د. محمد سعيد حسب النبى يكتب: زويل وصناعة التاريخ

محمد سعيد حسب النبى
محمد سعيد حسب النبى

تمر الأيام دائبة الكر، تتدفق كتيار البحر الزاخر لا يفتر ولا يستقر، نطفو فوقه وسائر الكون من حولنا كخيالات تظهر ثم تغيب، وأنفاس الناس لا تكاد تصدر حتى تبيد. وسط هذا الخضم إذا الكوكب الوقاد قد طلع كأنه ماسة تلتهب بلألاء أبهر ما يراه الناس؛ فيضىء نوراً يكشف لهم السبيل، ويشرق فى نواحى الحياة كما يشرق النجم فى حنايا الأفق. وقد كان أحمد زويل من هذه الكواكب السيارة التى أنارت بعلمها وعطائها سبلاً لمجد البشرية؛ إنه من طائفة العظماء الذين شكلوا التاريخ بما صنعوا من جلائل الأمور. إنهم المبدعون لكل ما وُفق إليه أهل الدنيا، وكل ما بلغه العالم وما نراه قائماً فى هذا الوجود كاملاً متقناً يُعد نتيجة حتمية لأفكار هؤلاء العظماء.

 

رحل أحمد زويل عن عالمنا جسداً.. ولكنه لم يزل عظيماً حتى بعد موته؛ فما تركه من إرث علمى سيظل نوراً يتدفق بين جنبات الحياة، فهو كسراج أشعل بين أشباهه من سرج تلوح فى الأفق، يتتبعها الناس فى حلهم وارتحالهم. إن نظرة متفحصة فى سجل حياة زويل لجديرة بأن تكون تأملاً واعياً فى عقل البشر إذا أراد النبوغ، ولبابه إذا أراد البزوغ. كشف زويل من غوامض العلم ما حار فيه الذهن، وما كان وهماً متكاثفاً فى عقول العلماء، وما خيم على أكناف المعرفة من غواشى قبابها ودواجى ظلامها ؛ فلا تملك إلا أن تحنى الرأس له إجلالاً وتنكس البصر له مهابة وانبهاراً.

 

قدم زويل أقصى ما كان فى طاقة إتيانه من سويداء فؤاده وعقله، وعلّم العالم أن النبوغ يستعار من حاجات العصر وظروف البيئة والعمل المخلص والسعى الدؤوب، وأن الوقت يصنع البطولة، والبطولة استجابة لنداء الوقت ؛ فالطالما صاحت الأوقات أين الأبطال؟! فيذهب نداؤها صرخة فى واد ونفخة فى رماد، إذ إن الرجل لم يكن موجوداً وقت النداء، والبيئة لم تكن له خير وعاء، فيبح صوت الوقت ولا مجيب، ولا ملبى ثَمَّ ولا مستجيب.

 

والحقيقة أنه لا يبزغ عصر من العصور إلا إذا أتيح له رجل كبير يجمع بين عقل راجح يعرف به متطلبات عصره، وعزم ماض متجدد، وحاضن ناصح مشجع يدفعه ويقدره. إن العناية بالنابغين فى حياتنا بمثابة من رُزق أرضاً خصبة تحتضن بذور أَجَمة الأبطال، وكل جهد يبذل فى رعايتهم هو فى واقع الأمر تمكين لتلك الجذور فى الثرى، وتقوية لعودها، وتعهد لزهورها ورياحينها وأثمارها.

رحم الله أحمد زويل رحمة واسعة.. وجزاه خير الجزاء نظير ما قدم وأمتع وأجاد حيث أبدع.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مطالب عبد القادر المالية تؤجل انضمامه إلى سيراميكا..وموقف واضح من الأهلي

النيابة العامة تعلن إجراءات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس وصولًا لأسبابه

الأرصاد الجوية محذرة من الرطوبة المرتفعة: تقارب الـ90% بالقاهرة

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات


باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة..استشهاد 13 فلسطينيا فى قصف إسرائيلى استهدف منازل بغزة..ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس لأكثر من 100 شخص.. البنك المركزى الأسترالى يثبت سعر الفائدة عند 3.85%

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

الإهمال الإدارى يُكلف برشلونة 15 مليون يورو من "يويفا"

اللغة الأجنبية الثانية مادة تخصص اختيارية فى البكالوريا


ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

معركة الحلم العالمى.. تشيلسى يتحدى فلومينينسى فى سباق التأهل إلى نهائى مونديال الأندية.. "البلوز" يستهدفون استعادة أمجاد البطولات.. نجوم السامبا يحلمون بكتابة التاريخ.. وريال مدريد وباريس يترقبان الفائز

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

الجدول الزمنى لانتخابات مجلس الشيوخ مع رابع أيام تلقى أوراق الترشح

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى