لغز السياحة الروسية فى مصر

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم: أكرم القصاص

لماذا يعود الروس لتركيا ونحن لا؟



يبدو البعض مندهشا وهو ينظر لقرار روسيا بإعادة السياحة إلى تركيا، فى وقت الانفجار بمطار أتاتورك، ويضرب بعض المنهشين كفا بآخر وهم يتساءلون عن السبب الذى يجعل روسيا تعيد السياحة لتركيا، وبينهما صراع كاد يصل إلى الحرب المباشرة، بينما يتأخر القرار الروسى بإعادة السياحة لمصر منذ سقوط الطائرة الروسية، بالرغم من كل الإجراءات التى اتخذتها مصر.

السياسة قد تفسر جزءا من هذا اللغز، لكن المصالح هى ما يحكم الفهم لمثل هذه الإجراءات، الرئيس التركى أردوغان كما هو معروف، رجل لا يعترف بغير المصالح، وينقلب على تحالفاته بشكل دائم ومن دون أى اهتزاز، وقد سعى أردوغان إلى ترضية موسكو وبوتين، فيما يشبه الاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية فوق سوريا، ويأتى هذا فى ظل تنسيق أمريكى روسى لا يخلو من تبادل التصريحات المتعارضة.

من شهور وتركيا تتقارب مع روسيا، وتقدم ترضية عن إسقاط طائرة عسكرية روسية، روسيا تعيد فتح مكاتب السياحة التركية بمناطقها، هناك مئات الشركات التركية السياحية تعمل فى روسيا ودول الاتحاد السوفيتى السابق، وهذه الشركات تلعب دورا فى التقارب، وتضغط لتحسين العلاقات، بل إن الشركات التركية فى السياحة تسيطر على السياح الروس إلى مصر ودول المنطقة، بينما الشركات المصرية تكتفى بتلقى ما يرسله الأتراك.
الشركات التركية محترفة وتعرف مصالحها، ولهذا يمكن تفهم السبب الذى جعل روسيا تقرر إعادة السياحة لتركيا والقرار متزامن مع تفجيرات مطار أتاتورك، لأن الشركات الروسية هى الأخرى تتضرر من تراجع السياحة.

وهذه العوامل تنهى دهشة التساؤل: لماذا تعيد روسيا السياح إلى تركيا وتعطل إعادتهم لمصر؟ تنشط غدد التحليلات التى تكتفى بالمؤامرة، من دون التعرف على حجم الأسواق السياحية التى تسيطر عليها الشركات التركية، وتكاد تحتكر السياحة فى روسيا ومصر، بل إن بعض الشركات الروسية تشكو من احتكار الأتراك للأسواق. ويعرف بعض خبراء السياحة أن الأتراك شطار فى هذا المجال، وأنهم يشترون الغرف فى مصر بأسعار منخفضة وفى أوقات الأزمات، ويحققون أرباحا جيدة، بينما لا توجد شركات مصرية تنافس فى السوق الروسى أو الأوروبى، الشركات المصرية لا تنفق ولا تستثمر فى التسويق السياحى، وتكتفى بالعمل تحت ضرس الشركات التركية التى نجحت خلال سنوات فى احتكار السوق الروسى بل والسوفيتى السابق.

من هنا يمكن قراءة المشهد وتفهم تعقيداته وخيوطه ومصالح أطرافه، ليس فقط من باب السياسة، وحتى هذا الباب فإن الأتراك يسعون لفتحه والتعامل مع كل عناصره، لكن أيضا من باب المصلحة التى تحكم كل الأطراف، فى السياسة والاقتصاد، وتتجاوز الصدمة والدهشة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأرصاد تحذر من أجواء شديدة البرودة وانخفاض الصغرى على القاهرة لـ 11 درجة

طبيب عيون بدرجة رئيس سابق.. كيف غير حادث سيارة حياة بشار الأسد؟

منتخب مصر يبحث عن أول فوز فى أمم أفريقيا منذ 1422 يومًا أمام زيمبابوى

الطقس اليوم الجمعة 19-12-2025.. تغيرات حادة ومفاجأة فى درجات الحرارة

20 سنة للجنايات وسنتان للجنح.. قانون الإجراءات الجنائية يحدد مدة سقوط العقوبة


5 معلومات عن مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر

انتخابات النواب 2025.. أرقام الحصر العددى لدائرة الزقازيق فى الشرقية (فيديو)

الحصر العددى لدائرة الحامول والبرلس وبيلا بكفر الشيخ.. تقدم أحمد رجب وعبد المنعم

كارثة حقيقية تهدد العالم.. الأرض تتجه لخسارة 100 ألف نهر جليدى

الحصر العددى لدائرة دكرنس وشربين وبنى عبيد.. باسم بهاء يحصد 121327 صوتا


ظاهرة فلكية مهمة فى شهر رمضان المقبل.. تعرف عليها

منتخب مصر يتربع على عرش العرب فى كأس أمم أفريقيا

مواعيد مباريات اليوم الجمعة فى ثانى جولات كأس عاصمة مصر

الحصر العددى لدائرة المنصورة بالدقهلية.. تامر القصبي يحصد 87228 صوتًا

موعد انتهاء لجان حصر وحدات الإيجار القديم نهائيا

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 19-12-2025 والقنوات الناقلة

عادل عقل: فيفا يحسم مصير برونزية كأس العرب بين السعودية والإمارات.. فيديو

نتيجة الحصر العددى بالدائرة الأولى فى المنصورة بجولة الإعادة لانتخابات النواب 2025

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر الليلة

وائل كفورى ينجو من الموت بعد عطل مفاجئ بالطائرة.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى