مخلصون للعنف.. ثقافة القسوة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
هل تقرأون الصحف وتتابعون البرامج التليفزيونية وتلاحظون مستوى العنف والتشفى الذى يحدث حال ارتكاب الجرائم، هل قرأتم عن البنت التى قتلت والدها، وقالت إنها مستعدة لقتل جميع عائلتها من أجل رجل آخر، وعن المرأة التى حبست أمها حتى الموت، وعن العاطل الذى يرتكب أصعب الجرائم، ويقتل عجوزا تعيش وحيدة بسبب جنيهات قليلة، وعن العلاقات الشاذة التى تدمر الإنسان، وتصنع دائرة من الجحيم المجتمعى حوله، ثم هل تساءلتم من أين يأتى العنف؟

أن يرتكب الإنسان جريمة هو أمر وارد، وقد يحدث ذلك بترصد وقصد وقد يحدث ذلك مصادفة، وهو أمر سيظل يحدث طوال الوقت على ظهر هذه الأرض، فمنذ قتل قابيل أخاه هابيل والجريمة أصبحت جزءا من التركيبة البشرية، لكن الغريب الذى انتشر فى السنوات الأخيرة، هو مدى التطرف فى ارتكاب الجرائم، ومدى الذهاب للقسوة لأقصى مدى وأقساه.

فى شهر رمضان الماضى تم تبادل الاتهامات بإفساد المجتمع بين الدراما العنيفة التى تبنت القسوة والانتقام، وجعلتهما سبيلا للحياة لا تستقيم إلا بهما، وبين الشارع بجرائمه المتجاوزة للمنطق التى يعجز أى عاقل على استيعابها، واتهم كل منهما الآخر بأنه المتسبب فى صناعة دوامة العنف التيى تطيح بالعلاقات الإنسانية، التى كان لها شأن آخر قبل ذلك، والحقيقة أن الجميع يتحمل دورا فى هذا الانهيار الأخلاقى، لكن الذى يتحمل الجانب الأكبر هو التراجع الاقتصادى للبيت المصرى وإحساس أفراده بالعجز عن مواجهة مشكلاتهم.

ربما كانت أبسط هذه الجرائم المخيفة ما فعله أب فى إحدى القرى المصرية، عندما قام بتكبيل طفله البالغ من العمر 7سنوات فقط لا غير، لمدة شهر كامل، بسلاسل حديدية فى رقبته ويديه، ويمكن مشاهدة الصور الصعبة والمؤلمة على موقع «اليوم السابع» تحت عنوان «القبض على أب كبل ابنه بسلاسل وأقفال حديد أكثر من شهر فى الدقهلية»، وعند سؤال الأب عن سبب ذلك، قال إن الطفل داوم على الخروج من البيت والاختفاء.

طبعا هذه مشكلة، لكنها ليست مستحدثة، فهى قديمة قِدم الإنسان على ظهر الأرض، لكن كيف كان أباؤنا بنفوسهم الهادئة يعالجونها، كانوا يأخذوننا معهم لأشغالهم ونحن أطفال صغار، فنظل نلعب أمام أعينهم، وإذا ما سألهم أحد عن سبب مجيئنا معهم قالوا إنهم أشقياء يخرجون من البيوت، ويختفون ويصنعون المشكلات، هكذا كانوا يحلون المشاكل المشابهة، لا بأن يقيدوننا شهرا على سلم البيت، ويتركوننا أكثر إعياء ورغبة فى الفرار من البيت وكراهية الأسرة، ويكرسون للعنف داخل النفوس الصغيرة، وبسؤال صغير لذلك الأب الذى كبل طفله: ما الذى تنتظره من هذا الطفل عندما يكبر سوى أن يتركك تموت وحيدا فى غرفة عفنة فى بيتك القديم؟

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

يا هنانا يا سعدنا على معلول عندنا.. كيف ودع جمهور الأهلى أسرع دليفرى فى مصر؟

أحمد بلال: الكورة متحلاش غير بالقطبين.. والأهلي خدم الزمالك

ياسر حمد ..118 دقيقة تسببت في إيقاف قيد الزمالك

اندلاع حريق هائل فى عقار بميدان لبنان وإخلاء العقارات المجاورة.. فيديو

رابط نتيجة الصف السادس الابتدائى بالقاهرة


سر اتهام نوال الدجوى لحفيدها أحمد بالسرقة.. شيك بقيمة 166 مليون جنيه

الأهلي يُنهي ترتيبات رحلة أمريكا ..و70 مليون جنيه تمنع الطائرة الخاصة

رئيس بعثة الحج: وصول آخر حجاج القرعة إلى المدينة المنورة

أميرة إسماعيل عن Fountain of Youth: كان هناك ملاحظة تتعلق بالقرآن وتم تعديلها

إيلون ماسك يعلن مغادرة منصبه ويوجه رسالة إلى ترامب


يسرا تعود للسينما بدفعة قوية.. فيلمان جديدان في الطريق

ريفيرو يظهر اليوم في الأهلي للمرة الأولى بعد تنصيبه مديراً فنياً للفريق

أمين المصري: حصلنا على تسهيلات لاستخدام طائرات لتصوير فيلمFountain of Youth

محمد صلاح ضمن قائمة أفضل صناع الفرص في دوريات أوروبا

ناصيف زيتون يحيى حفلاً غنائيًا في الأردن 7 يونيو المقبل

500 جنيه منحة إضافية من بيت الزكاة لمستحقى الإعانة بمناسبة عيد الأضحى

فيلم A Minecraft Movie يحقق 940 مليون دولار عالميا

مصطفى كامل يجدد تعاونه مع عمرو الخضري بعد "قولولي مبروك"

ثنائي الزمالك يدعم قائمة ملوك المراوغات في كأس الكونفدرالية 2025

أميرة إسماعيل: حصلنا على موافقات لتصوير طائرات ومطاردات في الاهرامات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى