فى كتاب الأخلاق بعصر الحداثة لـ" زيجمونت باومان": الطيبة استخرجت شهادة وفاة

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
"ليس أكثر من محاولة للإمساك بعالم يسير، عالم يواصل، وعلى نحو استفزازى، التغير بشكل أسرع مما نستطيع أن نتكيف معه، وبدلا من اقتراح حلول لمتاهاتنا، أتساءل عن الكيفية التى يحتمل أن تتشكل بها تلك المتاهات، أين تكمن جذورها، وأى أسئلة نحتاج إلى طرحها إن كنا سنكتشفها"، هذا ما قاله الفيلسوف البولندى الأصل زيجمونت باومان فى كتابه "الأخلاق فى عصر الحداثة السائلة" حيث يقدم قراءة جديدة للقيم فى ظل الحياة الاستهلاكية التى صارت نمطًا للعصر الذى نعيشه وسمة واضحة له.

ويرى "باومان" أن هذا الكتاب تقرير من أرض المعركة- الأرض التى نناضل عليها من أجل العثور على الطرق الجديدة والمناسبة من التفكير فى، وحول، ومن أجل العالم الذى نعيش فيه ومن أجل حيواتنا فى ذلك العالم".

والكتاب صادر عن مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة كتاب وترجمه للعربية الدكتور سعد البازعى وبثينة الإبراهيم، ويحاول فيه المؤلف على امتداد فصول الكتاب الستة أن يشرح كيف أنه أصبح لزاما علينا أن نستنزف أنفسنا وطاقاتنا لنشعر بالرضا، مدركين أو غير مدركين أن هذا الرضا نفسه لن يعيش سوى لحظة، وأن الطريق بين المتجر وسلة المهملات لابد أن يكون قصيرًا، فتنبع حاجات أخرى تتطلب الإشباع الذى لن يدوم طويلًا، إنها نوع من الحلقة المفرغة التى لا يعرف لها بداية أو نهاية، نوع من"المنطق الدائرى"! وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الحاجات اليومية المعيشية، بل على الأمور السياسية والثقافية والاجتماعية أيضًا،

وفى مراقبته للواقع يرى الفيلسوف الذى خرج من بولندا فى السبعينيات منفيا وذهب إلى أمريكا، أنه فى كل مكان تفقد الروابط الإنسانية، سواء أكانت موروثة أم مربوطة بمسار التفاعلات الحالية، حمايتها المؤسسية السابقة، الضمانات التى ينظر إليها على نحو متزايد بوصفها قيودا مزعجة وغير محتملة على حرية الفرد فى الاختيار وتأكيد الذات، بتحررها من الإطار المؤسسى (الذى يخضع للرقابة ويستاء منه بوصفه قفصا أو سجنا) أصبحت الروابط الإنسانية ضئيلة وهشة سهل كسرها وقصير عمرها فى الأغلب".

والخلاصة التى يتوصل إليها الكتاب أنه مثل كل شىء آخر تم تثبيته فى ذلك الفضاء، "صارت نماذج الحياة الطيبة لعبة وضحية للجوالين المسلحين والصيادين وواضعى الأفخاخ، وصارت بعض غنائم رفع الضوابط والخصخصة والفردية الناتجة عن غزو القطاع الخاص للعام وربطه به، انقسمت الرؤية الاجتماعية الكبرى إلى حشد من الحقائب الفردية والشخصية، المتشابهة بشكل مدهش ولكن البعيدة كل البعد عن أن يكمل بعضها بعضا، كل واحدة صنعت لتناسب سعادة المستهلكين، قصد بها، ككل المباهج الاستهلاكية، أن تكون للمتع الفردية المنعزلة حتى حين يتلذذ بها الفرد مع غيره"، لذا نجد أنفسنا فى نهاية الكتاب نتساءل مع "باومان" : "أى فرصة للأخلاق فى عالم استهلاكى معولم"؟

وزيجمونت باومان مفكر وعالم اجتماع بولندى ولد عام 1925، ويعمل فى جامعة ليدز فى بريطانيا منذ عام 1971، وقد احتفت به الجامعة وأنشأت معهد أبحاث باسمه، وهناك واصل نشاطه البحثى والتأليفى إلى جانب عمله فى التدريس.



موضوعات متعلقة..


المركز الثقافى العربى يصدر رواية "اللّيالى البيضاء" لـ"دوستويفسكى"

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ماذا قالت منى زكي عن علاقتها بابنتها لى لى بعد تصدرها التريند

معلومات تهمك عن قرعة كأس العالم للناشئين فى قطر بمشاركة منتخب مصر

دفاع الطالب المعتدى عليه من طفل المرور: يوسف استعاد وعيه

إيهود باراك: إعادة غزو إسرائيل لغزة "كارثة استراتيجية"

مشهد الختام فى الدوري الإنجليزي.. صلاح ومرموش فى ليلة حصد الجوائز وتحقيق الحلم الأوروبي.. ليفربول يواجه كريستال بالاس بأجواء احتفالية.. "الفرعون" ينتظر التتويج بالحذاء الذهبي الرابع.. ومانشستر سيتي أمام فولهام


عفو رئاسى عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك

ليفاندوفسكي يقود قائمة برشلونة أمام بيلباو فى ختام الدوري الإسباني

سيرفيت السويسري يعلن إقالة رينيه فايلر من منصب المدير الرياضي

12 يوماً تفصل زيزو عن انتهاء علاقته بالزمالك وارتداء قميص الأهلي

اتحاد الكرة يوافق على سفر أوسكار رويز لأمريكا للمشاركة فى كأس العالم للأندية


السعودية تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 مساء الثلاثاء القادم

ليفربول ضد كريستال بالاس.. 90 دقيقة تفصل محمد صلاح عن معادلة رقم هنري

شوبير: شركة تسويق عمر مرموش مهتمة بلاعب الأهلي الصاعد

ليفربول يستضيف كريستال بالاس فى أجواء احتفالية بختام الدوري الإنجليزي

موعد إعلان بطل دوري 2025 بعد رفض المحكمة الرياضية الشق المستعجل لبيراميدز

الطقس اليوم.. ارتفاع جديد فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 38 درجة

مانشستر سيتي يبحث عن تذكرة التأهل لدوري أبطال أوروبا أمام فولهام

الأهلى يواجه الاتحاد السكندرى فى نهائى دورى السلة

عزيمة لا تقهر.. حكاية شاب شرقاوى من معاناة السمنة المفرطة إلى بطل كمال أجسام بعد ممارسة الرياضة.. هشام حنفى: وزنى كان 155 كجم وصاحبتنى الأمراض وبالتدريبات أصبحت 95 كجم فى 6 أشهر فقط ويؤكد: العزيمة مفتاح النجاح

أرسنال يواجه ساوثهامبتون فى لقاء تحصيل حاصل بختام الدوري الإنجليزي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى