بين الإرهاب والانقلاب

جيلان جبر
جيلان جبر
بقلم - جيلان جبر
للأسف صدقت توقعاتى التى أكدتها عدة مرات منذ شهور الشتاء الماضى أن هذا الصيف سيكون «صيفا ساخنا سياسيا متنوعا» بين عواصف من الإرهاب والانقلاب والإجرام والتجاوزات القانونية والسلوكية؟! فهى كانت مجرد قراءة سياسية بين الأحداث الساخنة التى لن تختصر فى ارتفاع درجات حرارة المناخية فقط، لأننا دخلنا مرحلة تشكيل وضع جديد من النفوذ لأطراف معينة فى المنطقة تجعل التوقعات السياسية للمشهد لا تطمئن لوجود أمل لشعار الاستقرار قريبا، ومما يجعل التحديات أكبر هو محاولة إعادة تموضع لعدد من الدول على حساب الأخرى بما تمتلكه من قدرة للتأثير وفرض حسابات سياسية تجعل كل دولة تفرض أمرا واقعا جديدا، لتحديد مكانتها ودورها فى المرحلة المقبلة.

على مستوى الإرهاب كان منها الهجوم الإرهابى فى مدينة نيس فى رسالة دموية بشكل جديد بالدهس للأبرياء فى أجمل مدن فرنسا وتحول فى لحظات الاحتفال بالعيد الوطنى الفرنسى لذكرى دموية؟! لماذا بالذات فرنسا فى كل مرة تجد موقفا سياسيا معلنا قبلها ضد نظام الملالى فى إيران، ومؤخرا كانت إيران استدعت السفير الفرنسى وقامت بتأنيبه كثيرا على استضافة مؤتمر المعارضة الإيرانية الذى اعتبر الأقوى الأهم والأكبر بالعدد والضيوف والمحتوى الذى يهدد النظام؟ فهل هناك بالصدفة خلايا نائمة قامت بتهديد أوروبا وبقلب الطاولة لإيصال رسالة دموية لفرنسا لمصلحة من هذا التوجه الذى يتم توجيهه لتحجيم نفوذ دول معينة، خاصة بعد مرور عام على ذكرى إبرام اتفاق النووى الإيرانى مع الدول الخمسة، ولم تحصل منه إيران حتى الآن بعد رفع العزلة عليها على كل ما كانت تطمح إليه ماديا ومعنويا، ولكن وجدت الجانب الروسى والتركى يتنافسان معها على الكعكة ويتدخلان عسكريا وسياسيا فوجب التنوع باستعراض الأوراق؟! هذا مؤكد احتمال وجب دراسته فى تحليل الأحداث وتوقيتها.

وأما الانقلاب القصير وكان لمدة ست ساعات فى تركيا فقد تحول بعدها إلى الفرصة الأفضل لأردوغان للإطاحة بخصومه فى الجيش والقضاء والمؤسسات الأمنية أمام العالم دون رادع فهو ينتقم وينكل بكل معارضيه بإجراءات انتقامية وبقوائم جاهزة تحمل آلاف الأسماء فى الداخل والخارج، والحقيقة أن تدعيات هذا الانقلاب كانت الأكثر إفادة لأردوغان «مؤقتا»، وطالب بحشد الشارع لمدة أيام طويلة لاستعراض القوة أولا وتعطيه الشرعية الشعبية على ما سيفعله بخصومه فى كل مكان، ولكن من المؤكد أن ما تم من إجراءات حتى الآن لن تستمر إيجابية بالنسبة له، فبعد فترة هناك مؤشرات ستنقلب بها الأمور بسبب هذا الأسلوب من الاعتقالات والأحكام والإهانة فى الانتقام، فمعالجة الأزمات بالأسلوب العنيف الخاطئ، وإهانة الشباب المتمردين دون مظلة القانون تنقلب بسرعة المشاعر وتجعل التعاطف والثقة تتلاشى، وتَخلق الكثير من الغضب داخل أوساط شعبية لأسر وأصدقاء هؤلاء، وما أدراك ثمن هذا الغضب!؟

ويبقى فى النهاية هذا حالات التدهور فى حقوق الإنسان، فهى لا تعد ولا تحصى، فالشارع التركى فى حالة ترقب وقلق من هذا النظام الذى يدعى الديمقراطية وله دستور، فقبل البحث والتحقيق نجد المحاكمة والعزل والاعتقال لأكثر من عشرين ألف شخص بين مواطن مدنى ومسؤول محلى وعسكرى من أصغر لأعلى الرتب فجأة لا مساحة لدولة القانون لدرجة المطالبة بتغيير الأحكام وعودة أحكام الإعدام؟!

أتعجب أين منظمات حقوق الإنسان من هؤلاء؟! وأين المدافعون عن القانون والقضاء فى مذبحة القضاء التى تمت سريعا دون بيان أسباب وبعد ساعات قليلة من استرجاع أردوغان للسلطة؟ تصفيات دون التحقيق والعدالة والبحث والأدلة والقرائن؟ حاكم وحاسب كل من خرج عن الدولة بالقانون وليس بمليشياتك المسلحة داخل الدولة! للأسف لا نجد أصوات واعتراضات لهذه المنظمات الحقوقية التى تصدعنا يوميا بالبيانات؟

فى النهاية إنها مشاهد لمرحلة دموية ترسم صورة بسلوك مستقبل تغلب علية طموح واضح لتنظيم إخوانى دون رعاية لمبادئ وقيم الدولة والوطن، ولكن مصالح لجماعة تحكمت وتوغلت فى مقاليد الحكم ولا تريد دراسة حالة التمرد نسبة الغضب والفساد، ربما فعلا أن أردوغان أجاد فى الأداء ورفع من مكانة تركيا بين دول العالم، ولكن لا يمكن أن يكون الثمن على حساب تطاوله وهجومه على الآخرين من الدول الخارجية أو المواطنيين، رسالتى لأردوغان الذى يستاء من رد فعل الإعلام أنك تحصد ما زرعت بالأمس القريب وستحصد أكثر غداً لما تعالجه اليوم بهذه الأفعال، ويبقى أن أشير إلى نجاح إرادة الشعب المصرى بعقيدة جيشه بالحفاظ على هوية وحماية الوطن فى إقصاء خطر رئيس إخوانى، وله عشيرة كبيرة رغم أنف تركيا وأمريكا كمان.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق

رجل يحاول انتزاع سلاح من يد أحد مرتكبى هجوم سيدنى الإرهابى.. فيديو


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات


قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

موعد مباراة باريس سان جيرمان وفلامنجو في نهائي كأس إنتركونتيننتال 2025

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

حكام مصر الستة يتوجهون إلى المغرب للمشاركة فى أمم أفريقيا

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى