محمد محمود حبيب يكتب: الحل السحرى لأزمة الخطبة المكتوبة

محمد محمود حبيب
محمد محمود حبيب
لقد زاد اهتمام بعض العلماء والمثقفين بشأن محتوى وشكل خطبة الجمعة وكأنها هى الأساس والحل الناجع فى إصلاح أحوالنا، والناطر لوضع خطبة الجمعة فى الشريعة يجدها ما هى إلا تذكير إسبوعى لبعض الأمور البسيطة فعن عمار رضى الله عنه قال :«أَمَرَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم بِإِقْصَارِ الْخُطَبِ». وعن جَابِرِ بن سَمُرَةَ رضى الله عنه قال:« كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَا يُطِيلُ الْمَوْعِظَةَ يوم الْجُمُعَةِ إنما هُنَّ كَلِمَاتٌ يَسِيرَاتٌ».

والواقع أن عامة الفقهاء على استحباب ما جاءت به الأحاديث من إقصار الخطبة وعدم إطالتها وهذا يعنى أن دورها بعيد جدا عن المبالغات التى يقدمها الخطباء، حتى قال الإمام القرافى رحمه الله تعالى:«واتفق الجميع على استحسان قصر الخطبة» وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:«وأما قصر الخطبة فسنة مسنونة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك ويفعله» وقال أيضاً: «وأهل العلم يكرهون من المواعظ ما ينسى بعضه بعضاً لطوله، ويستحبون من ذلك ما وقف عليه السامع الموعوظ فاعتبره بعد حفظه له وذلك لا يكون إلا مع القلة»

وأعتقد أن أكثر المعارضين للخطبة المكتوبة غير مدركين تماماً ما يحدث فى الخطبة من عدم تركيز الأغلبية العظمى من الحضور فقليلاً جداً منهم يخرجون ولا يتذكرون شيئاً من الخطبة إما لطولها أو عدم جودة أفكارها أو لضعف أسلوب الخطيب فى عرضها، والمعترضون يخشون من تسطيح فكر الخطباء وكأن إبداعهم زاد عن الحد ولا نستطيع استيعابه، ولعلهم يجهلون أن حصيلة تجديد الخطاب الدينى صفر !
وأقترح حلاً لهذة الأزمة وهو من بندين، الأول: وهو السماح بحفظ نص الخطبة المكتوبة بدون ورقة مع الالتزام بالنص الكامل لها، وهذا أفضل ويُظهر إبداع الخطيب فى العَرض من توزيعه للنظرات والتحكم فى نبرة الصوت وإظهار حركات لغة الجسد وهذا البند لكبار العلماء، أو للظانين بقدراتهم الإبداعية العالية.
والبند الثانى: أن يكتب الخطبة كبار العلماء من المعترضين على الخطبة المكتوبة، وبالتالى يكون الجميع ملتزم بمحتوى الخطبة، وبذلك يكون زال حرج كبار العلماء لأنهم هم ما يكتبون ما يخطبون به ( بالتعاون والاشتراك بينهم ) نص الخطبة وما يخطبون به هو ما كتبوه لأنفسهم وللجميع، وهذا حلاً سحرياً وحل وسط ومُرضى لجميع الأطراف.

ولا مانع أن يكون بعد ذلك محتوى الخطبة عن طريق مسابقات للمبدعين من الخطباء، والالتزام بالخطبة المكتوبة لا يعارض تماماً المناداة بضرورة تأهيل الخطباء لأن الخطبة ليست كل شىء فى الدعوة بل هناك مجالات أخرى أهم كالدروس والقوافل الدعوية وغيرها.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

النجمة العالمية جيمي لي كورتيس تكشف تفاصيل عملية تجميل أجرتها في شبابها

تميم وترامب: اتفاقيات تاريخية ترفع العلاقات القطرية الأمريكية لأعلى المستويات

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة


وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

فليك يكشف موقف ليفاندوفسكى من مباراة إسبانيول ضد برشلونة

الأهلي يناقش مع ريفيرو استمرار النحاس وشوقي في جهازه المعاون

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته


مهرجان كان 2025.. هالى بيرى تتصدر قائمة أسوأ الإطلالات النسائية بفستانها.. بيلا حديد تتألق بأسود ووشم عربى "أحبك وحبيبتى" على ذراعيها.. ونجمات يخالفن قواعد الملابس بالمهرجان السينمائى هذا العام

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

وزارة الداخلية تضبط قضية غسيل أموال بقيمة 280 مليون جنيه

التشغيل قرب.. أبرز المعلومات عن محطات المرحلة الأولى للأتوبيس الترددى BRT

فرص عمل للأطباء فى السعودية براتب يصل إلى 13 ألف ريال شهريا

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط

رحمة محسن من بائعة قهوة لتصدر مشهد الأغنية الشعبية

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

خوسيه موخيكا.. وفاة أفقر رئيس فى العالم عن عمر 89 عاما

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى