«الجنيه» هو اللى عمل فى نفسه كده

سامح جويدة
سامح جويدة
سامح جويدة
لا يهم إذا كانت خطيئة دولة أو جشع شعب أو سوء إدارة مرحلة، التاريخ لن يرحم ما حدث للعملة الوطنية فى الشهور الماضية، والأجيال القادمة لن تسامحنا بعد أن تركنا لهم أوراقا نقدية أشبه بالمناديل الورقية لا قيمة لها ولا ثمن.. الكارثة المخزية أننا مستمرون فى هذه الكوميديا السوداء، فالدولة مصرة على أن تحل كل مشاكلها بالاقتراض والتبرعات والتنقيط وتعجز أو تتكاسل عن وضع حلول اقتصادية حقيقية لرفع هذا البلاء والناس مازالت تنهش فى بعضها البعض وتتلذذ بمكاسب خائبة على حساب وطن مكسور.

أما المتآمرون الذين شاركوا فى هذه الجريمة لإحراج النظام وهز استقراره فهم مثل المهووس الذى يقتل ابنه حتى لا يربيه غيره، حيوانات أشبه بكلاب وقطط الشوارع التى لا تعرف لنفسها بيتا أو وطنا، ولا أتصور أن كلامى أو كلام غيرى سيؤثر فيهم وينظف عقولهم ليفهموا أننا فى مركب واحد وأن الغرق سيكون مصير الجميع، لا يوجد فى ذلك دين أو أخلاق أو كرامة ويكفيهم الملايين الذين يقتلهم المرض بعد غلاء الدواء أو الذين أذلهم وهن الجوع والاحتياج، ولكن مهما كانت المؤامرة خبيثة والمشاركون فيها من هنا وهناك سنظل نحن المذنبين وفينا بيت الداء فالمسؤولون الحكوميون الذين يطنطنون و«يتنطتون» فى المحافل والإعلام طوال الليل والنهار لم يخرج منهم استراتيجية اقتصادية ناجحة فى أى مجال أو قطاع. لم نر خطة واقعية لتطوير صناعة أو فتح تجارة أو تصدير زراعة، كله كلام وخطط يوهموننا بأنها ستأتى ثمارها بعد عشرات الأعوام و«موت يا حمار».

نحن لا نتكلم هنا عن تنمية شاملة أو طفرة فى الاقتصاد أو معجزة فى تعظيم الموارد، المطلوب الآن مجرد خطط استراتيجية قصيرة المدى لرفع الكفاءة التصديرية وخفض معدلات الاستهلاك الدولارى، يعنى مثلا وزارة التجارة الخارجية تدرس احتياجات العالم من زراعات معينة أو منتجات صناعية أو يدوية وتفتح منافذ تسويقية مع الدول المستوردة لتلك الزراعات والمنتجات، وتتعاون مع وزارة الزراعة ووزارة الاستثمار لتوفير هذه الاحتياجات بأسعار تنافسية وبجودة تلائم متطلبات الدول المستوردة بطاطس، بطاطا، سجاجيد أو حتى قباقيب، المهم أن ننتج ونصدر ونرفع مواردنا، وهل من الصعب أن تجتمع الحكومة مع رجال الأعمال وتدرس ما هى المنتجات المهمة أو التافهة التى نستهلك فيها الدولار والعملات الأجنبية، وأن يكون هناك استراتيجية جادة لتوفير بدائل جيدة بأسعار مناسبة لتجذب الناس للمنتج المحلى بدلا من حملات الترويج الساذجة لأشترى المصرى الذى أغلبه تجميع من الخارج وأغلب مكوناته مستوردة وكأن كل الصناعة المصرية تعبئة وتغليف وإعلانات. ألا يمكن أن نسمع آراء الخبراء الاقتصاديين والصناعيين فى إيجاد منتج مصرى مميز ننتجه للعالم أو حتى للدول المجاورة، كما عرف عنا من قبل فى القطن والنسيج والحديد والأدوية، ألا نعرف حلولا غير التمنيات والقروض والتبرعات للنهوض بهذه البلد، ألم يأتِ الوقت الذى ندرك فيه أننا (مسؤولون وشعب بنتكلم وخلاص) نتمنى ونحلم على المراتب وننتظر من ينفق علينا ونحن نائمون نحلم.

إذا كان المسؤولون الحكوميون يظنون أنهم فعلوا ما عليهم لنصل إلى ما نحن عليه فهم فى الواقع (معملوش أى حاجة) وإذا كنا كشعب نظن أننا مغلوبون على أمرنا فيما وصلنا إليه فالحقيقة أننا بفسادنا وسلبياتنا ولامبالاتنا وجشعنا وكسلنا مسؤولون عن حالتنا المنيلة بنيلة، فنحن احترفنا استغلال بعضنا البعض، ولم نفلح إلا فى نشر الفساد فى كل شؤون حياتنا، ما وصل إليه الجنيه المصرى من ذل وهوان بين عملات العالم هو جريمة مشتركة بين الجميع، علينا أن نصرح بذلك ونفيق ونصحح مسارنا ونتحرك أو نظل كما نحن نلوم الظروف والأعداء والبخت أو نلوم الجنيه على أساس أنه «هو اللى عمل فى نفسه كده».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

الوزير المكلف بشؤون الفرنسيين بالخارج يدعو إلى اتباع نصائح الخارجية للمسافرين

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس


أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الثلاثاء

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا

الجفاف يضرب العالم بقوة.. انخفاض مستوى المياه فى نهرى الدانوب وتيسا.. المكسيك تواجه طوارئ مائية.. مشاكل بالزراعة والطاقة فى ألبانيا.. فانكو بإيطاليا تظهر بمناظر قاحلة ومتشققة.. واستراتيجية أوروبية لإعادة المياه

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام


جلسة مرتقبة فى الزمالك مع لاعبى العقود المنتهية فى صفوف اليد

هل يمتلك سكان الكومباوندات الحق فى تربية كلاب شرسة؟

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

رسميًا.. الدحيل القطري يضم الإيطالي ماركو فيراتي

تأجيل محاكمة 25 متهما بخلية أكتوبر لجلسة 7 أكتوبر المقل للاطلاع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى