د. حنان شكرى تكتب: خواطر ذكرى الميلاد

عيد ميلاد - أرشيفية
عيد ميلاد - أرشيفية

الزينات تُعلَّق، والبيت فى حالة استعداد لحفل فى المساء، وأستيقظُ من نومى مبكرا، وأنا سعيدة , بعد أن نمت هذه الليلة أحتضن فستان عيد ميلادى، وحذائى الذى لابد أن يتناسق مع الفستان، والذى نكون قد أمضينا –أنا وأمى وجدتي- أيامًا قبل هذا اليوم لتجهيزه وإعداده، وتخرج الجدة سعيدة -وكثيرا ما تصطحبني- حتى تشترى متطلبات الحفل من الحلوى "التورتة والجاتوه" وغير ذلك, ولا يفوتها فى كل عام أن تشترى نوعا لا يتغير من الفاكهة التى يجب أن تكون على مائدة حفلة الميلاد, وتوصى بعمل الخبز الخاص بهذا الحفل. والذى تكون قد أعدت ما يوضع فيه من لحم قد صنع بطريقة خاصة, هكذا كان الاحتفال السنوى بيوم ميلادى أو عيد ميلادي, ولا يفوت جدتى -رحمها الله- أن تدعو الأهل والجيران. 

  كنت ألمح كلَّ هذا فى طفولتى وأطير فرحا به, واستعد له، وانتظره العام بعد العام، وأحسب له الأيام انتظره دون أن يثير بداخلى إلا السعادة.. إنها براءة الطفولة التى تجعلنا نسعد بالهدايا والحلوى والاحتفال والقبلات، والتهنئة والتدليل والزينات, وسرعان ما تنقضى الأيام البريئة.. تلك الأيام الخوالى.. حاملة معها لهو الأطفال, وبراءة الصغار، وتتغير أسباب السعادة فى خضم وزخم أحداث الحياة , يمر بنا يوم الميلاد لنعيش على ذكرى ما فات ويكون الاحتفال عابرًا، لا يحمل نسمات براءة الطفولة وخلو البال, ونسعد بالمقربين منا الذين لا ينسونا فى هذا اليوم, وعندما نركن لأنفسنا ونتأمل؛ نجد أن السنين تمر دون أن نحسب لها حسابا، أو نضع لها ميزانا، أو حتى نشعر بها؛ فهى خبيثة التسلل، لا نشعر بوقْعِها على أعمارنا، إلا بعد حين, لنقف أمام قوله تعالى: " وقفوهم إنهم مسئولون ". هنا أتذكر يوم الميلاد، والسعادة به فى طفولتي, لأجد أننى الآن أخشاه!! نعم أخشاه لأنه محسوب علىَّ.. عام مضى.. هل هو حجة لى أم حجة علىَّ ؟ وعام أستقبله لا أدرى ماذا أُقدم فيه, وهل ُأمنح من العمرأيامًا أوأعوامًا لأبذل فيه المزيد؟ إنه السباق.. والسباق صعب !! لم يعد يوم الميلاد - رغم تهانى الأحباب والأصحاب– يوم السعادة بلا حساب , تغيرت مع السنين الرؤى، واختلفت مع العمر فلسفة يوم الميلاد.. فلم يَعُد يستهوينى الحفل والاحتفال.. لم تَعُد تُسعدنى التورتة والشموع, ولكنها وقفة مع النفس.. ماذا قدمتُ؟ ماذا قدمت لدينى.. لأسرتى وأولادى.. ماذا قدمتُ لبلدى ومجتمعي؟ ماذا أضفتُ لهذه الحياة ؟ ماذا بين الميلاد والرحيل مرورا بيوم الميلاد؟ بل أيام الميلاد التى تتكرر كل عام.

إن الإنسان الذى يحيا ويموت دون أن يقدم خيرا, دون أن يُحدث رجةً فى الماء الراكد، هو عالة على هذه الحياة، تلفظه قبل أن يلفظ أنفاسه.. إن السنوات التى تمر هى خَصْمٌ حقيقى لرصيدك فى الحياة, كل ذكرى ميلاد هو نقصان من مخزون عمرك.. هو سباق لتقدم الكثير فى وقت قصير مهما طال.

إن الاحتفال الحق فى ميزان الإنسانية.. هو احتفال بإنجاز نقدمه, بعمل نتقنه, بطاعة لله , برفق بالآخر, إن العمر الذى يحياه الإنسان.. هو تلك الدقائق أوالساعات التى يَنسِجُ فيها خيرًا للبشرية , ويُحدِثُ إضافة حقيقية تثمن ما بين ميلاده ورحيله، هكذا نفرح وهكذا نحتفل..نحتفل لا بسنواتٍ تمر؛ بل بما تحويه هذه السنوات من نفع وإيثار وبذل.. نحتفل لا بشموعٍ تُشْعَل؛ بل بحياةٍ تضئ للآخرين دروبهم.. نحتفل إن كنا فى زُمرة من قال عنهم رب العزة:
"قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح بعلم مصر في فيديو الإعلان عن عودة الدوري الإنجليزي

خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: حر الصيف يذكرنا بعذاب النار

موعد مباراة مصر والنرويج اليوم في كأس العالم للشباب لكرة اليد

مطاردة "رانج روفر" طائشة على كوبرى أكتوبر.. لحظات إثارة وبطولة رجال المرور

من خصام الأخ إلى حضن النهاية.. القصة الكاملة لخلاف هدى سلطان ومحمد فوزى


قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

تعرف على صفقات الأهلى وفاركو والراحلين قبل لقاء الليلة بالدورى

نانسى عجرم: بقرأ أخبار حلوة عن أنغام.. أتمنى تكون صحيحة ونرجع نشوفها بأسرع وقت

سفير الهند بالقاهرة: علاقاتنا مع مصر مهيأة لتصبح شراكة مستقبلية طموحة

رفع سعر دواء لإنقاص الوزن ببريطانيا 3 أضعاف بعد شكوى ترامب


أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

العش وعمر كمال على رأس 11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة

فيلم درويش يتصدر الإيرادات فى ثانى أيام عرضه بإجمالى 5 ملايين جنيه

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

رامى ربيعة وإبراهيم عادل ضمن أفضل 10 صفقات فى ميركاتو الإمارات

ترامب: أريد رؤية الصحفيين يحصلون على حق الوصول إلى غزة

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

لافروف حول قمة ألاسكا: موقفنا واضح وسنعلنه ونعول على حوار بناء

هداف الدوري الإنجليزي التاريخي.. محمد صلاح خامس العظماء

اندلاع حريق فى محطة نووية برومانيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى