حكاية الجمال ورحلة الأربعين يومًا.. فى سوق شلاتين الدولى البقاء للأقوى

بعد 15 يومًا من السفر الطويل الشاق فى قلب الصحراء التى لا يعرف أسرارها سوى الخبراء من الأدلاء تصل قوافل الجمال التى انطلقت من السودان إلى شلاتين التى تضم سوقًا دولية للجمال تمتد على مساحة 80 ألف متر مربع، وتعتبر من أهم وأبرز أسواق الجمال فى العالم وتوفر لمصر حسب آخر الإحصائيات 90% من احتياجاتها من الجمال، وتعتبر أيضًا من أهم وأبرز المعالم المميزة لمنطقة "شلاتين".

وصول هذه الجمال إلى سوق شلاتين يجعلها تحمل تلقائيا "ختم الجودة" ليس فقط لأنها جمال سودانية، تنتمى للبلد الذى يصنف الثانى عالميًا من حيث امتلاك الجمال ويعتبرها من أهم موارد ثروته الحيوانية، وإنما أيضًا وصولها يعنى أنها من الجمال القوية السليمة التى نجحت فى تحمل هذه الرحلة الشاقة الممتدة لـ 15 يومًا فى الصحراء.

ولا تنتهى رحلة الجمال من السودان إلى مصر فى محطة "سوق شلاتين" ولكنها تشهد بداية جديدة، فبعد إجراءات الفحص الصحى للجمال يتم توزيعها تمهيدًا لبيعها إما لمشترى مباشر وإما لتاجر آخر ينقلها إلى واحد من الأسواق الهامة للجمال فى مصر كسوق امبابة أو برقاش على سبيل المثال، لتتم رحلتها بذلك الأربعين يومًا التى اكتسب منها "درب الأربعين" اسمه وهو الوقت الذى كانت تستغرقه قديمًا رحلة الجمال من "أم درمان" فى السودان حتى تصل إلى "برقاش" فى الجيزة مرورًا بحلايب وشلاتين حيث تنتهى هناك الرحلة على الأقدام وتبدأ رحلتها عبر سيارات النقل.

ومثلما يمثل السوق محطة هامة لتجارة الجمال بالنسبة لمصر والسودان، تمثل التجارة نفسها أهمية كبيرة لأبناء المنطقة الذين يعتمدون عليها بشكل أساسى فى كسب الرزق، بين التجارة وبيع وشراء الجمال وبين العمل فى تحميلها ورعايتها، وتسيطر على تجارة الجمال فى المنطقة 3 قبائل شهيرة هى العبابدة والبشارية والرشايدة، وتعد العبابدة والبشارية هما القبيلتان الأهم والأقدم فى المنطقة.

موضوعات متعلقة..

- "الأصيل يتعرف من خامس جد".. حكايات من داخل سوق الجمال ببرقاش.. الجمل اللى صاحبه معززه وعيونه مكحلة ميرضاش بالذل.. وتاجر: بنعرف أصلهم من نظرة و"البشارية" مضرب مثل.. و"الرفاعية" خيرها كتير

- سوق الجمال.. قسوة ورحمة وتجارة