ولماذا لا نقتل الفقراء لنتخلص من الفقر بالمرة؟

وائل السمرى
وائل السمرى
للوهلة الأولى، وبلا اجتهاد فى التفكير ستتأكد من عبثية هذا السؤال ودمويته فى آن، لكن للأسف، مثل هذه الاقتراحات الإقصائية الدموية لم تعد غريبة عن حياتنا، ولم تعد بمستغربة حينما تشاهدها فى الفضائيات أو تقرأها فى الصحف أو تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعى، فالمزاج العام الآن فى مصر أصبح إقصائيا بامتياز، فنائب يقول لوزير المالية خالف القانون ونحن معك، وآخر يقترح عقوبة الإعدام جزاء لمن يتلاعب بأسعار الدولار، ومحافظ يأمر بإزالة أعمدة الإنارة من طريق مصر إسكندرية الزراعى، لكى لا يستغلها البعض فى سرقة التيار الكهربائى، وإعلامى يريد من الدولة أن تسحب الجنسية من كل مصرى لا يروق له، وغير هذا من حلول واقتراحات- للأسف- تصدر من نخب سياسية أو شعبية أو نخب تنفيذية تتولى مواقع قيادية، وللأسف أيضًا فإن هذا المزاج الإقصائى يجد رواجًا كبيرًا هذه الأيام بين الكثير من جموع الشعب المصرى، ما يدل أولا على أن «شخصيتنا الوطنية» أصيبت بمرض خطير، وثانيا أن أبناء مصر «المختارين» فى مواقع القيادة يتخلصون من هذا المرض وكأن تعليمهم فى المدارس والجامعات وتدرجهم فى الوظائف خاضعين للانتخاب الطبيعى، لم يؤثر فيهم ولم يثر شخصيتهم ولم يهذب من غوغائيتهم.
 
ربما لا تدرك هذه «النخب الحاكمة»، أن هذه الطريقة العنيفة فى التفكير وهذه الاقتراحات الإقصائية الدموية لن تفيد الوطن ولن تمنع البلاء كما تظن، فالذى يحاول سرقة التيار الكهربائى من أعمدة الإنارة لن يقف مكتوف الأيدى إذا ما أزيلت أعمدة الإنارة، وسيسرق التيار الكهربائى من أى مصدر آخر، وهنا تكمن عبثية نظرية - الحل بالاستبعاد- لأنه ناهيك عن كونها باطشة وغير إنسانية، لكنها أيضًا «فاشلة» فمحافظ القليوبية، الذى ابتكر هذا الحل «الفتاك» لم يضع فى حسبانه عشرات المصائب، التى من الممكن أن يتسبب فيها جراء هذا القرار، تمامًا كما لم يدرك البعض خطورة التخوين العشوائى والعقوبات القاسية وعاقبة هدم القانون، ويؤسفنى أن أقول: إن هذه الإجراءات أو الاقتراحات التعسفية توحى بأن بعض المسؤولين فى دوائر الحكم والسياسة أصبحوا يستضعفون الشعب ولا يقيمون له وزنا ولا يحسبون له حسابًا، وهذا هو أخطر ما فى الأمر، ليس على الشعب فحسب وإنما على الدولة أيضًا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد ياسين يقترب من بتروجت بعد انتهاء إعارته لغزل المحلة

خلال ساعات.. نظر محاكمة 46 متهما بقضية "خلية العجوزة الثانية

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

السيطرة على حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر وبدء عمليات التبريد


المونوريل يستعد لاستقبال الركاب.. جولة بمحطة المشير بعد تركيب بوابات التذاكر وتشطيب الرصيف.. أبواب زجاجية لحماية المواطنين واهتمام كبير بذوي الهمم وكبار السن.. نسب التشطيب تصل لـ100% والتشغيل تجريبي بدون ركاب

المقاولون العرب ينعى يوسف نبيه حارس ناشئى ذئاب الجبل بطنطا

شيماء منصور تكتب: في محراب الملك لير.. حين يتجدد سحر الفخراني على خشبة المسرح

مصادر طبية فلسطينية: 58 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو


حصاد الرياضة المصرية اليوم الجمعة 11 – 7 – 2025

فتح: على حماس التوقف عن وضع نفسها فوق السلطة الفلسطينية

بيان رسمي من مودرن سبورت يكشف كواليس أزمة جنش

وادى دجلة يهزم غزل المحلة 3 - 0 وديا استعدادا للموسم الجديد

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

شاهد بوستر فيلم "روكى الغلابة" بطولة دنيا سمير غانم

حامد حمدان يواصل الضغط على بتروجت: خلقت الأحلام كى تتحقق وليس لتمنع

الدوري الألماني يهنئ أحمد صلاح حسنى بعيد ميلاده: صاحب لمسة فنية خاصة "فيديو"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى