسك؟

3 جرائم قتل.. "جنايات الإسكندرية" تنظر غدًا أولى جلسات سفاح المعمورة

5 معلومات عن مباراة الزمالك وبتروجت اليوم السبت فى الدورى المصرى


مواعيد مباريات نصف نهائي كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

مشهد ولا فى الخيال.. موسم هجرة الطيور يرسم لوحات الطبيعة بالبحر الأحمر.. آلاف من طائر اللقلق الأبيض يزينون الشواطئ.. أحد أكبر الطيور الأوروبية يظهر بمرسى علم ويضع أعشاشه على الجزر.. والمحميات تأمن مسارها.. صور

موعد مباراة الزمالك وبتروجت اليوم السبت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

رحلة بلا عودة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لغطاسى ميناء السخنة فى السويس

ملخص وأهداف نابولى ضد كاليارى 2-0 فى الدورى الإيطالى

صور عودة 71 مصريا من ليبيا تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي

موجة شديدة الحرارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 24 مايو 2025 فى مصر

المحكمة الرياضية ترفض طلب بيراميدز بنظر قضية مباراة القمة بالشق المستعجل

حلمى طولان يكشف سبب التراجع عن تعيين حسام البدرى مدربا للمنتخب فى كأس العرب

رضا البحراوى يقدم مع تامر حسنى فى حفله أغنية "المقص" لفيلم ريستارت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى