ملاحقات قانونية عراقية لسرقة إسرائيل آثار العراق.."نقيب المحامين العراقيين السابق": نسعى لاسترداد أموالنا المنهوبة خلال الغزو الأمريكى.. والحالة التى يعيشها شعبنا سببها نظام المحاصصة الطائفية والعرقية

نقيب المحامين العراقيين السابق ضياء السعدى
نقيب المحامين العراقيين السابق ضياء السعدى
كتب - أحمد جمعة

قال ضياء السعدي، نقيب المحامين العراقيين السابق، ورئيس الفريق القانونى لاسترداد أموال وآثار العراق المنهوبة والمهربة بالخارج، أن حجم السرقات الواقعة على المال العام العراقى دفعه ومجموعة من المحامين والحقوقيين العراقيين للتصدى ومواجهة الفساد المالى والإدارى والرشاوى فى البلاد، مؤكدا أن فريق المحامين العراقى يعمل فى إطار القانون من أجل التصدى لجرائم سرقات المال العام التى تعتبر الوجه الآخر  للإرهاب الداعشى، مؤكدا أنها بحكم القانون لا تقبل المصالحة أو العفو ولا تسقط بالتقادم.

وشدد السعدى على أن الفريق القانونى سيقاضى كافة الدول والأفراد الذين نهبوا الثروات العراقية، خاصة بعد الغزو الأمريكى عام 2003، ولاسيما العصابات الإسرائيلية التى نهبت الكثير من الآثار العراقية.

وأكد "السعدى" فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، عبر الهاتف من العراق، اليوم الأحد، أن العمل متواصل لاسترجاع الأموال العراقية المنهوبة والمهربة فى أى مكان من دول العالم، بالرغم من خضوعها لغسيل أموال ومحاولات لتنظيفها، داعيا لاسترجاع وقائع سرقة المال العام العراقى الذى أخذ بالتصاعد، وبدأ بالتزامن مع العمليات العسكرية الأمريكية التى غزت العراق واحتلاله فى عام 2003، مشيرا إلى أن الشعب العراقى والعالم أجمع لا يزال يتذكر، وكما هو موثق كيف تم السطو على المصارف والبنوك والمؤسسات المالية وإفراغها من العملة العراقية والأجنبية، وسرقة الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية، أمام صمت القوات الأمريكية المحتلة، مؤكدا أن بعض منتسبى قوات التحالف الدولى ساهم فى سرقة الملايين من الدولارات التى أخفتها الحكومة العراقية قبل الاحتلال الأمريكى فى القصور الرئاسية، وفى أماكن آخرى فى بغداد.

وأكد نقيب المحامين العراقيين السابق أن السرقات امتدت إلى الآثار العراقية، عبر عصابات دولية إسرائيلية، وتحت حماية جنود الاحتلال الأمريكى، عندما وضعت واشنطن يدها على المتاحف العراقية، موضحا سرقة وتهريب جنود وضباط الولايات المتحدة للآثار العراقية عبر المنافذ الحدودية المجاورة للعراق كالأردن والكويت والسعودية وغيرها، مشيرا إلى تواجد الشركات الأمريكية عقب احتلال العراق، فإنها مارست التزوير وتعاطى الرشاوى والسرقة فى العديد من العقود والتعهدات التى أبرمتها مع الجهات العراقية وغير العراقية.

وأشار ضياء السعدى إلى أن من ساعد على ارتكاب هذه الجرائم هو إقدام سلطات التحالف الدولى التى أصدرت المذكرة رقم 3 لسنة 2003 والتى تقضى بتوفير الحصانة القانونية والقضائية لمرتكبى هذه الجرائم، بمنع إقامة الدعاوى المدنية أو الجزائية والإدارية على مرتكبى هذه الجرائم، وتشمل هذه الحصانة كافة المتعاملين والمتعاقدين من مقاولين وشركات خلافا للقوانين الدولية، مؤكدا تطور حالات وظواهر الفساد الإدارى والمالى وعمليات سرقات المال من الخزينة العامة، منها سرقات نفط وتهريبه، واختفاء مواد البطاقة التموينية، والتلاعب المالى فى القطاع المصرفى، وتزوير الشهادات الدراسية والألقاب العلمية واستخدامها بالوظيفة العامة، والاستخدام والتوظيف فى أجهزة الحكومة المدنية والعسكرية بعد الرشاوى.

وأشار نقيب المحامين العراقيين السابق إلى أن الفساد وقع فى عقود التجهيزات والتسليح للجيش العراقى والقوات المسلحة، والاعتداء على ملكية العقارات العائدة للدولة، مؤكدا أن مفردات قائمة الاعتداء على المال العام العراقى تنوعت وسائله وطرقه، وبات يتشكل منها ظاهرة الفساد الإدارى والمالى، بما يمكن القول أن السرقة والفساد أصبحا ثقافة أو مؤسسة ومنهج يهدد كيان الدولة العراقية، وتنعكس بصورة مباشرة على متطلبات الحياة فى العراق، ومنها فقدان أبسط حقوق العراقى سواء كان فى الأمن والماء والكهرباء والصحة والتعليم.

وأكد أن فريق الدفاع القانونى يسعى لاسترداد أموال العراق المنهوبة، وبما يكفل التصدى لكل حالات سرقة المال العام والفساد بشقيه المالى والإدارى، وعلى وجه التحديد الرشاوى أو التربح أو الحصول على منافع مالية بما يخالف القانون، موضحا أن أبرز الأسباب التى أدت إلى الحالة التى يعيشها شعب العراق هو نظام المحاصصة الطائفية والعرقية الذى ساد فى العراق بعد الاحتلال الأمريكى عن طريق استبدال وحدة الشعب العراقى، وهويته العربية الإسلامية، بمفاهيم نظرية المكونات الطائفية والإثنية والعرقية التى يتكون منها الشعب العراقى التى جاء بها السفير الأمريكى بول بريمر الحاكم المدنى للعراق، وقتها، والتى انعكست على تشكيل مجلس الحكم سنة 2003 والذى يعتبر البداية الأولى لاقتسام سلطات الدولة وتوزيعها على أساس الانتماءات المذهبية والإثنية والعرقية لهويات الأحزاب التى شاركت فى العملية السياسية، والتى تكرست فيما بعد فى قانون الدولة للمرحلة الانتقالية الصادر فى شهر مايو عام 2003 باعتباره وثيقة دستورية مؤقتة.

وأوضح ضياء السعدى  نقيب المحامين العراقيين السابق، أن الطائفية السياسية ترتب عليها مخاطر عديدة، أبرزها اقتسام سلطات الدولة غنيمة، على أساس المذهب والحزب والطائفة، ما أدى إلى اتساع الفساد المالى والإدارى وانتشاره إلى درجة تم فيها بيع الوزارات والمواقع الإدارية المتقدمة فى الدولة والحكومة، وتفشى الدعوات العنصرية والإرهابية والتكفيرية والتطهير الطائفى، ما يهدد وجود الدولة، أو إلى وضع العراق إلى ما قبل الدولة، مؤكدا أن امتهان حق الاستخدام والتوقيف فى مؤسسات الدولة العراقية أدى إلى انعدام تكافؤ الفرص أمام جميع العراقيين، فكان من المفترض أن يتم الاختيار على أساس الكفاءة والقدرة والتحصيل العلمى بدلا من التوزيع الطائفى والحزبى، ما ساهم فى بناء أجهزة حكومية عراقية غير كفؤة فى أدائها للوظيفة العامة.

وأكد أن فريق الدفاع عن المال العام العراقى يتكون من عدد من المحامين يعملون بصورة مجانية تطوعية وبدون أجر أو مقابل، يتمتعون بالاستقلالية والمهنية ولا تربطه أحزاب سياسية أو الحكومة، وهدفه التصدى للفاسدين وناهبى المال العام العراقى، مشيرا إلى سعيهم لتأسيس مكتب الادعاء الشعبى العام العراقى بعد وضع نظام خاص به طبقا لقانون المنظمات غير الحكومية، والاستفادة من اتفاقية مكافحة الفساد الصادرة من الأمم المتحدة والمعمول بها فى العراق منذ عام 2005 حيث ترسم هذه الاتفاقية الآليات المطلوبة لاسترجاع الأموال المسروقة رغم تهريبها بأسماء مستعارة، مشيرا إلى أن الفريق القانونى سيكون له دور فى مراقبة مدى التزام المسئولين الحكوميين العراقيين بما جاء فى المادة ( 127) من الدستور العراقى، ومتابعة المتورطين فى حالة الحصول على الأدلة القانونية اللازمة لإثبات هذا التصرف بعيدا عن الإسقاطات أو الصراعات أو الخصومات الشخصية وبما يكفل إظهار الحقائق أمام الرأى العام.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

دوا ليبا تتحدث عن حبيبها: أنا أكثر سعادة من أي وقت مضى.. والحب يستحق المجازفة

الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. شهداء وجرحى فى قصف إسرائيلى مستمر على غزة.. موجة حر شديدة تودى بحياة أكثر من 1300 شخص فى البرتغال.. زلزال بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر يضرب سواحل كامتشاتكا الروسية

محمد أبو لولى.. طفل فلسطينى أصابته شظية إسرائيلية بشلل رباعى

ابنة هوجان تطالب الشرطة بكشف لقطات الكاميرات لتوضيح ملابسات رحيل والدها


داكوتا جونسون.. كيف جمعت نجمة Fifty Shades of Grey ثروتها بعيدا عن التمثيل؟

أرقام تصنع الثقة.. مصر على الطريق نحو اقتصاد أكثر صلابة: مارس 2024 لحظة التحول الكبرى.. تراجع التضخم لـ12.8% فبراير 2025 إنجاز محورى وبيئة أكثر استقرارا للمستثمر.. طفرة فى الاستثمارات الأجنبية خلال عام واحد

خسارة شباب الطائرة فى مواجهة أمريكا ببطولة العالم بالصين

قالوا وقلنا.. حملة لدار الإفتاء للرد على شبهات الاحتفال بالمولد النبوى.. هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى فى المولد النبوى؟.. وهل كانت تُضرب الموسيقى والطبول والنوبات والكشاكيش؟

طاحونة المندرة بالإسكندرية.. أقدم طاحونة غلال منذ عهد محمد على باشا.. أنشئت عام 1807م.. وظهرت فى فيلم "آثار على الرمال".. إنشاءها تزامن مع إرسال طلاب العلم إلى أوروبا.. وخبير أثرى: سجلت فى الآثار


هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

الإسماعيلى يعقد اليوم الجمعية العمومية العادية بحديقة رضا

غدا.. انطلاق الدورى المصرى للكرة النسائية بمشاركة 16 فريقا

طلاب الثانوية الأزهرية الدور الثانى يؤدون اليوم امتحان التاريخ والفيزياء

ختام موسم حصاد القمح بالوادى الجديد .. توريد 568 ألف طن قمح للصوامع بنسبة 109% وزيادة 65 ألف طن عن العام الماضى.. تنفيذ 1200 حقل إرشادية بأفضل أنواع التقاوى وإجمالى المساحة المنزرعة 343 ألف فدان

شباب الطائرة فى مواجهة أمريكا ببطولة العالم بالصين

معابد مونتو الأثرية فى الطود والمدامود تقترب من رحلة العودة للحياة بحملات تطوير وتجميل شاملة.. محافظ الأقصر يتفقد أزماتها ويتابع حل مشكلاتها على أرض الواقع.. ويؤكد: ستكون جاهزة قريباً لإدراجها بخارطة الزيارات

الإسماعيلى يدخل معسكر مغلق اليوم بالقاهرة استعدادا لمواجهة الطلائع

أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة.. حسام حبيب ينفى عودته لشيرين.. 3 أفلام جديدة تقتحم شاشات السينما المصرية تباعا حتى أكتوبر.. إيرادات فيلم درويش تتجاوز الـ20 مليون جنيه خلال 9 أيام عرض بالسينمات

اليوم غلق باب التقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى