هتلر جديد فى تركيا وأوروبا ستدفع الثمن

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم :كريم عبد السلام

الزعيم النازى وصل للسلطة بالانتخابات لكنه دمر العالم


ما يحدث فى تركيا اليوم يعيدنا مباشرة إلى أكثر الكوابيس رعبا فى ذاكرة أوروبا الحديثة، صعود أدولف هتلر، زعيم الحزب النازى، ليتولى منصب مستشار ألمانيا فى يناير 1933، بعد أن خدع الألمان بشعارات غوغائية عن ضرورة مواجهة الإذلال الأوروبى لألمانيا فى الحرب العالمية الأولى، وعن إمكانية تحقيق الوفرة الاقتصادية بتقديم وعود براقة للمزارعين، وقدامى المحاربين، وأفراد الطبقة الوسطى، الذين عانوا من مرحلة الكساد التى تلت الحرب الأولى.

فور تولى هتلر الحكم سعى للسيطرة على جميع السلطات فى ألمانيا وتصفية معارضيه، فأصبح المستشار والقائد العام للقوات المسلحة والمسيطر على البرلمان والمقاطعات الألمانية، وعندما استتب له الأمر وصفى كل معارضة له فى الداخل، توجه من خلال آلة إعلامية جبارة إلى عسكرة الاقتصاد الألمانى، ودق طبول الحرب لابتلاع معظم أراضى أوروبا، قبل أن يلقى مصيره المعروف فى 1945 بعد أن تسبب فى تدمير بلده وعديد من بلدان العالم فى ثلاث قارات.

لم يكن ليحدث ما حدث فى الحرب العالمية الثانية من خراب ودمار ومقتل الملايين فى أوروبا وخارجها، لو أن الدول الأوروبية الكبرى التفتت مبكرا إلى خطورة صعود المستبد المهووس فى ألمانيا، وما يمكن أن يتطور إليه استبداده حين تستتب الأمور ويمسك بكل خيوط القوة فى يديه، الأمر نفسه يحدث حاليا مع الفارق فى تركيا أردوغان، التى باتت أكبر مصدر تهديد للدول الأوروبية، فأردوغان يضرب القيم الأوروبية فى مقتل من خلال إصراره على استغلال كل حدث ليصب فى مصلحة بناء الديكتاتورية الأردوغانية المتطرفة، وبعد التحرك الفاشل لعناصر الجيش التركى، أسفر السلطان العثمانى المزيف عن وجهه بوضوح، ليجرى أكبر عملية للتنكيل بخصومه، ليس فقط داخل المؤسسة العسكرية، ولكن فى كل مؤسسات الدولة، ووصل عدد المعتقلين إلى نحو عشرين ألفا بينهم 6 آلاف فقط من الجيش التركى، وتسعة آلاف من الشرطة المحسوبة على حزب أردوغان، وأكثر من ثلاثة آلاف قاض وآلاف الموظفين فى الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية، كما استغل الأحداث الأخيرة للتنكيل بخصمه السياسى فتح الله جولن، الذى اختار المنفى الاختيارى فى ولاية بنسلفانيا الأمريكية، ووصل به الأمر إلى تقديم طلب رسمى إلى واشنطن لتسليمه.

أردوغان يمارس عمليات التصفية والإعدام خارج القانون، من خلال أعضاء حزبه المتطرفين والمسلحين، تجاه خصومه السياسيين، كما يعمل على تقويض المؤسسات فى الدولة التركية، وأولها المؤسسة العسكرية والقضاء وتطهير المصالح الحكومية وقصرها على الموالين مباشرة له ولحزبه، مع إنشاء كيانات مسلحة موازية للكيانات الرسمية على غرار التنظيم الخاص للإخوان فى مصر، يكون دورها النزول للشوارع وحماية السلطة بالقوة أو حمايته هو شخصيا بالقوة إذا لزم الأمر، لأنه يسعى باختصار إلى الانقلاب المباشر على كل مرتكزات الدولة وإعلان تركيا جديدة تقوم على حكم الفرد.

الدول الأوروبية الكبرى تقف حتى الآن موقف المتفرج من أردوغان، ولا تستطيع اتخاذ إجراءات عقابية مؤثرة، لأن الديكتاتور التركى يهدد أوروبا بوضوح بفتح الحدود التركية أمام مئات الآلاف من اللاجئين العرب ليزحفوا إلى أوروبا، بما يعنى عمليا فتح الحدود التركية أمام مقاتلى داعش من العراق وسورية لاجتياح أوروبا، وارتكاب عشرات المجازر على غرار مجزرة نيس، الأمر الذى يمكن أن يدفع الدول الأوروبية لمعارك جانبية هائلة، ويكلفها مليارات الدولارات لميزانيات طوارئ أمنية لمواجهة الخطر الجديد.

الارتباك الأوروبى أمام سياسات أردوغان سيجعل منه بالتأكيد هتلر جديدا بأسلحة جديدة، ففور إمساكه بكل خيوط السلطة والسطوة فى بلاده، سيعمل على فتح جبهات جديدة فى العراق وسوريا لمنع إقامة كيان كردى مستقل، بالإضافة إلى تجدد الصراع فى قبرص وحول الحقوق الاقتصادية والحدود البحرية فى المتوسط، وكلها حروب يمكن أن تعود بالمخاطر على أوروبا، فضلا عن تهديده الدول الأوروبية بقنبلة اللاجئين المتطرفين التى يمسكها بيده بعد إعلانه عزمه عن منحهم الجنسية التركية، فهل تنتظر أوروبا حتى يمتلك هتلر الصغير فى تركيا كل الأسلحة؟!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مرموش يواجه اختبارًا جديدًا فى قمة نارية بين مانشستر سيتي وتوتنهام

مهلة المحكمة للتصالح أوشكت على الانتهاء.. موعد الفصل فى الحجر على نوال الدجوى؟

"صونا": الجيش الصومالى ينفذ عملية عسكرية ضد المليشيات بإقليم "باي"

سيدة تطلب 17 ألف جنيه نفقة فرش وغطاء لطفلتها.. اعرف التفاصيل

عرض حكاية "انت وحدك" ثالث حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو اليوم


تفاصيل رسالة ريبيرو لنجوم الأهلي بعد "هوجة" الغيابات فى مباراة غزل المحلة

المصري يتصدر.. ترتيب دوري نايل قبل انطلاق الجولة الرابعة غدا

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

سيف الإسلام القذافي يعلن دعمه لتشكيل حكومة جديدة في ليبيا

3 سبتمبر.. انطلاق الجزء الثانى من ثانى مواسم مسلسل Wednesday لجينا أورتيجا


وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى

مايان السيد تصعد على المسرح وويجز يوجه التحية لها

اليوم غلق باب التقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

موعد مباراة الزمالك أمام فاركو بالدوري المصري والقناة الناقلة

محمود وفا حكما لمباراة الاتحاد والبنك الأهلى والسيد للإسماعيلى والطلائع

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

وزارة النقل تنفذ 71 كوبرى بمسار الخط الأول للقطار الكهربائى.. الانتهاء من كوبرى خور مايو العملاق بارتفاع 90 مترا.. وصول أول قطار فيلارو سريع إلى مصر خلال شهر.. وكامل الوزير: عمال مصر ينفذون ملحمة عظيمة.. صور

جوتيريش: الوضع في غزة "جحيم مطلق" ومستويات الموت والدمار لم أشهدها من قبل

ديمبيلي يهدر ركلة جزاء في شوط أول سلبي بين باريس سان جيرمان وأنجيه

ترامب يعلن إقامة قرعة كأس العالم 2026 في الخامس من ديسمبر المقبل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى