إرهاب الخلل العقلى والاختلال المذهبى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
كل الشواهد تشير إلى أن العرب والمسلمين هم من يدفع ثمن الإرهاب مزدوجا، فى بلادهم يدفعون ثمن التخلف وزراعة الكراهية المذهبية والطائفية، وفى أوربا تطاردهم لعنات الإرهاب والجهل والتخلف، ومع هذا لا يبدى العالم نفس القدر من رد الفعل تجاه ضحايا الإرهاب، ولا يشغل عشرات القتلى ولو نسبة من التعاطف الأوروبى، وفى النهاية الثمن يدفعه أبرياء لإرهاب طائفى تمت صناعته على مهل، واقتنع السنة والشيعة بأن المذهب الآخر أكثر خطرا من كل الأعداء بالخارج والداخل، وخلال 13 عاما بعد غزو العراق وقبلها أفغانستان تمت تغذية الكراهية بكل الصور بالسياسة والتفرقة والدعاية، وداعش.
قبل أن تنتهى الأبحاث والتحقيقات فى التوصل إلى معلومات بشأن الهجوم بالرصاص الذى أودى بحياة 10 وجرح نفس العدد فى مركز للتسوق بمدينة ميونيخ بألمانيا، وقع تفجير انتحارى فى أفغانستان، أسقط 100 قتيل أفغانى وأعلن داعش مسؤوليته، والمفارقة أن القاتل فى ميونيخ ألمانى من أصل إيرانى، بينما المهاجم فى محطة القطار الألمانية قبل أسبوع لاجئ أفغانى، وترجح التحقيقات أن اختلالا عقليا وراء جريمتى ألمانيا، وهناك اتجاه لاعتباره ضمن جرائم الكراهية للأجانب.
فى أفغانستان سقط حوالى 100 قتيل ومئات الجرحى فى العاصمة كابول فى تفجير انتحارى تبناه تنظيم «داعش»، استهدف السبت مظاهرة سلمية لمجموعة الهزارة الشيعية، كانوا يتظاهرون اعتراضا على عدم وصول الكهرباء لمنطقتهم فى محافظة «باميان» وسط أفغانستان.
لم يبد العالم اهتماما كبيرا بتفجير داعش لمظاهرة الشيعة وقتل العشرات، مثلما لم يلتفت كثيرا إلى تفجير إرهابى طائفى جرى قبل أسابيع فى الثالث من يوليو عندما نفذ انتحارى داعشى تفجيرا بسيارة مفخخة بحى الكرادة ببغداد قتل حوالى 200 وأصاب حوالى 300 أغلبهم نساء وأطفال. التفجير حدث وقت السحور، وأعلن داعش مسؤوليته وقال إنه استهدف الشيعة.

ويصعب على العقل الطبيعى أن يتعرف على السبب فى أن يفجر داعشى نفسه ليقتل مسلمين يتسحرون فى بغداد، أو يتظاهرون من أجل تحسين الخدمات فى أفغانستان، فقراء يعانون نفس المعاناة، لكن داعش والقاعدة وطالبان تفرغوا منذ ما بعد الحرب الباردة لقتل مواطنيهم، وتفجير المدارس والمساجد، استنادا لأفكار كبار منظرى الإرهاب ممن يبثون الكراهية، ويبررون القتل باسم الدين، ويقنعون أنصارهم بأن المسلم المختلف فى المذهب أكثر خطرا من الفقر والمرض.

ربما لهذا يقف العالم متفرجا على كائنات متطرفة تكره المختلفين معها فى المذهب وفى الدين بنفس القدر، وفى كل الأحوال يدفع الأبرياء الثمن مضاعفا، الكراهية والتخلف المتطرف، ليتساوى الخلل العقلى لقتلة ألمانيا، مع الخلل العقلى والمذهبى لمسلمين مختلين دينيا، ولهذا يبدو ملحا مواجهة دواعش الطائفية لدينا ممن يساهمون فى تفكيك الدول بالكراهية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حنان ماضى وفرقتها الموسيقية يحيون حفلا غنائيا فى دار الأوبرا 19 يوليو

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

ميلود حمدى للاعبى الإسماعيلى: باب المشاركة مفتوح أمام الجميع

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات


عداد صفقات الميركاتو الصيفى.. الأهلى الأكثر حضورا والزمالك وبيراميدز "اختفاء"

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة المنيا

إبراهيم عبد الجواد: الأهلى استقر على بيع عبد القادر لسيراميكا بـ20 مليون جنيه

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)


سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

مادويكي على أعتاب أرسنال مقابل 50 مليون إسترليني

تعرف على تكلفة دورات الرخص التدريبية لموسم 2025/2026

السيطرة على حريق داخل دبى مول فى منطقة الشيخ زايد

إعلام عبرى: فيديو محاولة حماس اختطاف جندى إسرائيلى يكشف ثغرات خطيرة بالجيش

تقارير تزعم تهديد الحائزة على نوبل للسلام نرجس محمدي بـ"التصفية الجسدية"

كريم محمود عبد العزيز ملكا لمملكة الحرير في الحلقة الأخيرة

علي معلول يفاضل بين عروض الخليج وتونس بعد استلام جميع مستحقاته من الأهلي

الداخلية: ضبط المتهم باستجداء قائدي المركبات بالاسكندرية

قوات الاحتلال الإسرائيلية تسرق جثامين شهداء من المقبرة التركية فى غزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى