هل العالم جاد فى مواجهة الإرهاب؟

كريم عبدالسلام
كريم عبدالسلام
كريم عبدالسلام

لن تتوقف العمليات ما دامت ترعاها واشنطن


كلما وقعت عملية إرهابية كبيرة فى عاصمة أوروبية، تداعت بيانات الشجب والإدانة من عواصم العالم المختلفة، تؤكد كلها ضرورة سحق الإرهاب والإرهابيين، وعدم منحهم فرصة للنيل من الحضارة الإنسانية، لكننى كلما تابعت تلك البيانات الجوفاء التى تواسى الدولة المنكوبة، وتنحاز إلى الضحايا، تساءلت عن مدى جدية العالم فى مواجهة الإرهاب والإرهابيين وتجفيف منابعه، خاصة أن عديدًا من الدول التى تسارع بإصدار بيانات الشجب والإدانة تخلق الجماعات الإرهابية، وترعاها بالمال والسلاح لأغراض السيطرة والاستعمار الجديد، كما أن من بينها عواصم عالمية وعربية تؤوى عتاة الإرهابيين المجرمين، وتحاول منحهم لقب المعارض السياسى لتستخدمهم فى التوقيت الذى تريد.

لندن على سبيل المثال، هى أكبر مركز للإرهاب فى العالم، ففيها المقر الرئيسى للتنظيم الدولى للإخوان، وهى جماعة إرهابية شديدة الخطورة، وفيها أصول وأموال أعتى القيادات الإخوانية، كما أنها تمنح المجرمين المطلوبين للعدالة فى بلادهم اللجوء السياسى بسهولة، فكيف لا يدرك الأوروبيون أن لندن خطر عليهم جميعًا، ويطالبونها بالابتعاد عن رعاية الإرهاب وتمويله.

ما ينطبق على لندن ينطبق على واشنطن، وإذا كانت بريطانيا العظمى وراء إنشاء جماعة الإخوان فى مصر، وجماعة ديوبوندى فى الهند، ليظهر لنا حسن البنا، والهضيبى، وأبوالحسن الندوى، وأبوالأعلى المودودى ليأصلوا للإرهاب المتأسلم فى القرن العشرين، فإن الإدارات الأمريكية المتتابعة كانت سببًا مباشرًا فى ظهور أخطر الجماعات والتنظيمات الدموية التى ترفع لواء الإسلام العنيف، بدءًا من القاعدة، مرورًا بداعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام ولواء الإسلام وفجر الإسلام فى ليبيا، وعشرات المنظمات العنقودية المتطرفة التى تتلقى ومازالت أموال دافع الضرائب الأمريكى، لتعمل على نشر مشروع الفوضى، وهدم الدول العربية المستقرة جنوب وشرق المتوسط.. كيف يكون العالم جادًا فى مواجهة الإرهاب، بينما عواصم مثل أنقرة والدوحة تعمل على استقطاب أقذر أنواع المتطرفين، وتشيد لهم معسكرات تدريب، وتسلحهم، ثم تطلقهم آلات قتل فى العواصم العربية المنكوبة بالفوضى، ومن هؤلاء الذئاب المنفردة التى عبرت إلى أوروبا على أنهم لاجئون، ونفذوا عديدًا من العمليات، بينما أغلبهم كامنون ينتظرون الأوامر بعمليات جديدة.

إذا كانت واشنطن ولندن جادتين حقًا فى العمل على تجنيب العالم مخاطر الإرهاب، فلتعلن العاصمتان تجميد أموال الإخوان والجماعات المتحالفة معها، وإعلانها جماعة إرهابية، وإذا كانتا جادتين حقًا فى الحرب على الإرهابيين، فلتتبنَ كل منهما مشروعًا من أربعة عناصر، كفيلة حال تحققها بتجفيف منابع الإرهاب، والقضاء عليه، وحماية العالم، وفى مقدمته أوروبا، من شروره.. أولًا: وقف التمويل فورًا لكل الجماعات المتطرفة، والمجموعات المتقاتلة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، ووقف إمدادات السلاح إلى شراذم الإرهابيين فى سيناء، ثانيًا: إعادة الاعتبار للدول العربية المستقلة، وسيادتها على كامل ترابها الوطنى، ودعمها فى مواجهة الفصائل المسلحة، وطرد جميع المحاربين المرتزقة من أراضيها، ثالثًا: اعتماد مشروع لإعادة إعمار الدول العربية المتضررة من مشروع الفوضى الخلاقة بعد إنهاء العمليات العسكرية على أراضيها، على أن تشارك فيه الدول الأوربية، تمهيدًا لعودة اللاجئين إلى بلادهم. رابعًا: وقف عمليات توطين اللاجئين فى أوروبا، ومنحهم ملاذًا مؤقتًا، حتى تهدأ الأوضاع فى بلادهم، والعمل على تمويل مشروعات الحياة من جديد فى بلدانهم الأصلية، بما يضمن عدم اضطرارهم للفرار والرحيل مرة أخرى إلى أوروبا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

تفاصيل التحقيقات مع المتهمين بالنصب على المواطنين بالعلاج الروحانى

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

الوزير المكلف بشؤون الفرنسيين بالخارج يدعو إلى اتباع نصائح الخارجية للمسافرين

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية


بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

أحمد الكاس مدرب منتخب الناشئين يحتفل بعيد ميلاده الـ60..اليوم

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

موسم باريس سان جيرمان المثالى يهدد حلم ريال مدريد المونديالى


زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى

أخبار 24 ساعة.. 21 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس ولا وفيات حتى الآن

بايرن ميونخ يكشف آخر تطورات حالة موسيالا بعد خضوعه لعملية جراحية ناجحة

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

ماركا تحسم الجدل: ميسي لا يخطط للرحيل عن إنتر ميامي هذا الصيف

البيت الأبيض يشيد بالجهود المصرية المبذولة لإنهاء الحرب في غزة

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

جهاز تنظيم الاتصالات: جار السيطرة على حريق سنترال رمسيس وتقييم موقف الخدمات

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى