"الخطبة المكتوبة".. سلاح الأوقاف لاقتلاع جذور التطرف من بيوت الله.. 54 ألف منبر فى مصر مطية سهلة لأصحاب الأفكار المسمومة.. القرار يقضى على الانقسام داخل المساجد ويحافظ على مكانة الخطيب أمام المصلين

صلاة جمعة
صلاة جمعة
تحليل يكتبه: خالد سنجر

929

مساجد حكومية، وأخرى إخوانية، وثالثة سلفية، ورابعة تابعة للجمعية الشرعية، انقسمت بيوت الله على أرض مصر، حسب معتقدات روادها، ما بين هذا وذاك وتلك، انقسم المصلون، وأصبح اختيارهم للمسجد مرتبط بهوية الإمام والخطيب، الذى أصبح بمثابة نجم الشباك، والعامل الرئيسى لجلب المصلين، حتى لو كان سيتجشم عناء السفر لأداء صلاة الجمعة فى مسجد بعيدا بمكان عن محل سكنه.

الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، كان قد أكد فى تصريحات سابقة، إن عدد المساجد فى مصر مصر يقارب 108 ألف مسجد وما يقرب من 7 آلاف زاوية، لافتا إلى وجود عجز يصل إلى 50% فى عدد الأئمة في تلك المساجد، وهو ما يوضح مدى الكارثة التى تواجهها وزارة الأوقاف المسئولة عن منابر المساجد فى مصر.

الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، خرج على المصريين، بقرار أثار حالة من اللغط الشديد ما بين مؤيد ومعارض، حيث كشف عن قرار تعميم خطبة الجمعة فى صورة ورقة متكوبة، وتوزيعها على جميع المساجد، والتزام خطباء الجمعة نصا بمضمون الورقة، وعدم جواز الخروج عن نصها.
وزير الأوقاف، أكد أن الهدف من تعميم الخطبة المكتوبة ليس سياسيًّا، وليس فيها مخالفة شرعية على الإطلاق، وإنما الهدف هو صياغة الفكر والفهم المستنير وفق آلية تسهم في تصحيح الفكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وحرصًا على عدم الخروج عن وحدة الموضوع.

وأوضح أنه لا يوجد تضييق أو تقييد للأئمة والدعاة على الإطلاق من تنفيذ الخطبة المكتوبة، لأن الإمام له متسع كبير مع جمهوره من خلال الدروس والقوافل والندوات، مشيرًا إلى أن الخطيب لا يكون أكثر انشغالاً باستحضار المعلومة بل يكون أكثر تمكنًا من الأداء، وحتى لا ننساق خلف القبول أو الرفض دون الإلمام بالموضوع، سنسرد قضية الخطابة والخطيب بشئ من التفصيل.

مع اتساع رقعة مصر، وانتشار المساجد فى كافة ربوعها، والمعاناة من وجود عجز فى عدد الأئمة المعتمدين، سنجد أن كل ذلك مؤداه السماح لأشخاص غير مؤهلين، آخرين موجهين وأصحاب أجندات معينة، يخطبون فى البسطاء من الناس ويعبثون بأفكارهم ويبثون السموم فى معتقداتهم، ويحولونهم لأدوات ينفذون من خلالها مخططاتهم الشيطانية.

المعترض على القرار، يؤكد أن كتابة الخطبة لم تكن فى عهد الرسول لا الخلفاء والتابعين، والمؤيد يرد عليه بالقول أنه لَم يُعهَدْ عن الأوائل - خُلفاء أم خُطباء - أنَّهم كانوا يَعِظون الناس من خلال الورقة؛ لأنَّهم أهل فصاحة وبيان، وأنَّ البلاغة تجرِى على لسانهم جريانَ الماء فى السَّيْل، فيعبِّرون بسُهولة عمَّا يجول فى نفوسهم، ويَجيش فى صدورهم، ويدور ويَحدُث فى واقعهم بدون أدنى كُلْفة أو تصنُّع، أما فى الوقت الحالى، فيجب أن يكتب الخطيب خطبته وألا يرتجلها نظراً لأن كثيراً من الخطباء هم خطباء بحكم الوظيفة ولا يملكون مقومات الخطابة الحقيقية، فعندما يرتجل أمثال هؤلاء خطبة الجمعة، فإنهم لا يحسنونها أبداً، وترى العجب العجاب منهم فأخطاء فى الآيات القرآنية وخلط للأحكام الشرعية وأفكار ينقصها الترتيب والتنسيق فما أكثر الخطباء غير المؤهلين وضعاف الحجة والشخصية واللغة، وأصحاب الهوى، ممن يستغلون منابر المساجد لتوجيه الناس والتلاعب بأفكارهم.

المعترضون يؤكدون أن تطبيق هذا القرار لا يصب فى مصلحة تجديد الخطاب الدينى الذى يتطلب منح الإمام فرصة أكبر لشرح الأفكار خاصة المتعلقة بالفكر التطرف، مؤكدين أنه يقتل إبداع الخطباء ، والمؤيدون يردون بأن الخطبة المكتوبة تغلق الباب أمام الخطباء من ذوى النفوس الضعيفة، الذين يستغلون المنابر فى توجيه الناس لأفكار متشددة ومتطرفة.

المعترضون يرون أن القرار، يغلق الباب أمام إبداع الخطيب المفوه، ويحوله لموظف يردد ما يملى عليه، والموافق على القرار يرى أن تطبيق الخطبة المكتوبة الهدف منه هو صياغة الفكر والفهم المستنير وفق آلية تسهم فى تصحيح الفكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة، مشددا على أنه لا يوجد تضييق أو تقييد للأئمة والدعاة على الإطلاق من تنفيذ الخطبة المكتوبة، لأن الإمام له متسع كبير مع جمهوره من خلال الدروس والقوافل والندوات.

من خلال سرد الآراء المؤيدة والمعترضة على قرار تعميم الخطبة المكتوبة، سنجد أن المرحلة الحالية تتطلب التصدى بقوة لكل أصحاب النفوس الضعيفة، والمروجين للنعرات المذهبية والطائفية، ممن يعتلون المنابر للترويج لأفكارهم المسمومة، وسد كل الثغرات أمام هؤلاء المجرمين ممن يتسترون وراء عباءة الدين للتغرير بعقول البسطاء والشباب الصغير.




موضوعات متعلقة..


- بالفيديو والصور.. غالبية خطباء المحافظات يرفضون الالتزام بالخطبة المكتوبة ويلتزمون بموضوعها.. وأئمة الإسكندرية ينفذون قرار الوزير فى معقل السلفيين.. والأوقاف: نحافظ على شبابنا من الأفكار المسمومة


Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد قطارات "القاهرة - أسوان" و"الإسكندرية - أسوان" الجمعة 23-5-2025

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى ذهاب نهائى دورى أبطال أفريقيا

موعد مباراة الزمالك وبتروجت في الدورى الممتاز والقنوات الناقلة

هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية (بؤرة الزلازل)

3 لاعبين يعودن للمشاركة مع أنديتهم بعد غياب أكثر من 300 يوم.. أحمد حمدى أبرزهم


موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

نجم أمريكا السابق: الأهلي جاهز لتحدى مونديال الأندية والجالية العربية على الموعد.. فيديو

لو مسافر فى العيد.. اليوم آخر فرصة لحجز تذاكر القطارات

محمد رمضان يعلن تسديد 35 مليون جنيه بحكم قضائي.. اعرف التفاصيل

ماذا فعل بيراميدز أمام أندية جنوب أفريقيا قبل مواجهة صن دوانز؟


دمار فى كاليفورنيا.. شاهد النيران تلتهم عشرات السيارات والمنازل جراء تحطم طائرة

الأهلي يسقط بثلاثية على ملعبه أمام الاتفاق فى الدوري السعودي

عمار يا مشمش.. موسم الثمرة الذهبية بقرية العمار"راضى الكل".. محافظ القليوبية: المحصول يحظى بإقبال كبير محلياً ودولياً.. وصاحب سويقة: السعر لم نشهده منذ سنوات طويلة مضت.. فيديو وصور

وزير الدفاع الإيطالى لنتنياهو: قتلت آلاف الفلسطينيين الأبرياء

وفاة شقيقة محمود الخطيب بعد صراع مع المرض فى قنا

قناة أون سبورت تذيع حفل تسليم محمد صلاح جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزى

وزارة الأوقاف تفتتح 15 مسجدًا غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله

المحكمة الرياضية تخاطب اتحاد الكرة لطلب توضيحات من أطراف أزمة مباراة القمة

أسماء جلال تحتفل بعيد ميلادها الـ30 فى أجواء مبهجة.. صور

تفاصيل استشهاد الشقيق الأكبر ليحيى السنوار فى غارة إسرائيلية على غزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى