"الدولار" حجة من لا حجة له.. تجار يستغلون أزمة "الأخضر" من المستوردين حتى بائعى الجرجير.. الحكومة تترك المواطن فريسة لجشع أصحاب الذمم الضعيفة ليحددوا الأسعار عشوائيا.. والرقابة أبرز الحلول

دولارات
دولارات
تحليل يكتبه ـ خالد سنجر

مواطن لبائعة الجرجير: لو سمحتى يا حاجة عاوز حزمتين.. البائعة بحدة: يا أستاذ الحزمة بجنيه.. المواطن وقد تغيرت ملامح وجهه: يا ستى أنا بشترى الأربع حزم بجنيه.. البائعة ترد بتهكم: إيه يا أستاذ أنت مش عايش ولا إيه أنت مش عارف الدولار بكام النهاردة؟!!.. المواطن المسكين يرد تحت سكرة المفاجأة: هاتى ياستى اللى تجيبيه.

حوار قصير مدته دقيقه ونصف، يجسد الكارثة المجتمعية التى نعيشها فى مصر، وثقافة "اذا خرب بيت أبوك الحق فيه قالب"، فما علاقة حزمة الجرجير بارتفاع الدولار، ومتى كانت أسعار الدولار على رأس اهتمامات بائعات الخضروات، وهل نتوقع أن يأتى علينا يوما نشترى به الجرجير بالعملة الخضراء؟!!.
لا خلاف على أن أزمة ارتفاع أسعار الدولار تؤثر فى كافة السلع بالأسواق، خاصة أننا شعب مستهلك وليس منتج، اعتدنا على الشراء وليس البيع، لكن هل وضعت الحكومة حلولا لارتفاع الأسعار العشوائى بالأسواق، أم كعادتها تترك المستهلك الأخير فريسة لجشع التجار، وأصحاب النفوس الضعيفة من محتكرى السلع الراغبين فى الربح السريع، تحت زعم ارتفاع أسعار الدولار.

حوار المواطن مع بائعة الجرجير، دليل حى على العشوائية التى يعيشها السوق المصرى، والتى تمثل ضغطا إضافيا على كاهل المواطن البسيط، الذى يجد نفسه وحيدا يصارع غلاء الأسعار وزيادة السكان، وضيق الحال، ومتطلبات الأولاد، مع زيادة سنوية محدودة، تتآكل على صخرة التضخم بالأسواق.

التاجر المصرى عرف طريقه للمكسب السريع، مع أول شائعة عن ارتفاع وشيك فى أسعار السلع، أو زيادة جديدة فى المعاشات أو العلاوات، تختفى السلع من الأرفف، ويتم تكديسها فى المخازن السرية المغلقة، حتى تختفى السلعة من السوق تماما، ويجاهد المواطن من أجل الحصول على احتياجاته منها، فيرضخ فى الأخير للأسعار التى يحددها التجار المستغلين، ويتم تثبيت السعر.. ولسان حال المواطن المسكين "انتى فين يا حكومة"؟!!.

من منا لا يتذكر القرار الخاص بآخر زيادة فى أسعار المواد البترولية، والذى اتخذته الحكومة بعد منتصف الليل، ليفاجأ المواطنون بزيادة مضاعفة على أسعار البنزين والسولار، مع توجههم إلى أعمالهم فى الصباح، وما تبعه من رفع تعرفة أجرة الركوب بشكل عشوائى – كل سائق على حسب هواه.
أتذكر أننا عشنا 21 يوما مليئة بأحداث الأكشن، مشاجرات على مستمر على الطرق، تكدس السيارات والميكروباصات أمام الأكمنة المرورية، السائق والركاب وضابط الكمين، كلا يصرخ فى الآخر، والضابط يقف حائرا عاجزا عن الفصل بين الطرفين، والسر فى ذلك ببساطة شديدة أنه فوجئ بقرار رفع اسعار المواد البترولية مثله مثل أى مواطن، وليس لديه أية تعليمات بشأن تعرفة الأجرة الجديدة .. وكل ذلك راجع لصاحب قرار رفع السعر، الذى لم يضع ضوابط الأسعار الجديدة، وتركها دون قيود.

إذا كانت الظروف الاقتصادية، والارتفاع الجنونى فى العملة الخضراء، قد أثرت على أسعار السلع، فإن الحكومة مطالبة بإعادة النظر فى إجراءاتها الرقابية على الأسواق، وعدم ترك المستهلك فريسة لجشع التجار، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بضمان توافر السلع الأساسية، وعدم تركها تحت سيطرة "مافيا الاحتكار" يتلاعبوا فى أسعارها كيفما يشاءون دون رداع.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الأربعاء 9-7-2025

محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية


مدرب فلوميننسى بعد السقوط ضد تشيلسى: نغادر مونديال الأندية مرفوعى الرأس

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

تعرف على موعد انطلاق استعدادات الأهلي للموسم الجديد ومعسكر تونس

جواو بيدرو يتوج بجائزة أفضل لاعب فى مواجهة فلوميننسى ضد تشيلسى

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025


مدرب الزمالك السابق: يجب أن نمنح جون إدوارد الثقة الكاملة

أيمن الرمادى: عبدالله السعيد مثل الأوروبين وطالبت مسئولى الزمالك بالتعاقد مع القندوسى

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

القومي للاتصالات: خدمات كثيرة رجعت وتعمل بكفاءة وسنترال رمسيس ليس الوحيد المعتمد عليه

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

بالدموع والحزن.. ميت غمر تودع المهندس محمد طلعت ضحية سنترال رمسيس (فيديو)

فلومينينسي ضد تشيلسي.. التشكيل الرسمي لنصف نهائي كأس العالم للاندية

ردود فعل إيجابية لـ فيلم Superman مع العروض الأولى

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

نتنياهو: سنهزم حماس ونقضي على قدراتها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى