المنيا التى لا يعرفها أحد

سليمان شفيق
سليمان شفيق
بقلم - سليمان شفيق
كثيرون يكتبون عنها "إمارة المنيا"، "عروس الصعيد"، نشأت وترعرعت فيها، منياوى وأفتخر إذا سرت على الكورنيش كأنك بالإسكندرية، لو تجولت فى أحياء "أرض سلطان" "شلبى"، تشعر أنك فى مصر الجديدة، وان سهرت فى فنادقها وكافيهانها تعتقد انك فى المهندسين والزمالك، وحينما تزور القرى والنجوع والعزب التى تشتعل بالاحداث سيكون لك راى اخر( المنيا 1241 قرية ونجع والأحداث تتكرر فى 42 منها فقط)، بها كل العصور الاثرية وغير مدرجة على الخريطة السياحية، المنيا أرض التطرف والسياحة !!

أكبر تجمع مسيحى فى الشرق الأوسط (المنيا ما يقارب 6 ملايين مواطن 35% منهم مسيحيين)، وترتفع حيازات المسيحيين وممتلكاتهم من الثرؤوة المنياوية إلى اكثر من 30%، بها حوالى خمسة آلاف مسجد وزاوية، 611 كنيسة، نشأت فيها افكار التكفير القطبية على يد شكرى مصطفى فى ابو قرقاص منذ نهاية ستينات القرن الماضى، وتمت إدانة جماعته التكفير والهجرة باغتيال الشيخ الذهبى وزير الأوقاف عام 1978م فى محاكمة عسكرية وانتهت بحكم الإعدام شنقاً لخمسة من المتهمين وكان منهم شكرى مصطفى.

منذ 1978 وحتى الآن مرت بثلاث مراحل: 1978 - 1981 كانت الجماعة متسيدة الإرهاب وبعد مقتل الرئيس السادات تقهقرت الجماعة من أسيوط إلى المنيا لأن قادتها الأكثر عنفا ـ حينذاك من المنيا ـ عاصم عبد الماجد، كرم زهدى، فؤاد الدواليبى وآخرين، وتم اعادة التأسيس الثانى للجماعة فى المنيا وسيطروا عبر مسجد الرحمن بجنوب المدينة (تحول حى أبو هلال إلى حى مكة) وكانوا يطبقون الحدود "عينى عينك" ويفرضون الجزية حتى 1990، لتبدأ المرحلة الثالثة من 1990 حتى المراجعات.

فى تسعينيات القرن الماضى بدأ الإخوان المسلمين يستقطبون بعض قادة الجماعة مثل محى الدين أحمد عيسى والمهندس ابو العلا ماضى الخ لتبدأ مرحلة الإخوان، ليظهر نجم سعد الكتاتنى ويصير نائب الدائرة، وصولا لثورة 25 يناير 2011، وتحالف الإخوان والسلفيين والجماعة وحصولهم على 80% تقريبا من الأصوات وحيازة المجرم محمد مرسى على 78% من أصوات الناخبين فى المنيا، وتوغلهم واستيلائهم على الكثير من المناصب والنقابات الخ وحتى الآن.

بعد فض الاعتصامات الإرهابية فى رابعة والنهضة بلغت خسائر الوطن فى المنيا 80% من محاكم وأقسام ومؤسسات الدولة، وتم التمثيل بأجساد ضباط وأفراد الشرطة فى سمالوط ومطاى، وبلغت نسبة خسائر الأقباط فى المنيا أيضا 70% من الكنائس التى حرقت ونهبت، وبعد ذلك وحتى الآن بلغت أحداث العنف "الطائفى" (77 حادثا من يناير 2014 وحتى الآن) بمعدل حادث كل 12 يوما تقريبا !!

إذا كان الرئيس السابق السادات قد شرعن لوجود الجماعة غير المشروع على هامش المجتمع المدنى، فإن عصر الرئيس السابق مبارك قد أدى لتمكين الجماعة سياسيا عن طريق عقد الصفقات المتبادلة بين النظام والجماعة مثل صفقة دخول 88 عضوا من جماعة الإخوان فى البرلمان المصرى 2005، التى اعترف بها قيادات جماعة الإخوان فى أكثر من حوار معلن، وعلى الصعيد الاقتصادى ووفق قضايا غسيل الأموال فقط، بلغت الأموال المغسولة مليارات، ووفق تقديرات للباحث سيطر الإخوان على %55 من تجارة العملة، و%21 من تجارة التجزئة، وعلى صعيد المجتمع الأهلى ارتفعت نسبة الجمعيات والمؤسسات الأهلية الإخوانية فى عصر مبارك من %2 إلى %12 من العدد الكلى للجمعيات فى مصر، علما بأن الجمعيات الإسلامية، وفق تقديرات التضامن الاجتماعى %21، والمسيحية %9، علما بأن القانون لا يسمح بالعمل فى الدين أو فى السياسة! ويضاف إلى ذلك أن الجمعيات الدينية الإسلامية حصلت على أكثر من %28 من التمويلات الأجنبية الممنوحة للجمعيات فى التسعينيات من القرن الماضى. وفى المنيا فقط 30% من جمعيات الاخوان ومعاهد السلفيين، وان كان الاخوان قد استحوذوا على الوظائف الحيوية فان منابر ومعاهد السلفيين خلقت ثقافة تكفير الاقباط وفتاوى عدم جواز بناء الكنائس فى ديار الإسلام.

لكن المنيا تضم أكثر من 10 مبادرات شبابية لمكافحة التطرف كتبت عنها كثيرا باليوم السابع ولم يهتم بهم أحد بما فى ذلك كبار المسئولين الذين يتحدثون عن تقرير العطيفى القديم دون أن يرجعوا إلى توصيات تلك المبادرات !!

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مانشستر سيتي يبحث عن تذكرة التأهل لدوري أبطال أوروبا أمام فولهام

أنفلونزا الطيور تهدد أمريكا اللاتينية.. الفيروس يضرب اقتصاد البرازيل مع توقف دول شراء الدواجن.. تفشى الفيروس فى الفيل البحرى بالأرجنتين: السلالة تحتاج لـ100 عام للتعافى.. ارتفاع أسعار الدجاج والبيض يثير القلق

فينيزيا يستضيف يوفنتوس فى محاولة أخيرة للبقاء بالدوري الإيطالي

عزيمة لا تقهر.. حكاية شاب شرقاوى من معاناة السمنة المفرطة إلى بطل كمال أجسام بعد ممارسة الرياضة.. هشام حنفى: وزنى كان 155 كجم وصاحبتنى الأمراض وبالتدريبات أصبحت 95 كجم فى 6 أشهر فقط ويؤكد: العزيمة مفتاح النجاح

خلال ساعات.. نظر محاكمة 23 متهما بخلية اللجان النوعية بمدينة نصر


نوتنجهام يستضيف تشيلسي فى صراع نارى على بطاقة دوري أبطال أوروبا

مواعيد مباريات نصف نهائي كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

عرض فيلمي "طنين وفرقة الأمل" بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء المقبل

فصل جديد مروع.. تقارير أممية: الاحتلال الإسرائيلى يبدأ خطته المرفوضة للمساعدات فى غزة.. الأمم المتحدة: لن نشارك فى أى مخطط للمساعدات أو التهجير القسرى.. وجوتيريش يحذر من موت الفلسطينيين جوعا أمام أنظار العالم

صفارات الإنذار تدوى فى جميع أنحاء أوكرانيا


قطار تالجو.. مواعيد وأسعار الرحلات على خطوط السكة الحديد

أحمد سمير: راضٍ عن أداء الزمالك أمام بتروجت والجودة ستتحسن بعودة المصابين

محمد شكرى يفوز بجائزة أفضل لاعب فى مباراة سيراميكا وحرس الحدود

العالم هذا المساء.. فلسطينى يروى كيف استخدمه جنود الاحتلال درعا بشرية فى شمال غزة..تسريب 184 مليون كلمة مرور من "آبل" و"فيسبوك" ومنصات أخرى.. 50 موقعا أثريا وتاريخيا بالمدينة المنورة يستقبل حجاج بيت الله الحرام

دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446فى هذا الموعد

أمر إحالة سفاح المعمورة للجنايات: احتجز أول الضحايا لإجباره على بيع ممتلكاته

قضية أحمد فاتح تُشعل الجدل.. حقيقة أول رجل عربى يلد طفلة

كهرباء الإسماعيلية يهزم المقاولون بهدف ويضع قدما فى الدورى الممتاز

يورتشيتش يدعو الجمهور المصرى لمساندة بيراميدز أمام صن داونز بنهائى أفريقيا

مدرب بيراميدز: حزين لضياع العديد من الفرص وكنا الأفضل أمام صن داونز

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى