المدينة الفاضلة ‎

ماجدة إبراهيم
ماجدة إبراهيم
بقلم: ماجدة إبراهيم

نحن فى حاجة إلى أكبر من تعاون دولى للقضاء على الإرهاب



ليس كل ما نحلم به نستطيع أن ننفذه على أرض الواقع.. فما أجمل الخيال عندما يظل خيالا، وكما كانت المدينة الفاضلة لأفلاطون فى القرن الرابع قبل الميلاد من أحلام الفلاسفة العظام فيظل البحث عن العدل والحق من أحلامنا حتى نهاية العالم.. هذا ليس تشاؤما لما نعيشه الآن ليس فى مصر وحدها، ولكن فى العالم كله من قتل وظلم وتعذيب وقهر لم نعد نصدقه، كنت أعتقد وربما يكون اعتقادى خاطئا، بل أنه بالتأكيد خاطئ أنه كلما تقدمت الدول وقويت شوكتها وازدادت رفاهيتها كلما تخلصت من الاستهداف أو على الأقل استطاعت أن تشعر أكثر بالأمن والأمان، ما تعيشه أوروبا وأمريكا بكل تقدمها يسقط نظرية الأمن والأمان فلا يوجد فى العالم مكان آمن، وتحضرنى المقولة الشهيرة التى قالها رسول كسرى عندما أرسله كسرى للقاء سيدنا عمر بن الخطاب وسأل عن قصره المنيف فوجده بيتا بسيطا كبيوت فقراء المسلمين ووجده ينام تحت ظل شجرة، فقال حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر، والسؤال هنا هل يكون العدل هو ما يمنحنا الأمن والأمان؟ رغم أن سيدنا عمر قد قتل على يد الفارسى الكافر أبولؤلؤة المجوسى فى بيت من بيوت الله، ولله فى ذلك حكمة لا يعلمها إلا هو، والعدل هو صفة إلهية وإذا وصفنا بها إنسانا أو نظاما ما، فهذا يعنى تميزا رفيع المستوى.. والغريب حقا أن يخرج من قلب أنظمة ضاربة فى النظام الديمقراطى منذ عشرات السنين إرهابيون يؤرقون مضاجعها ويقضون على أحلامهم فى الراحة وسوف أفترض فرضية ربما يتفق معى البعض، وربما يختلف أن هذه الأمم المتقدمة وهى فى طريقها للتقدم داست وظلمت وكونت قوى تدافع عن وجودها، وأفرزت نماذج غير سوية، فالمدينة الفاضلة التى تخيلها أفلاطون حكمها الفلاسفة أصحاب العقل الراجح والعلم ولكن العالم الآن تحكمه القوة ولا شىء غير القوة من أجل هذه القوة تسخر الطاقات ويبنى اقتصاد الدول وتخترع أحدث الأسلحة التى تحمى وتدافع عن الصدارة.

هكذا أفرزت القوة العظمى فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم القاعدة التى عانينا وعانت هى نفسها منه. ومن بعدها داعش وغيرها ممن خرج من عباءتها التى خربت العقول ومازالت تخرب وتدمر، كنا نظن أننا فى مصر بينها وبيننا ثأر تريد أن تأخذه، ولكنها على ما أظن قررت أن تنشر روح الثأر والدم وتقتص ممن ظلم وممن كان ظالما من البرىء قبل المذنب.. هكذا تدور الأمور فى العالم فلم يعد هناك مكان نستطيع أن نصفه بالآمن، حتى أصبحنا نضحك على الجملة الشهيرة التى تكتب وتقال عن مصر «ادخلوها بسلام آمنين»، وما يدمى القلب ويحزنه أن تشهد مدينة جميلة مثل نيس بفرنسا عملية فى غاية القسوة ومن نيس إلى ميونخ.. ومن المدينة المنورة إلى إسطنبول حتى اليابان لم تسلم من عملية إرهابية من نوع مختلف، فكانت تفريغا عن ظلم دفين قد تعرض إليه أحدهم الكل ينتظر دوره فى طابور الظلم البشرى، لا أحد بعيد عن يد الشر، لا أحد يتوقع متى يأتى عليه الدور، كنا فى مصر نشعر وحدنا أننا المستهدفون لكن الشر ليس له مدى ولا نهاية.. نحن فى حاجة إلى أكبر من تعاون دولى للقضاء على الإرهاب، نحن فى حاجة إلى أكثر من مجرد رصد التحركات والعمليات المخابراتية، نحن فى حاجة إلى لطف من الله القدير، نحن فى حاجة إلى رحمة السماء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بوابة الجحيم.. حفرة مشتعلة فى تركمانستان منذ أكثر من 50 عامًا تثير الدهشة

الاتحاد السكندرى يضم نور علاء لمدة موسم على سبيل الإعارة

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

تعرف على مباريات الأسبوع الأول لدورى المحترفين فى الموسم الجديد


الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

زحام مرورى بسبب انقلاب سيارة نقل محملة بالزلط بالطريق الأوسطى

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قانون الرياضة

حريق سنترال رمسيس..13 ساعة للسيطرة على النيران.. بدأ من الطابق السابع وامتد لباقى المبنى.. وتجدد 3 مرات..و12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكى.. والنيابة العامة تعاين الحادث وتكلف بالكشف عن الأسباب

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة


نبيل الكوكى يستعرض مهاراته على هامش المران الصباحى للمصرى.. فيديو

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

أجواء شديدة الحرارة ورطوبة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة

إخماد حريق داخل شقة سكنية فى أوسيم دون إصابات

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى