ثورة وثلاثة رؤساء.. محاكمة الماضى بالحاضر

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
فى مناسبة الحديث عن تاريخ ثورة يوليو، ومكانها فى التاريخ، يبقى الجدل القائم هذا العام والأعوام السابقة، كاشفا عن حالة من انقطاع الحوار، والإصرار على الاستقطاب والنفى أو التأكيد، التأييد المطلق والرفض المطلق، بينما السياسة والتاريخ هى مراحل يمكن فهمها فى سياقاتها، الزمان والمكان والظروف المحلية والدولية، ولا يمكن تكرار التجارب أو البحث عن دروسها لأنها لا تترك دروسا، وهناك مقولة للفيلسوف الألمانى هيجيل يرى أنه لا يوجد شىء اسمه دروس التاريخ، لأنه لو كان هناك من يتعلم من التاريخ ما تكرر الطغيان والحروب، وفى حالة ثورة 23 يوليو، يمكن الحكم عليها ضمن سياقاتها وأشخاصها ومراحلها.

البعض يفصل المرحلة الناصرية عن مرحلتى السادات ومبارك، والبعض الآخر يحاسب على النتائج كلها، باعتبارها نتاج الفترة، وأنه نظام واحد بوجوه متعددة، وهو حكم يتجاهل القدرات والصفات الشخصية لكل رئيس، جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، والظروف التى أحاطت به وخياراته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومدى استفادة كل رئيس من الظروف والفرص، وحجم ما أهدره أو استغله، باعتبار أن مرحلة عبدالناصر كانت أكثر ميلا لتوسيع عائدات التنمية، وهى ميزة فى نظر مؤيدى التجربة وقطاعات واسعة من الطبقات التى استفادت من المرحلة الناصرية، نفس الميزة يصنفها خصوم المرحلة باعتبارها «توزيعا للفقر»، بينما كان توجه السادات نحو الانفتاح بعد أن حقق انتصار أكتوبر، وغير النظام الاقتصادى، لكنه لم يحقق الرخاء، بل تراكمت المشكلات والصدامات، فيما يبدو مبارك صاحب الفرص الأكبر، حيث لم يخض حربا، وتسلم مصر باتفاقية السلام التى دفع السادات ثمنها وجنى مبارك ثمارها.

هناك من يعتبر كل المراحل تنوعات لنظام واحد، فيما يفصل البعض عبدالناصر عن السادات ومبارك، بناء على الخيارات الاجتماعية والاقتصادية، وفى ظل الاستقطاب، نجد من يتجاهل إنجازات عبد الناصر ويختصره فى هزيمة، ويضع السادات بطلا للنصر، ويتجاهل كل صدماته، ومن يرى مبارك بلا عيوب، وهى آراء أغلبها ينطلق من عاطفة «التراسية»، لكنها لا تقدم رؤية أو تاريخا، لكونها تقوم على الاستقطاب والانحياز، فضلا عن استسهال توزيع الاتهامات.

المفارقة أننا فى سياق الحديث عن ثورة جرت 1952، ولا تزال متفاعلة تستقطب المؤيدين والرافضين، ومع هذا نحن أمام من يصدر أحكاما على 25 يناير و30 يونيو، وبنفس الحسم والاستقطاب والانحياز المسبق، من دون مراعاة للظروف أو الخيارات، وربما يكون طبيعا أن تأتى الانتقادات لثورة يوليو من رأسماليين أو أقطاع أضرت إجراءات الثورة مصالحهم، لكن المفارقة أن تأتى هذه الانتقادات من فئات استفادت مباشرة من تحولات اجتماعية وتعليم وخلافه، لكنهم يحاكمون الماضى، بقواعد وظروف اليوم، وهى قضية أخرى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

سفيرة الاتحاد الأوروبى: المغرب شريك استراتيجى فى مكافحة التغيرات المناخية

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

المسارات البديلة بعد غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025


النيابة العامة تذيع مرافعتها فى قضية حادث الطريق الإقليمي (فيديو)

إحباط تهريب 300 كائن حى نادر بمطار القاهرة.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراضا وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصالا لها.. وتتسبب فى خسائر فى الثروة الحيوانية

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

رسميًا.. نجل أنشيلوتي يقود بوتافوجو البرازيلي

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد


بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

فيفا يعلن عقوبات لاعبي ريال مدريد وباريس سان جيرمان فى كأس العالم للأندية

مجهول انتحل شخصية وزير خارجية أمريكا وتواصل مع مسئولين برسائل نصية وصوتية

شاهد محمد سيحا حارس الأهلي "يستجم" على الشاطئ رفقة أسرته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى