إحصاء الفقر.. قراءة فى الأرقام المخيفة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
«يا إلهى، إن حالى غير خاف، فاعطنى يا رب خبزى وكفافى» تذكرت هذه الكلمات الشعرية للراحل السورى ممدوح عدوان، ورأيت الفقر بناسه وهمومه ومشاكله الكبرى، يرتفع صوته هذه الأيام لدرجة الصخب ويكتم على أنفاسنا لدرجة الاختناق، ونحن لا نملك سوى أن نتأمل حالنا، ونحاول قدر الإمكان التعايش مع الظروف المحيطة، نعرف ذلك جيدا ونلمسه فى كل ما يحيط بنا، لكن المعلومات التى خرج علينا بها تقرير الجهاز المركزى للإحصاء والتعبئة، حول الفقر، فاجأنا وأصابنا بالذهول، لأن الأمر يعكس الصورة التى نتجه إليها، حيث قال التقرير: «إن %27 من سكان مصر لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية، ونسبة الفقر هى الأعلى منذ عام 2000، وسوهاج وأسيوط من أكثر المحافظات فقرا بنسبة %66.. و11.8 مليون مواطن ينفقون أقل من 333 جنيها شهريا،
و %27.9 من أرباب الأسر فى مصر لا يعملون، و%17.7 من الأسر ينفقن عليها نساء».

هذا التقرير ممتلئ بالأرقام الخطرة التى تحتاج إلى دراسات وتأمل، فنحو %28 من المسؤولين عن الإنفاق فى الأسر المصرية لا يعملون، وفى الصعيد مثلا، وعن تجربة شخصية، أصبح كثير من أبناء الصعيد لا يجدون عملا، رغم محاولاتهم الدائمة، خاصة بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بسبب انتشار أعمال العنف فى البلاد العربية المجاورة مثل ليبيا، التى كانت تمثل فى وقت ما المنقذ لهم من هذا الفقر، والسبيل الوحيد للخروج من دائرته الشريرة، لكن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة دفعتهم للعودة ومعاشرة الفقر خوفا من الموت فى البلاد الغريبة.

رقم آخر غريب يتمثل فى الـ333 جنيها التى تمثل الحد الأعلى لنحو 12 مليون مواطن تنفق شهريا، وطبعا هذا المبلغ المالى لا يغنى من جوع ولا يكفى للتنفس فى ظل هذا العالم الجاثم بقسوته على الجميع.
أما نساؤنا، جزاهن الله كل الخير، فهن ينفقن على نحو %18 من الأسر المصرية، وهو أمر مفزع، ليس تقليلا من المرأة، لكن لأن ذلك يعنى حملا زائدا عليها، ويكشف عن كثير من تدهور أحوالنا.

قاتل الله الفقر وقاتل الظروف المؤدية إليه، أسباب كثيرة فعلت بنا ذلك منها ما يقع تحت مسؤوليتنا، ومنها ما فُرض علينا، ونحن لا نملك سوى العمل ومزيدا من العمل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زوج يلاحق زوجته لإثبات نشوزها ويؤكد: بددت 300 ألف جنيه خلال عامين.. تفاصيل

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

رجال الحماية المدنية يواصلون عمليات التبريد لحريق مبنى سنترال رمسيس

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

تحول مفاجئ فى مستقبل إندريك مع ريال مدريد


طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

تفاصيل التحقيقات مع المتهمين بالنصب على المواطنين بالعلاج الروحانى

وزارة الزراعة: ضخ 300 ألف طن من الأسمدة خلال الشهرين الماضين مع بداية الموسم الصيفى.. و250 ألف طن مخزون استراتيجي لتلبية احتياجات المزارعين.. وتوافر الأسمدة بجميع الجمعيات التعاونية

أحمد الكاس مدرب منتخب الناشئين يحتفل بعيد ميلاده الـ60..اليوم

10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد


موسم باريس سان جيرمان المثالى يهدد حلم ريال مدريد المونديالى

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

أوليس وجونزالو جارسيا في الصدارة.. الثنائي الأكثر تأثيرا بكأس العالم للأندية 2025

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

الهلال الأحمر المصرى يوجّه فرق الطوارئ إلى سنترال القاهرة لتقديم الإسعافات

شركة أمن بحري: زورقان مسيَّران استهدفا سفينة تجارية يونانية بالبحر الأحمر

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى