لماذا سقطت الأندلس؟ «23»

عبدالفتاح عبدالمنعم
عبدالفتاح عبدالمنعم
بقلم عبدالفتاح عبدالمنعم
كما تضمنت المعاهدة تسليم مملكة غرناطة للإسبان ثمانية وستين بنداً منها تأمين الصغير والكبير على النفس والمال والأهل، وإبقاء الناس فى أماكنهم ودورهم وعقارهم، وأن تبقى لهم شريعتهم يتقاضون فيها، وأن تبقى لهم مساجدهم وأوقافهم، وألا يدخل الكاثوليك دار مسلم، وألا يغصبوا أحداً، وألا يولى على المسلمين إلا مسلم، وأن يُطلق سراح جميع الأسرى المسلمين، وألا يؤخذ أحد بذنب غيره، وألا يُرغم من أسلم من الكاثوليك على العودة إلى دينه، وألا يعاقب أحد على الجرائم التى وقعت ضد الكاثوليكية فى زمن الحرب، وألا يدخل الجنود الإسبان إلى المساجد، ولا يلزم المسلم بوضع علامة مميزة، ولا يمنع مؤذن ولا مصل ولا صائم من أمور دينه.

وقد وقع على المعاهدة الملك الإسبانى والبابا فى روما، وكان التوقيعان كافيان لكى تكون المعاهدة ضمانة للمسلمين فى إسبانيا، وبناء على هذه المعاهدة خرج أبو عبدالله بن أبى الحسن، ملك غرناطة، صباح يوم 2/1/1492م، من قصر الحمراء وهو يبكى كالنساء، حاملاً مفاتيح مدينته وملكه الزائل، فأعطاها الملكة إيزابيلا وزوجها فرديناند.

الذى حدث أنه فور دخول الإسبان إلى غرناطة نقضوا المعاهدة التى أبرموها مع حكامها المسلمين، إذ كان أول عمل قام به الكاردينال مندوسيه عند دخول الحمراء، هو نصب الصليب فوق أعلى أبراجها وترتيل صلاة الحمد الكاثوليكية، وبعد أيام عدة أرسل أسقف غرناطة رسالة عاجلة للملك الإسبانى يعلمه فيها أنه قد أخذ على عاتقه حمل المسلمين فى غرناطة وغيرها من مدن إسبانيا، على أن يصبحوا كاثوليكًا، وذلك تنفيذًا لرغبة السيد المسيح الذى ظهر له وأمره بذلك كما ادَّعى.

فأقره الملك على أن يفعل ما يشاء لتنفيذ رغبة السيد المسيح، عندها بادر الأسقف إلى احتلال المساجد ومصادرة أوقافها، وأمر بتحويل المسجد الجامع فى غرناطة إلى كنيسة، فثار المسلمون هناك دفاعًا عن مساجدهم، لكن ثورتهم قمعت بوحشية مطلقة، وتم إعدام مائتين من رجال الدين المسلمين حرقًا فى الساحة الرئيسية بتهمة مقاومة المسيحية.

وظهرت محاكم التفتيش تبحث عن كل مسلم لتحاكمه على عدم تنصره، فهام المسلمون على وجوههم فى الجبال، وأصدرت محاكم التفتيش الإسبانية تعليماتها للكاردينال سيسزوس لتنصير بقية المسلمين فى إسبانيا، والعمل السريع على إجبارهم على أن يكونوا نصارى. وغدا نستكمل المأساة أو الكارثة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسي يوجه بالعمل المستمر للتوسع فى رقعة الأراضى الزراعية

الرئيس السيسى يوجه بتوافر الأرصدة الاستراتيجية من السلع الأساسية لمدد كافية

تأييد السجن 17 سنة للمتهم بإنهاء حياة "عريس البراجيل"

كل عام وأنتم بخير.. إجازة عيد الأضحى من الخميس 5 يونيو إلى الاثنين 9 يونيو

الحكومة: الامتحانات مستمرة وفق مواعيدها خلال إجازة عيد الأضحى


مجلس الوزراء: إجازة عيد الأضحى من الخميس 5 يونيو حتى الإثنين

دياز وخوان جارسيا أولوية برشلونة في الميركاتو الصيفي

موقف توني بوليس مع الزمالك بعد الاستقرار على تعيين جون إدوارد مديراً رياضياً

استشهاد وكيل إدارة المرور فى حادث مرورى بطريق وادى النطرون العلمين

سفينة أشباح على متنها 11 جثة تثير الرعب فى البحر الكاريبى


يا هنانا يا سعدنا على معلول عندنا.. كيف ودع جمهور الأهلى أسرع دليفرى فى مصر؟

سر اتهام نوال الدجوى لحفيدها أحمد بالسرقة.. شيك بقيمة 166 مليون جنيه

الزمالك يسدد مستحقات ياسر حمد اليوم لرفع إيقاف القيد

منافس الأهلى.. بالميراس يسحق كريستال بسداسية فى كأس ليبرتادوريس (فيديو)

ترامب يوجه رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى نتنياهو بسبب مفاوضات غزة

ميكالي يوافق على تدريب الزمالك بشرط

بعد قضية نوال الدجوى.. متى يُحكم بالحجر على الممتلكات؟

أزمة الكاكاو تعكر مزاج عشاق الشوكولاتة.. واردات الاتحاد الأوروبى الغذائية مهددة بسبب تغير المناخ وانخفاض التنوع البيولوجى.. صناعة الشوكولاتة فى خطر غير مسبوق مع زيادة الأسعار.. وشركات تلجأ "للخروب" كأحد البدائل

هجوم كلب على طفلى زينة يفتح ملف الحيوانات الخطرة.. هذه العقوبات المنتظرة

من الأهرام الجليدية إلى بحيرات غامضة.. أنتاركتيكا تكشف عن وجوهها المجهولة.. بحيرة إنجما بها بكتيريا تكسر الجليد.. نهر عمره 40 مليون سنة.. هرم غامض يثير الجدل.. ونهر القيامة الأكثر إثارة للرعب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى