لا تعتذر عما فعلت

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
حمل أحد الدواوين المهمة للشاعر محمود درويش عنوان «لا تعتذر عما فعلت»، بعد ذلك خرجت هذه الجملة من إطارها الشعرى الذى قصده محمود درويش وتحولت لـ«أمثولة» تستخدم للتعبير عن حالات حياتية كثيرة يعجز الإنسان عن فهمها وفهم سياقها، أو يجد نفسه غير متقبل لهذا التصرف بأن يكون غير كافٍ للتعبير عن الأزمة، هذا ما نشعر به بعد 13 عاما على غزو العراق.

ورغم أنه كان أمرا معروفا للجميع، خاصة فى بلادنا العربية، مدى الظلم الذى وقع على بغداد فى 2003 بادعاء الغرب أنها تملك أسلحة كيميائية، لكننا كنا فى حاجة لمن يقول لنا ذلك فى الغرب، وهو ما حدث، حيث خلص تحقيق طال انتظاره فى شأن التدخل العسكرى البريطانى فى العراق إلى أن الأسس القانونية لقرار بريطانيا المشاركة فى غزو العراق عام 2003 «ليست مرضية»، وأن رئيس الوزراء الأسبق تونى بلير بالغ فى الحجج التى ساقها للتحرك العسكرى، وقال رئيس لجنة التحقيق جون تشيلكوت، إن المعلومات بشأن أسلحة دمار شامل مزعومة فى العراق واستخدمها بلير ليبرر الانضمام إلى الغزو الذى قادته الولايات المتحدة وأدى إلى الإطاحة بصدام حسين ومقتل 179 جنديا بريطانيا كانت مغلوطة لكنها قُبلت دون تفنيد.

وكنا أيضا فى حاجة ملحة لاعتراف أباطرة الشر الذين قادوا حملة خراب بلاد الرافدين وشردوا أهلها، وهذا ما فعله «تونى بلير»، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، الذى كان شريكا للموتور جورج بوش فى حربه ضد بغداد، فأخيرا اعترف «بلير» بارتكاب الخطأ عندما قرر مع الرئيس الأمريكى جورج بوش غزو العراق فى العام 2003، للإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين، وقدم اعتذاره عن الحرب.

لكن الاعتذار لن يفيد، فهناك فاتورة لهذه الحرب اللعينة دفعها الشعب العراقى من دمه وأمنه وأرضه ومستقبله ورجاله، وهذه الفاتورة لن يسددها اعتذار البريطانيين ولا حتى الأمريكيين، لأن السنوات الماضية كانت بالضبط كابوسا لم يستيقظ منه العراق بعد، لذا وجب على هؤلاء السياسيين القتلة أن يدفعوا الثمن من سمعتهم ومن تاريخهم ووجب على بلادهم أن تتحمل تبعاتهم، لأنها انساقت وراء مجانين ولن تتريث، لكن قبل أن يدفع بلير وبوش الثمن للعراق عليهما أن يدفعاه لشعوبهما التى أصاباها بالرعب والقلق وغرسا فى داخلها الخوف من الآخر بالكذب والادعاء حتى يستطيعا أن يحققا شهوتهما الدموية فى قتل الشعب المسالم البرىء.

ونحن علينا ألا نكتفى كعادتنا باعتراف القاتل، لكن عليه أن يدفع ثمن ذلك، وعلى بلده أن يقدم اعتذارا رسميا بما يتطلبه ذلك من مسؤوليات تجاه العراقيين، وأن تتحمل هذه البلاد إصلاح ما أفسدته رغم صعوبة ذلك، فما خسره أهل بغداد لا يمكن تعويضه.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رابطة الأندية تعلن تعديل مواعيد بعض مباريات الجولة الـ9 تحقيقًا لتكافؤ الفرص

الحكومة: الدراسة بالتعليم قبل الجامعى 12سنة إلزامية منها 6 ابتدائى و3 إعدادى

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى


فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

تشرب إيه أشرب شاى.. 5 فوائد للمشروب الأكثر شعبية فى يومه العالمى صاحبك فى الشغل والمذاكرة.. المغلى أم الكشرى الأفضل لصحتك.. طريقة صنع كوباية الشاى بلبن الصحية.. ولهذه الأسباب لا تعيد تسخينه بعد هذا الوقت

الطقس غدا.. أجواء ربيعية مائلة للحرارة معتدلة ليلا والعظمى بالقاهرة 32 درجة

مسلم بعد حفل زفافه: بحب أكون مختلف في ملابسي وفني

رسالة محمود كهربا بعد العودة من ليبيا: عيش ببساطة وبنية طيبة


محامى نجل محمد رمضان يتقدم بمعارضة على حكم إيداعه فى دار رعاية

طلب يدها من نجاة.. كيف ثأرت السندريلا من العندليب بعد إنكاره حبهما وزواجهما؟

دقة وتقلية وبيزود "ورد".. وجبة كشرى لمستشار ترامب أثناء زيارته للقاهرة.. فيديو

عمر مرموش يتقدم في سباق الحذاء الذهبي الأوروبي.. وصلاح يتمسك بالأمل

بعثة بيراميدز تطير لجنوب أفريقيا لمواجهة صن داونز بنهائى دوري الأبطال

القوات المسلحة السودانية تنشر خريطة حديثة توضح مواقع سيطرتها على الولايات

كراسة شروط حجز سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل

أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج

العالم هذا الصباح.. ترامب: تكلفة مشروع "القبة الذهبية" 175 مليار دولار.. دوروف يعلن استعداده للإدلاء بشهادته بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات الرومانية.. البرلمان الإسبانى يبحث حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل

مانشستر يونايتد يتحدى توتنهام فى نهائى إنجليزى على لقب الدورى الأوروبى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى