انتحار طالب ثانوى

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم - كريم عبدالسلام
ما الذى يدفع شابا أو فتاة على أعتاب أهم مرحلة فى العمر إلى اختيار الموت انتحارا؟ تتابع أخبار انتحار طلاب الثانوية العامة الراسبين أمر يدعو إلى وقفة مجتمعية للنظر فى ما نريده لأبنائنا وما نزرعه فيهم من غايات وأولويات وما نسهم واعين أو غير واعين فى ترسيخه بأذهانهم.

إذا أردنا أن نبحث عن إجابة سؤال تراجع التعليم فى مصر، سنجدها فى خوف التلاميذ من الفشل لدرجة إقدامهم على الانتحار، ومعنى ذلك تحول التعليم من اختيار حر محبب لدى الطلاب إلى نوع من القهر المجتمعى، حيث الفاشل فى اختبارات القهر هذه يلحقه العار مدى الحياة، بصرف النظر عن مهاراته ومواهبه وإمكانياته العملية الأخرى التى يمكن أن تجعل منه إنسانا ناجحا يضيف لمجتمعه وبلده. وإذا أردنا أن نجيب عن سؤال الثقافة المظهرية والتمسك بالقشور فى كل شىء بدءا من الدين وانتهاء بالأعراف المتوارثة، سنجد الإجابة فى انتحار الطلاب الصغار عند مواجهة أول مأزق فى حياتهم، فالكبار لا يعلمونهم فضيلة التفكير ولا فريضة الحرية، ولا يطرحون أمامهم خيارات عما يريدون أن يفعلوا بحياتهم.

انتحار طلاب الثانوية العامة الراسبين يكشف فشلنا جميعا نحن الآباء الكبار المربين المسؤولين عن تنشئة أبنائنا وبناتنا تنشئة سليمة، فلم نستطع على المستوى العام الإجابة عن سؤال ماذا نريد لأبنائنا؟ وكيف نعمل على تنشئتهم ليكونوا نافعين لأنفسهم ولبلدهم، نحن لا نفكر ولا نخطط لحياتنا ولا لمستقبل أبنائنا ونسير فى الحياة للأسف الشديد نياما أو منومين بقوة العادات الخاطئة وغسيل المخ الذى نتعرض له من وسائل الإعلام والهوس الاستهلاكى التافه الذى خضعنا له فدمر عندنا كل قيمة ومبدأ وغاية.

نحتاج وقفة مجتمعية حقيقية لنعرف بالضبط ماذا نريد من التعليم وكيف نحقق ما نريد منه، بدلا من العشوائية والمظهرية الفارغة التى نعيش فيها، لا نريد أبناءنا طلابا مقهورين يحفظون ما يملى عليهم دون أن يفهموا أو يكتسبوا أى خبرات، ثم يتخصصون فى كليات عملية ونظرية ليتخرجوا لا يعرفون شيئا فى تخصصاتهم ولا يستطيعون اقتحام سوق العمل فى مصر أو فى البلاد العربية بعد أن كنا أصحاب الخبرات والمهارات فى كافة التخصصات بمحيطنا الإقليمى.

كفانا فهلوة ومظهرية، فلا الفهلوة ولا المظهرية ستبنى بلدنا أو ستساعدنا على النهوض، فإذا كنا ننشد التغيير الحقيقى للأفضل فلابد أن نعرف ماذا نريد أن نفعل بحياتنا وحياة أبنائنا.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترتيب مجموعة تحديد البطل فى دوري nile قبل انطلاق الجولة الأخيرة

ترامب يواصل إغضاب قادة أوروبا مع تصعيد الحرب التجارية.. الدول الأوروبية تسعى لتجنب التعريفات الأمريكية لوصولها 50%.. القرار يمثل ضربة لاقتصاد القارة العجوز.. والاتحاد: نريد الاحترام لا التهديدات

مواعيد مباريات الجولة الأخيرة بالدوري والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 26-5-2025 والقنوات الناقلة

ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حركة حماس بشأن قطاع غزة


تعرف على جوائز مسلسل "ولاد الشمس" فى حفل كاس إنرجى للدراما

تكريم ياسمين عبد العزيز وصناع "وتقابل حبيب" فى حفل جوائز "كأس إنرجى للدراما"

محمد صلاح: فرصتى كبيرة للفوز بالكرة الذهبية.. وأشجع مكة على التمثيل

من مسجد الجامعة.. صلاة الجنازة على حفيد نوال الدجوى غدا الاثنين عقب صلاة الظهر

فيديو.. مظاهرات حاشدة تنطلق فى باريس تأييدا لغزة ورفضا لممارسات الاحتلال


الأرصاد: غداً ذروة الموجة الحارة.. تتجاوز 40 درجة بالقاهرة الكبرى

محمد صلاح يسجل فى ختام مشوار ليفربول بالدوري الإنجليزي ضد بالاس.. فيديو وصور

محمد صلاح يحرز هدف تعادل ليفربول ضد كريستال بالاس 1-1 بالدقيقة 85.. صور

وزير العمل يعلن تطورات إيجابية بشأن عامل مصرى عنفه صاحب عمل سعودى

مكة وكيان تشاركان محمد صلاح فى الممر الشرفى أمام كريستال بالاس.. فيديو وصور

أول صور لحفيد نوال الدجوي بعد العثور على جثته مصابا بطلق ناري

القضاء الإدارى يرفض 48 دعوى ضد قرار وزير التعليم بهيكلة المرحلة الثانوية

مصادر أمنية: العثور على جثة حفيد نوال الدجوي مصابًا بطلق نارى بمسكنه بأكتوبر

شوط أول سلبي بين جيرونا ضد أتلتيكو مدريد فى الدوري الإسباني

كشف ملابسات فيديو يظهر شخص يحمل سلاح أبيض يتعدى على مواطن داخل سيارة أجرة

لا يفوتك


صحوة أوروبية.. هل يتم اغتنامها؟

صحوة أوروبية.. هل يتم اغتنامها؟ الإثنين، 26 مايو 2025 12:57 ص

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى