"لنا فى الصين قدوة".. الإعدام ومصادرة الأموال الحل السحرى للقضاء على الفساد المتغلغل فى مصر.. مصطلحات"فتح عينك وأبجنى تجدنى" ستختفى فى وجود "عشماوى"..وكم لجنة تقصى حقائق نحتاج لإعادة المليارات المهدرة

صوامع القمح
صوامع القمح
تحليل يكتبه حسين يوسف

حسين يوسف

الفساد آفة المجتمعات، وحجر العثرة أمام خطط التنمية والنهضة الاقتصادية لأى بلد، ويتناسب عكسيا مع تقدم الدول، فكلما زاد الفساد فى دولة ما كلما تأخرت هذه الدولة عن ركب التقدم والحضارة .

ومصر من الدول التى تعانى فسادا تغلغل فيها على مدار عقود طويلة، ونخر فى جهازها الإدارى المترهل، حتى اعترف به الكثير من المسئولين، ولا ننسى التصريح الصادم لوزير التنمية الإدارية فى نظام مبارك عندما قال" ? الفساد في? الجهاز الادارى? للدولة وصل إلى? مستويات كبيرة"، فالرشاوى والمحسوبيات أصبحت من الأمور الُمسَلم بها، بل ويطلق عليها ألفاظ أخرى مثل "فتح عينك" و"أبجنى تجدنى" و"هات نشرب شاى"، وغيرها من المسميات التى تختبئ وراءها صور الفساد بكل أشكاله وأنواعه.

كثير من الدول المتقدمة، فطنت إلى أن جريمة الفساد هى الآفة الكبرى، وهى الأداة الأساسية لتخريب اقتصاد أى بلد، والعدو للتقدم والتنمية والنهضة ولذا غلظت عقوبة الفساد فى قوانينها، ووصلت إلى حد تنفيذ حكم الإعدام فى الفاسدين، وهو القانون الذى تطبقه دولة مثل الصين، منذ زمن، وترفض تماما أن تلغى هذا القانون، رغم مطالبة البعض بذلك، حيث أكد تشن سى شى، عضو اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى ونائب رئيس لجنة الشئون القضائية والداخلية بالمجلس فى تصريحات سابقة إن الهيئة التشريعية العليا فى الصين لا تفكر مطلقا فى الغاء عقوبة الإعدام على من يدان فى جرائم الفساد، لأنهم يجب أن يخضعوا لعقوبات صارمة، مؤكداَ أن الجرائم المرتبطة بالفساد تضر بشكل خطير بمصالح البلاد والشعب .

ولكن فى مصر، لاتوجد هذه الصرامة لمواجهة جرائم الفساد، فمثلا، الجميع قرأ وشاهد كم الفساد الذى يزكم الأنوف الذى اكتشفته لجنة تقصى الحقائق التى شكلها البرلمان حول الفساد فى توريد القمح، والجميع تابع الكشف عن مافيا صوامع القمح، وفسادها الذى وصل، حسب تقديرات بعض نواب اللجنة إلى مليار جنيه، حيث توقع المهندس ياسر عمر شيبة وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، وعضو لجنة تقصى الحقائق البرلمانية، أن يصل حجم تكلفة الفساد فى عمليات توريد وصرف القمح منذ بداية العام الماضى وحتى الآن إلى ما يقترب من المليار جنيه، ما بين توريدات وهمية لصوامع القمح، او صوامع قمح وهمية لا وجود لها، وغيرها من أوجه الفساد الذى يجيده مرتكبوه، والذى يؤدى إلى إهدار المليارات من مقدرات المواطن المصرى المطحون.

هل هناك جريمة أشد من سرقة المليارات من "قوت الغلابة"، فى بلد يعانى من صعوبات اقتصادية كبيرة وتحديات هائلة، ويبذل مسئولوه قصارى جهدهم لتوفير المتطليات الضرورية للمواطنين، فنفاجئ بعدد ممن لاضمير لهم يسرقون المليارات من "قوت الشعب " دون أن تطرف لهم عين.

وكم من جرائم فساد أخرى ترتكب يوميا بحق الوطن، تلزمها كثير من لجان تقصى الحقائق للكشف عنها وفضح مرتكبيها، وكم مليون أهدر وسيهدر غيرها بسبب موظف فاسد أو مرتشى، سهل لآخرين الحصول عليه بدون وجه حق نظير فتات يحصل عليه، وكم لجنة تقصى حقائق تلزمنا للكشف عن فساد تئن مصر تحت وطأته منذ عقود.

المعروف أن القتل هو أشد أنواع الجرائم، ويعاقب فاعله – حسب القانون المصرى - بصرامة، سواء بالإعدام أو بالسجن المؤبد، ولكن مابالنا إذا كانت هناك جريمة أشد من القتل، ولاينال مرتكبها سوى بضع سنين، وقد ينجح فى الإفلات من جريمته عن طريق ثغرات القانون، أو خطأ فى الإجراءات أو ماشابه، فالقتل قد يكون بحق شخص، ولكن الفساد قد يقتل عشرات أو مئات الأشخاص، سواء كان هذا الفساد مالى، أو طبى، أو استثمارى، أو تلقى رشاوى .

ليس هناك حل جذرى للفساد المستشرى فى جسد البلاد، والذى حار الجميع فى علاجه، سوى بتغليظ عقوبة من يثبت فساده وضرره بمصالح المواطنين والبلاد، ولامانع أن نتخذ من الصين قدوة فى ذلك، فنطبق عقوبة الإعدام فيمن يثبت فسادة، وأيضا مصادرة أمواله التى تحصل عليها عن طريق الفساد والرشوة وغيرها، وهذه سيجعل الفاسد يفكر ألف مرة ومرة قبل أن يقدم على جريمته، وسيكون رادعاً شديدا لمن يوسوس له شيطانه لارتكاب جريمة فى حق الوطن والمواطنين .


موضوعات متعلقة..


- لجنة "تقصى حقائق القمح": لدينا معلومات مؤكدة عن مواقع كثيرة تلتهم الدعم

- "تقصى حقائق" البرلمان تواصل فضح مافيا القمح.. اللجنة تكشف تلاعب بالكميات وإخفاء مستندات وشبهة تزوير فى ثالث زيارة ميدانية لها.. و"الكحول" يظهر لأول مرة بصوامع القمح.. ومصادر: 55 مليون جنيه اختلاسات
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رامي نوار يكشف كواليس تعاونه مع كريم محسن في أغنية "ماخلصتش الحكاية"

اعرف رحلتك.. جداول قطارات القاهرة والإسكندرية اليوم الخميس 28-8-2025

قرعة دوري أبطال أوروبا.. قائمة تاريخية جديدة تنتظر محمد صلاح

فيلم Lilo & Stitch يحقق مليار و32 مليون دولار عالميا

الاتفاق يستضيف الخلود بافتتاح الدوري السعودي في غياب كوكا


اليوم.. آخر فرصة لطلاب الثانوية "دور ثان" للتقديم بكلية الشرطة

فاصل مهاري بين الكاس وإبراهيم فى تدريب منتخب الناشئين قبل كأس الخليج

شبورة وأمطار متفرقة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 28 أغسطس 2025

محافظ بورسعيد يحضر جانبا من مران المصري مساء اليوم

أصوات تبلغ عنان السماء فى دولة التلاوة بالإسكندرية.. منصور عادل كان يقطع 20 كيلومتر للمعهد الأزهري.. قرأ القرآن في دول مختلفه ويتمنى الفوز.. أحمد الجمال يشكر وزير الأوقاف والشركة المتحدة على إطلاق المسابقة


العالم هذا المساء.. كرنفال نوتينغ هيل يواصل فعالياته فى شوارع لندن.. وإعصار إيرين يكشر أنيابه.. وارتفاع أمواج الساحل الشرقي للولايات المتحدة.. واعتقال مراهقين فى فرنسا خططا لتفجير برج إيفل ومعابد يهودية

الجزيري يتدرب منفردا فى الزمالك بعد أزمته مع فيريرا

ليستر سيتي يرفض انتقال بلال الخنوس إلى كريستال بالاس بسبب العروض السعودية

كرامة المصريين خط أحمر.. سياسيون وحقوقيون: القبض على الشاب المصرى أحمد عبد القادر ازدواجية غير مقبولة.. التحرك المصري يعكس قوة الدولة للدفاع عن حقوق أبنائها.. والعهد الدولى للحقوق سلاح الخارجية في الواقعة

بلاغ رسمى من الزمالك للنائب العام بشأن أرض الفرع الجديد بأكتوبر

نقابة الأطباء تستدعى طبيبا للتحقيق بعد إجرائه عملية تكميم لطفلة 9 سنوات

رئيس الوزراء: المسنون والمتزوج ومن يعول أولوية المستأجرين المستحقين لوحدة سكنية

المغربى حمزة إكمان على أعتاب ليل الفرنسى بصفقة تتجاوز 12 مليون يورو

"بيتك فى مصر" ثانى أكبر هدية مقدمة من الحكومة للمصريين بالخارج.. 8 آلاف وحدة سكنية فى مختلف المشروعات.. الشربينى: نراعى أن تكون كافة المشروعات ذات تصميمات عصرية حديثة.. والمشروع يتيح فرصة اختيار الوحدة

روما يراقب تيريك جورج.. وتشيلسى يرفع سقف المطالب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى