فيلم تركى فى 5 ساعات

عادل السنهورى
عادل السنهورى
بقلم - عادل السنهورى
بعض الأصدقاء الأتراك فى القاهرة تواصلت معهم طوال ليلة محاولة الانقلاب على أردوغان لم أجد فيهم الحماس والفرحة بتحركات قطاعات من الجيش التركى، مساء الجمعة الماضى، مثلما لمسته فى كلام أصدقاء مصريين كثيرين ورأيته فى عيونهم وأمنياتهم بنجاح الانقلاب نكاية فى أردوغان وموقفه المعادى لمصر.. منذ اللحظات الأولى فى انقلاب الساعات الـ5 قبل عودة أردوغان تشكك الأصدقاء الأتراك فيما يجرى فى تركيا وذهب أحدهم لوصفه بأنه تمثيلية أردوغانية لإحكام قبضته نهائيا على مجمل الأوضاع العسكرية والسياسية فى تركيا والعصف بمعارضيه داخل المؤسسة العسكرية التركية وتغيير بنية الجيش وإعادة هيكلته على طريقته وتجريده من كل السلطات التى منحها له الدستور التركى منذ تأسيس الدولة التركية العلمانية فى عهد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923.

هل كان فيلمًا تركيًّا بالفعل على الطريقة الأردوغانية؟


خبرة التاريخ تقول بأن الجيش التركى فى نزوله إلى الشارع لم يفشل ولو مرة واحدة فى انقلابه، فتركيا دولة انقلابات بامتياز والتاريخ التركى الحديث ملىء وزاخر بالانقلابات العسكرية على السلطات الحاكمة، والجيش الذى أصبح منذ أتاتورك فوق السياسة والمتحكم فيها و«ترمومتر» العلاقات الداخلية والخارجية و«الحامى للعلمانية» بموجب الدستور أطاح بأربع حكومات سياسية فى نصف قرن بمعدل انقلاب كل 15 أو عشرين عاما، منذ الانقلاب الأول فى مايو من عام 1960 بقيادة الجنرال جمال جورسيل وتم إعدام رئيس الوزراء التركى المعروف عدنان مندريس وصدر الحكم على الرئيس جلال بايار بالسجن مدى الحياة، وفى عام 71 انقلب الجيش بسبب الوضع الأمنى المضطرب فى البلاد والصراع بين اليساريين والقوميين وأعلن رئيس الوزراء سليمان ديمريل تنحيه عن السلطة، وتأسس تحالف من سياسيين محافظين وغير سياسيين لاستعادة الأمن تحت إشراف الجيش.

وجاء الانقلاب الثالث سبتمبر 80 بقيادة الجنرال كنعان إفرين واندلعت معارك فى الشوارع بين يساريين وقوميين ، واعتقل كبار الزعماء السياسيين وتم حل البرلمان والأحزاب السياسية والنقابات المهنية، واستولى مجلس الأمن الوطنى المكون من خمسة أشخاص على السلطة وعلق العمل بالدستور وطبق دستورا مؤقتا منح قادة الجيش سلطات مفتوحة.

أما انقلاب 97 الذى أطلق عليه الانقلاب الأبيض على رئيس الوزراء نجم الدين أربكان، مؤسس حزب الرفاه والتنمية ذى الميول الإسلامية وهو ما رأته المعارضة خطرا على الدولة العلمانية فى تركيا، فتحرك الجيش وضغط على أربكان وأجبره على الاستقالة دفاعا عن مبادئ مصطفى كمال أتاتورك.

التاريخ التركى مع الانقلابات معروف، والجيش إذا تحرك سقطت الحكومة، ولكن كانت دائما تبقى الديمقراطية.. هذا هو ما استقر لدى الأتراك منذ الستينيات، فالجيش لا يحكم بالشكل المباشر، لكنه دائما بنفوذه وقوته موجود فى مجمل المشهد السياسى التركى داخليا وخارجيا.

الانقلاب الأخير لم يكن مثل السوابق الماضية، ودارت حوله التساؤلات والشكوك حتى من الأتراك أنفسهم حول أجندته وتخطيطه والقائمين عليه وأهدافه ونواياه، ويبدو أن الوضع قد تغير كثيرا منذ انقلاب 97، وأن أردوغان وحزبه حققا الكثير على الأرض داخل المؤسسة العسكرية بما يفسره مراقبون بأنه انقلاب على الدولة الأتاتوركية تمهيدا لإعلان الدولة الأردوغانية المسيطرة والمتحكمة على كل مقاليد السلطات فى البلاد بما فيها الجيش الذى يبدو، إذا استمرت الأوضاع على ما هى عليه واستقرت الأمور لصالح أردوغان، أن دوره انتهى تماما فى السياسة التركية، وأنه لم يعد حاميا للعلمانية الأتاتوركية، وأنه لأول مرة منذ 90 عاما يتعرض لإهانة كبرى وزلزال بعد نجاح أردوغان فى اختراقه وإنشاء جيشه الخاص على طريقة الحرس الثورى طوال 14 عاما منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، فقد جرت فى النهر مياه كثيرة بعيدا عن «جنرالات تركيا».

تركيا الجديدة بعد محاولة الانقلاب ينتظرها مستقبل ومصير مختلف تماما، ويبدو أن الوضع الداخلى مرشح أكثر لمزيد من التعقيدات السياسية والعسكرية والأمنية.. فالقصة لم تنته حتى لو كان ما حدث فيلمًا تركيًّا لـ5 ساعات فقط.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ابنا فضل شاكر وعاصى الحلانى يحييان حفلًا غنائيًا فى لبنان

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

سيدة استولت على أموال الشباب بزعم العمالة بالخارج والجهات المختصة تباشر التحقيق

جريندو يقترب من قيادة هجوم غزل المحلة أمام سموحة

شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور


وادى دجلة يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة إنبى في الدورى

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025.. المصرى يتصدر

رئيس شركة Skydance: فيلم Top Gun 3 لـ توم كروز أولوية الشركة

كاسيميرو: محمد صلاح الأجدر بالكرة الذهبية 2025


خسارة ناشئى اليد أمام إسبانيا 31-29 فى ربع نهائى بطولة العالم.. صور

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو

بيكهام يعوض غياب ياسر إبراهيم في تشكيل الأهلي أمام فاركو

الرئيس السيسى يصدّق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم

فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

إكسترا نيوز: 141 شاحنة مساعدات تدخل إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم

مات والده فى حادث منذ 3 أعوام ولحق به الابن اليوم بنفس الطريقة.. تفاصيل

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

7 أخبار لا تفوتك اليوم الخميس

مطاردة مرعبة على طريق الواحات.. 3 شباب يتسببون في حادث لفتاتين والداخلية تتحرك.. الجناة يعترفون: حاولنا توقيف الضحيتين ومعاكستهما.. وثقنا الواقعة فيديو وسخرنا منهما.. والسجن المشدد مصير المتهمين.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى