د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: اتقِ شر من أحسنت إليه

د.داليا مجدى عبد الغنى
د.داليا مجدى عبد الغنى
للأسف، أغلب المشاكل والآلام التى تواجه الإنسان يكون مصدرها شخص تمت معاملته بمنتهى الخير والإحسان، ولكنه استغل هذه المعاملة ليسىء لصاحبها وينال منه، ولو ركزنا فى سبب هذه التصرفات سندرك أن هذا الشخص يعتبر الإحسان الممنوح له حقا مكتسبا ولا يرتضى بغيره، فإذا استشعر بداخله أن أسلوب معاملته اختلف أو أن الخير الذى كان يحصل عليه قد تناقص، يبدأ فى الدفاع عن نفسه وعن حقه اعتقادًا منه أن ما يحارب من أجله مملوكًا له، متناسيًا أنه مجرد إحسان عليه، وليس حقًا له، فللأسف نحن دائمًا ما نخلط بين الحقوق والهبات، ونعتقد أن الإطراء فى منح الهبات يصل فى النهاية إلى مصاف الحقوق المكتسبة لذا قالوا قديمًا "اتقِ شر من أحسنت إليه" .

وأصل هذا المثل يعود إلى أنه كان هناك مزارع غنى، وقد كان هناك رجل فقير يذهب إليه وقت موسم الحصاد السنوى من كل عام، وكان المزارع يعطيه بعض المحصول شفقة ورحمة، وقد اعتاد هذا الأمر كل عام، وفى إحدى السنوات خَسِرَ المزارع خسارةً فادحةً، فذهب إليه الفقير كما اعتاد ليأخذ قوته السنوى، فقال له المزارع: "صدقنى، المحصول خَسِرَ هذا العام، وليس عندى ما أعطيه لك"، فرد عليه الفقير "بل ستعطينى قوتى السنوى رغمًا عنك كما تعودت كل عام"، فقال المزارع "كيف أعطيك المحصول وأنا ليس لدى أى شىء"، فقال الفقير "أنا لا يهمنى موسمك إذا خَسِر، أنا أريد قوتى السنوى فقط"، وسحب بندقيته وقال للمزارع "إما أن تعطينى المحصول، وإما أن أقتلك"، فوعده المزارع بأن يعوضه فى العام القادم عن الموسمين، فقال الفقير "هل تظننى أنتظر للعام القادم"، وأطلق الرصاص على رأس المزارع وأنهى حياته.

وللأسف، هذا حال أغلب البشر فهم دائمًا يرفضون فكرة أن تقل أى ميزة يتحصلوا عليها من الآخرين ، ويظنـون أنها أصبحت حقوقًا خاصةً بهم ، ولا يتوانون عن فعل أى شىء فى سبيل الحصول عليها ؛ لأن تفكيرهم قد أخذ منحى آخر ، وهنا يتناسون أن من يسعون الآن إلى الإساءة إليهم ، هم أصحاب الفضل عليهم ، فحقًا : "اتقِ شر من أحسنت إليه" .
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مدرب فلوميننسى بعد السقوط ضد تشيلسى: نغادر مونديال الأندية مرفوعى الرأس

ارتفاع درجات الحرارة ينشر الفوضى فى أوروبا.. عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة.. والأسماك النافقة تتسبب فى انسداد نهر فى التشيك.. واندلاع الحرائق فى عدد من الدول

وزيرا الثقافة والخارجية فى افتتاح "الملك لير" على المسرح القومى.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

إنبى يقترب من التعاقد مع مهاجم طنطا فى الميركاتو الصيفى


ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

فلومينينسى ضد تشيلسى.. المتألق بيدرو يضيف الثانى للبلوز 0-2.. "فيديو"

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

رئيس المخابرات الفرنسية: تقييم أولي يفيد بتضرر كل مكونات البرنامج النووي الإيراني

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة


فلومينينسي ضد تشيلسي.. التشكيل الرسمي لنصف نهائي كأس العالم للاندية

الإنتاج يتعاقد مع ثنائى الترسانة لتدعيم صفوفه فى الميركاتو الصيفى

بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية.. مصر تُحصّن مستقبلها الديمقراطي بذاكرة شعب لا ينسى تجارب الوجع.. كيف استغلت الجماعة الإرهابية الدين للوصول إلى الحكم؟.. ووعى المصريين كشف خدعة "الإسلام هو الحل"

محافظة القاهرة: تركيب 4 كبائن أمام سنترال رمسيس لربطها بالسنترالات المجاورة

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

جو هيل يكشف تفاصيل مثيرة عن أحداث فيلم The Black Phone2 قبل طرحه

الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة

المواعيد المتبقية لإجراءات مجلس الشيوخ وفقًا للجدول الزمنى للانتخابات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى