"أين أمضى؟"

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
بقلم الأنبا إرميا
"وضع وجهه بين كفيه، وهو لا يكاد يشعر بوقع قطرات المطر من حوله؛ فهناك فى أعماقه وابل من أمطار أخرى تسحق فى طريقها كل ما تصل إليه فيشعر بطوفان يجتاح أفكاره. وتتردد أصداء أحرف أو كلمات تُدَوِّى كرعد يهُز كِيانه: أيقبل أم يرفض؟ أيقترب أم يبتعد؟ أيستمر أم يتوقف؟ هل فقد الدرب أم فقده الدرب؟!! ويعلو دُوِى العبارات فلا يكاد يسمع نبض الحياة! ويرفع رأسه بعد أن شعر بدفء دمعات تنساب بين كفيه وتحمل قسمات وجهه الحَيِّرة والألم ..".

كثيرًا ما يتوقف الإنسان فى دُروب الحياة، وهو يحمل فى أعماقه وأفكاره كثيرًا من الحِيرة، فيكون كمثل السائر فى طريق يمتلئ بالضباب لا يكاد يرى ملامحه. وقد عبَّر كثير من الشعراء عن تلك الحالة التى تمر بالإنسان فقال أحدهم:
يَا صَاحِ قَدْ حِرتُ أَيْنَ أَمْضِى ... وَالسُّبْلُ ضّلَّتْ عَنِ الضَّلُول

إن الحِيرة التى تمر بجميع البشر فى زمن ما من أزمان رحلتهم هى أمر طبيعى يمر بالجميع عند تعرضهم لبعض المواقف التى تحتاج إلى قرارات. إلا أن استمرار الحِيرة واستسلام الإنسان لها فترات طويلة تؤثر سلبًا فى حياته إذ هو يدور فى حلقة مُفْرغة من الحَيرة تصل به إلى:

• التردد المزمن: فالحيرة يصاحبها التردد فى المواقف عند اتخاذ القرارات. وقد يتطور الإنسان إلى درجة أصعب فيتوقف نهائيًّا عن المسير فى الحياة ويصبح مشاهدًا للحياة بدلًا من أن يعيشها ويحقق من خلالها ما تصبو إليه نفسه من أحلام وأهداف ورسالة.

• القلق: الذى يصاحب الحِيرة إذ إن الشخص لا يدرى فى أى الطرق يسير أو أى المواقف يتخذ؛ وينتج عن هذا القلق ألم يؤثر سلبًا فى حياة الإنسان ومواقفه وطاقاته بشدة؛ وقد عبر الزعيم الهندى "ألمهاتما غاندى" عن تلك الحالة بقوله: "لا شىء يَهدِر الجسم مثل القلق. ومن له إيمان بالله يجب أن يخجل من قلقه على أى شىء!".

• التوتر: إن ازدياد القلق مع استمراره فترات طويلة فى حياة الإنسان يؤدى إلى ازدياد حالة من التوتر، تودى به إلى انفعالات وعدم اتزان داخليًا سِرعان ما ينعكس على عَلاقاته الخارجية بانفعاله وغضبه مع الآخرين ما يؤدى إلى تأزمها.

• التوقف: عندما لا يتمكن الإنسان من كسر دائرة الحَيرة والتردد التى يعيش فيها، لن يجد نفسه إلا عرضة للتوقف؛ إذ تتعطل طاقاته ومواهبه وإمكاناته، فى حين أن الحياة لا تتوقف فيكون كمن ينتظر قطارًا جاء ومر به وهو لا يزال ينتظر.
ولكسر تلك الحلقة المُفرَغة التى تسرق الإنسان من الحياة، يجب أن يدرك ذلك الشخص أسبابها. وتتعدد أسباب الحِيرة التى تمر بنا و… وللحديث بقية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة


حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

هل يخطف بيراميدز حامد حمدان من الأهلى؟

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما


لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

التحقيق مع نجل روب راينر بعد شهادات من المقربين بأنه قتل والديه

حلمى عبد الباقى بعد خضوعه للتحقيق: المستشار أوقف قرار إحالتى للتحقيق

الأهلى يغلق باب رحيل إمام عاشور في الميركاتو الشتوى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى